الإمارات... دليلٌ على قدرة التغيير بعيداً من وضع الشّعب في "بوز المدفع"! | أخبار اليوم

الإمارات... دليلٌ على قدرة التغيير بعيداً من وضع الشّعب في "بوز المدفع"!

انطون الفتى | الأربعاء 08 ديسمبر 2021

مصدر: بعض دول المنطقة لا تجد في مشاريع التطوير أولوية وهذه مشكلة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في نظرة عامة الى المنطقة، نجد أن دولة مثل الإمارات العربية المتحدة، تحوّلت خلال أقلّ من ثلاث سنوات، الى ما يُشبه قوّة دولية موجودة في الإقليم، لها ما لها من أبعاد مهمّة على الصّعيد الاستراتيجي العام.

فمنذ بَدْء "المسار الابراهيمي" في شباط عام 2019، انتقلت الإمارات من ضفّة الى أخرى، استُتبِعَت بدخولها عوالم "ثورة كبرى" على صعيد التشريعات والقوانين، التي تنقل المجتمع الإماراتي من مكان الى آخر.

 

ليس العكس

الحركة الأساسية التي نلاحظها في كلّ ذلك، هي أن الشعب الإماراتي يلحق بدولته، وليس العكس. ففي منطقتنا، اعتدنا على أن تتعامل الأنظمة مع أي تغيير لا تريده، على طريقة أنه لا بدّ من الانتظار قليلاً بَعْد، أو مدّة زمنية أطول، بهدف تحضير الشّعب له، وتهيئة النّسيج الاجتماعي لتلقّفه، والنّظر الى مسألة إذا ما كان يُمكن تطبيق كذا وكذا، أو الذّهاب به بعيداً، أو لا.

وفي الوقت نفسه، اعتدنا أن نرى أنظمة منطقتنا نفسها، تفرض ما تريد فرضه على شعوبها، من سياسات وخيارات واستراتيجيات، بعضها يقود الى الفقر والجوع، ودون أن تهتمّ بالحاجات المعيشية والحياتية لهم.

 

يلحق بها

بينما في الإمارات، نجد أن الدولة تسير في طريق التغيير والحداثة، والشّعب يلحق بها، حتى أولئك الذي يستغربون، أو يمتعضون، أو يرفضون، وهو أمر يستحقّ التوقّف أمامه، نظراً الى ما له من أهميّة في إحراز نقلات نوعية سريعة هناك، ذات مفاعيل كبرى.

فعلى سبيل المثال، تنظر بعض فئات الشعب الإماراتي الى النظام الجديد للعمل الأسبوعي، الذي اعتُمِد في الإمارات أمس، على أساس أنه ذات أهداف تسعى الى "تغريب" المجتمع هناك، كمقدّمة لـ "تغريب" كلّ المجتمعات العربية في وقت لاحق. ومع ذلك، مضَت الدولة بعملها، وجعلت من يوم الجمعة المخصّص للإجازة في غالبية الدول العربية، يوماً للعمل حتى الظّهر، ووحّدت موعد إقامة خطبة وصلاة الجمعة، طوال العام، بما لا يتناقض مع الشّرع بحسب أكثر من مُطَّلِع، وصولاً الى جعل الإجازة الأسبوعية في يومَي السبت والأحد.

 

نموذج

وأكد أكثر من مُطَّلِع أن الإجراءات الإماراتية تلك تعود بالمنفعة الاقتصادية للدولة والشعب معاً، نظراً الى أن المصارف العالمية، والشركات المالية الضخمة، تواجه صعوبات في معاملاتها مع الدول التي تعتمد يوم الجمعة كإجازة رسمية، فيما البورصة العالمية تتأثّر سلبياً من جراء إقفال بعض الأسواق المالية أيام الجمعة.

باختصار، تشكّل الإمارات النّموذج الشرق أوسطي الأبرز حالياً، في جَعْل الشعب يسير خلف دولته، واعياً. كما أنها الدّليل الأوضح على أن الأنظمة يُمكنها أن تعمل، وتنتج، وتغيّر، إذا أرادت هي ذلك، وبعيداً من وضع الشّعوب في "بوز مدفع" تبرير عَدَم التطوير، والتحديث، والتغيير.

 

قوى تعطيلية

رأى مصدر مُواكِب لورش التطوير في الإمارات أن "ما يُعرقل التغيير في دول منطقتنا، ليس الأنظمة السياسية في بعضها فقط، بل وجود قوى تعطيلية لمفهوم الدولة فيها أيضاً، تحت عناوين صراعية كبرى، تقزّم مشاريع الحداثة، وتصغّر العناوين الحياتية والمعيشية للشّعوب".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض دول المنطقة لا تجد في مشاريع التطوير أولوية، وهذه مشكلة أيضاً. وهذا يعود الى أسباب إيديولوجية، لا تمتّ الى العصر، ولا الى الإنسانية، بصِلَة".

 

كرامة

وأشار المصدر الى أنه "تحت ستار عناوين شعبوية كبرى، تمضي شعوبنا باتّجاه الفقر والجوع، فيما الكرامة الحقيقية لا تتحقّق بالحروب، ولا بالاغتيالات".

وختم:"الصّراعات المُستدامة هي غير إنسانية، وتُفقِد الشعوب كرامتها. والكرامة لا تتوفّر إلا من خلال القوانين، والدساتير، والازدهار، وتوفير الطبابة، والتعليم، وكلّ أساليب التطوّر، للشّعوب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار