قنبلة أميركية فتّاكة تحاول روسيا تعطيلها... و"كلمة السرّ" أوكرانيا!؟ | أخبار اليوم

قنبلة أميركية فتّاكة تحاول روسيا تعطيلها... و"كلمة السرّ" أوكرانيا!؟

انطون الفتى | الأربعاء 08 ديسمبر 2021

عجاقة: تمتلك واشنطن قدرات هائلة في فرض العقوبات وتنفيذها بفاعلية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في الوقت الذي تناور فيه روسيا، في محاولة للسيطرة على عمقها الاستراتيجي الكامن في أوكرانيا، "تكشّر" الولايات المتحدة الأميركية عن أنيابها أكثر فأكثر، بالدولار، الذي هو القنبلة الأميركية الأكثر فتكاً، التي تحاول روسيا تعطيلها وتفكيكها منذ سنوات.

فالكلّ يُدرك أن المواجهة العسكرية بين واشنطن وموسكو مستحيلة، نظراً الى تداعياتها الكارثية على صعيد دولي. وهذا ما يرفع حظوظ الإبقاء على العقوبات، والدولار، كمادّة أساسية للحروب بين الغرب وروسيا.

 

مقايضة

فألكسندر ميخيف، وهو رئيس شركة "روسوبورون إكسبورت"، المشرفة على مبيعات الأسلحة الروسية، أشار الى أن روسيا لم تَعُد تستخدم الدولار الأميركي في صفقات الأسلحة.

ولفت الى أنه مع الهند مثلاً، تتمّ المدفوعات المتبادلة بالروبل (الروسي) والروبية (الهندية). بالإضافة الى استخدام مشاريع المقايضة.

 

الغاز

ومن جهتها، تحدّثت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند عن أنه قد يكون مناسباً عزل روسيا عن النظام المالي العالمي بشكل كامل، وعلى مراحل، بكلّ ما لهذه الخطوة من عواقب على قطاع الأعمال الروسي، والشعب الروسي، ومع ما لذلك من مضاعفات على فرص الروس بالعمل، والسفر، والتجارة، في خطوة لمنع موسكو من الاعتداء على أوكرانيا.

كما أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن يتم إغلاق خط أنابيب غاز "السيل الشمالي - 2"،  في حال أي غزو روسي لأوكرانيا، مؤكِّدَةً التشاور مع الحكومة الألمانية الجديدة، في هذا الملف.

 

عقوبات

أكد الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أن "الولايات المتحدة تمتلك قدرة استثنائية على فرض العقوبات، انطلاقاً من أن اقتصادها يشكّل ما بين ربع الى ثلث الإقتصاد العالمي. فيما أكثر من 60 في المئة من الاستثمارات في الأسواق العالمية، موجودة في بورصة نيويورك. كما أن 60 في المئة من التعاملات حول العالم، تتمّ بالدولار الأميركي، وهو ما يعطي واشنطن قدرات هائلة في مجال فرض العقوبات، وتنفيذها بفاعلية".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "استراتيجيّة واشنطن في تطبيق العقوبات، تقوم على الخنق التدريجي، لتعديل سلوكيات الخصم. وهي تهدّد موسكو بمزيد من العقوبات حالياً، بسبب أوكرانيا، نظراً الى سوابق روسيّة في اقتحام جورجيا بسرعة قياسية، قبل سنوات. فهذا النّوع من الممارسات يسحب المصداقية من أي دولة مهما كانت. وفي أوان المفاوضات الدولية، أي حدث أمني، أو يمسّ بحقوق الإنسان، تورّطت به دولة معيّنة في الماضي، يبقى حاضراً على الطاولة كعنصر أساسي يلعب ضدّ مصداقية من ارتكبه".

 

ألمانيا

ولفت عجاقة الى أن "روسيا بدأت تُثير مخاوف الدول الأخرى، منذ أن باشرت بجَمْع الجيوش حول أوكرانيا، وذلك نظراً الى سوابقها في جورجيا".

وأضاف:"الأوروبيون يدعمون واشنطن في أي إجراء تتّخذه ضدّ موسكو، بسبب مخاوفهم القديمة من الاتحاد السوفياتي التي استمرّت مع روسيا الاتّحادية. ولكن 40 في المئة من الاستهلاك الأوروبي للغاز هو من ذاك المستورد من روسيا. وفي حال فرض مزيد من العقوبات، ستردّ موسكو ببَدْء قطع الغاز عن أوروبا خلال فصل الشتاء".

وقال:"يُمكن للألمان أن يلعبوا دوراً كبيراً في سَحْب فتيل الأزمة بين الأميركيين والروس، في تلك الحالة، خصوصاً أن خطّ "نورد ستريم 2" للغاز، يمرّ من روسيا الى ألمانيا، من خارج الفضاء الأوكراني".

 

مفاوضات

ورأى عجاقة أن "وجع روسيا من العقوبات الأميركية التي تمنعها من الاستثمار، يجعلها تناور في الملف الأوكراني حالياً، في محاولة للتفاوُض من أجل رفعها. ولكن المشكلة هي في أن القلق من موسكو يشمل الغرب كلّه، خصوصاً أن روسيا تقوم منذ سنوات، وبشكل متكرّر، بخرق المجال الجوّي لعدد من الدول الغربية، بطائراتها وقاذفاتها، ومنها بريطانيا، وهو ما يصعّب اكتساب الروس ثقة الغرب بسهولة".

وشدّد على أن "التداعيات الاقتصادية لأي غزو روسي لأوكرانيا، ستكون كارثية على روسيا. ولذلك، من مصلحة موسكو التفاوض مع الأميركيين والأوروبيين، وقبول الدّور الألماني المُحتمَل على هذا الصّعيد، إذا كانت ترغب بتخفيف أوجاعها من العقوبات".

 

الدولار

وعن آفاق الحرب الروسية على الدولار، أشار عجاقة الى أن "دول "البريكس"، وهي روسيا، والبرازيل، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، حاولت في الماضي التأسيس لبَدْء التخلي التدريجي عن الدولار الأميركي، كعملة تبادل. ولكنها لم تنجح".

وختم:"المرور بعملة وسيطة، مقبولة في الأسواق الدولية، هو أمر إجباري. وهذه العملة إسمها الدولار الأميركي. فضلاً عن أن الأسواق الاستهلاكية الأساسية في العالم موجودة في الولايات المتحدة وأوروبا، وليس في الصين وروسيا حيث معدلات الفقر مرتفعة مقارنةً مع دول الغرب. فيما بالنسبة الى السلاح، أسواقه الاستهلاكية موجودة في دول نامية، وهذه بدورها تتعامل بالدولار. وهو ما يعني أن كَسْر الثقة التي يحظى بها الدولار الأميركي، ليس سهلاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار