روسيا ليست صديقة وهي تهتمّ بالأسد وإيران أكثر من لبنان! | أخبار اليوم

روسيا ليست صديقة وهي تهتمّ بالأسد وإيران أكثر من لبنان!

انطون الفتى | الخميس 09 ديسمبر 2021

درباس: لديها سياستها وهي تنفّذها بقلب بارد ولا يهمّها أي شيء آخر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين من يُطالِب بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، وتطبيق القرارات الدولية، وضبط الحدود، ووقف التهريب، وتحرير القرار السياسي اللبناني من سطوة السلاح غير الشرعي، يقف لبنان في منطقة الخطر وحيداً، فيما يُلقي العرب والعالم الكثير من الأعباء الثّقيلة على ظهره، التي لا يُمكنه تحمّلها، ولا التصرّف بها وحيداً، بموازاة سلطة فاقدة للوعي، لا تريد أن تعمل على التحرير، ولا هي قادرة على ذلك لوحدها، أصلاً.

 

صديقة

على هذا الصّعيد، نوجّه كلامنا الى كلّ المُطالِبين بالنّقاط السابق ذكرها، والتي هي ممتازة وضرورية لبناء دولة لبنانية، لنطلب منهم أن يستعملوا نفوذهم لدى الروس، حلفاء إيران، ليضغطوا على الإيرانيين، وليدفعوهم الى الضّغط على حلفائهم في لبنان، حتى يفكّوا أسر الدولة اللبنانية من السّجون الإيرانية، خصوصاً أن السجّان الإقليمي والمحلي "أهليّي بمحليّي"، ويُمكن لموسكو أن تضغط عليهما "قشّة لفّي"، إذا أرادت ذلك، وإذا كانت صديقة حقيقية للبنان.

 

البوّابة الروسية

فنحن نتعجّب من كلّ الذين يؤكّدون أن روسيا صديقة للبنان، ولسيادته، ولتحريره من أي احتلال أجنبي، حتى ولو كان سوريّاً أو إيرانياً، فيما لا نجد هذا النّوع من الكلام الصّريح والواضح والمباشر، على لسان أي مسؤول روسي. وهذا ما لا بدّ من التوقّف عنده.

فالعلاقات العربية - الروسية، ولا سيّما الخليجية - الروسية، تتطوّر، ولكن لا يُطلَب عربياً من روسيا أن تمارس ضغوطها، لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، حتى من باب أنه أرض عربيّة. ورغم ذلك، نجد أن الاستثمارات العربية تزداد في روسيا، والعلاقات الاقتصادية والسياسية تنمو بين الطرفَيْن، بلا أي فائدة "تحريرية" للبنان من إيران، عبر البوّابة الروسية.

 

الأسد

أمر آخر أيضاً، وهو أن بعض العرب ينفتح على الرئيس السوري بشار الأسد، فيما الأخير يستفيد، لـ "نأكل" نحن الأعباء، والمطالب التي لا بدّ للعرب أن يُطالبوا الأسد نفسه بفعلها، تجاه الفريق الإيراني في لبنان، من باب علاقاته به، وقدرة تأثيره عليه، وذلك على سبيل اختبار الى أي مدى يُمكنه (الأسد) أن يكون صادقاً معهم (العرب) على الأقلّ. وهذا ما لا نجده أيضاً.

 

سياسة

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "لروسيا سياستها، وهي تنفّذها بعقل بارد، وقلب بارد، ولا يهمّها أي شيء آخر".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "روسيا أنقذت النظام السوري، بعدما تشرّد الملايين من السوريين، ومات مئات الآلاف منهم. وهي حليفة لإيران، وتفتح الممرّ الجوّي للطائرات الإسرائيلية في شكل يومي، لضرب القوات الإيرانية في سوريا، في وقت واحد. كما أن روسيا تهدّد أوكرانيا، وهي في الوقت نفسه تتحاور مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حول الملف الأوكراني".

 

ارتباك

ولفت درباس الى أن "روسيا لا تتأثّر، لا بما يُمكن أن يُطلَب منها خليجياً، ولا لبنانياً. وهي في مرحلة من المراحل، أوحت بأنها تعمل على أساس التحضير لانتخاب رئيس سوري جديد غير بشار الأسد، ليتبيّن لاحقاً أنها تقوم بعكس ما تُظهره على هذا الصّعيد. وبالتالي، من العبث أن نعتبر أنه بإمكاننا النّظر الى روسيا كعنصر مُؤيِّد أو مُساعِد لنا، إلا إذا اقتضت مصالحها ذلك، لا أكثر ولا أقلّ".

وعن أهميّة التلويح العربي بالمساس بالعلاقات الاقتصادية بين موسكو ودول الخليج، للضّغط على موسكو ودفعها الى وقف دعمها اللامتناهي لإيران، أضاف:"في الأساس، لا يمكننا فهم السياسة الخليجية في الوقت الراهن، بعدما تحوّلت الى مزيج من التوجُّس بسبب مفاوضات فيينا. ولذلك، لا يمكن الحديث عن نهج عربي واضح وثابت حالياً، خصوصاً أن الخليجيين لا يُشرِكون باقي العرب بسياساتهم وخياراتهم، منذ مدّة لا بأس بها".

وختم:"من مظاهر الارتباك العربي، هو أن بعض العرب ينفتح على سوريا، وبعضهم الآخر لا. فيما بعضهم يزور إيران، بينما بعضهم الآخر يُحاربها. وهذا ارتباك، يُظهر غياب السياسة العربية المُوحَّدَة، والنّهج العربي الواحد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار