هل تدخل قطر التاريخ بأكبر الاحتفالات الميلادية الدينيّة والزمنيّة بعد عام؟! | أخبار اليوم

هل تدخل قطر التاريخ بأكبر الاحتفالات الميلادية الدينيّة والزمنيّة بعد عام؟!

انطون الفتى | الخميس 09 ديسمبر 2021

مصدر: هذه ستكون أبعَد من مجرّد رسائل الى الأميركيين في مجال حقوق الإنسان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في المرحلة التي تستشعر فيها قطر أنها تتوغّل أكثر فأكثر في الجمود، الذي يهدّد ثبات حصصها في السياسة الإقليمية مستقبلاً، بدأت ترسل إشارات "تُدغدغ" من خلالها مشاعر الولايات المتحدة الأميركية، في مجالات حقوق الإنسان، خصوصاً أن الدوحة ثابتة على موقفها من رفض الدّخول في المسار "الإبراهيمي".

 

رفض اليهود

في هذا الإطار، نذكر أن قطر أدخلت تغييرات على مناهجها التربوية، فأزالت بعض المواد المتعلّقة بـ "معاداة السامية"، وبرفض إسرائيل واليهود، وتلك التي ترتبط بتمجيد الجهاد، وإطلاق الصواريخ على المدنيّين الإسرائيليين، وذلك بموازاة الاحتفاظ بأخرى.

 

فَشَل مشروع

هذه كلّها ملموسات جاذبة للإدارة الأميركية، في زمن التطوّر الإماراتي السريع في مجالات الانفتاح، والتطوّر، وتراجُع الدوحة المتزامن مع فشل مشروع "الإسلام السياسي" في المنطقة.

ولكن الى أي مدى يُمكن لقطر أن تلعب على مستوى عالٍ جدّاً، بما يُظهرها متقدّمة أكثر من الإمارات في مجالات حقوق الإنسان، وبما يُعطيها "مناعة" تمكّنها من الحفاظ على قوّة حضور معيّنة لها، وذلك بمعيّة احتفاظها برفض دخول مسار "السلام الإبراهيمي"؟

 

ماكرون

فخلال زيارته قطر، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع أميرها تميم بن حمد آل ثاني، قضايا مكافحة الإرهاب، وتمويل المجتمعات الإسلامية في فرنسا، وضرورة حماية الممارسة الدينية من الاستغلال، وقانون العمل في قطر، لا سيّما بعد تقارير لمنظّمات حقوقية أظهرت أن عمالاً تعرّضوا لإساءات متكرّرة، خلال عمليات بناء الملاعب لبطولة كأس العالم لكرة القدم، التي ستُقام فيها (قطر) العام القادم. وهو ما عتّمت عليه وسائل الإعلام التي تدور في الفلك القطري، بنسبة كبيرة.

 

الزّمن الميلادي

فهل ترتفع قطر في مجالات حقوق الإنسان، والحريات، العام القادم، وتقوم بمبادرات مُناسِبَة للزّمن الميلادي من خارج بعض الشكليات، أي مثلاً على مستوى استضافة بعض الكهنة من لبنان أو العراق، أو ربما من دول أوروبية، أو من القارّة الأميركية، في أنشطة ميلادية معيّنة، وذلك بموازاة استضافتها الكثير من السيّاح حول العالم، الذين سيحضرون كأس العالم الذي تستضيفه بين 21 تشرين الثاني، و18 كانون الأول 2022، وهي فترة ميلادية بامتياز، على مستوى دولي؟

 

المُدُن

كشف مصدر واسع الإطلاع أن "قطر تتسابق مع جيرانها في الخليج العربي على إثبات نفسها في عوالم "المُدُنيّة"، وتمدين المُدُن وتطويرها، لتُصبِح مُشابِهَة للدول الكبرى حول العالم، التي دخلت زمن المدن ذات الطابع العالمي منذ زمن بعيد، مثل الولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلّق بنيويورك وغيرها، أو الصين في ما يتعلّق بشانغهاي مثلاً. بالإضافة الى الإمارات، في ما يتعلّق بمدينة دبي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "قطر، ورغم المال الذي تمتلكه، والنّهضة العمرانية التي شهدتها، والأبراج التي بنتها، إلا أنها لم تنجح في استقطاب حركة المستثمرين الأجانب للعمل من داخلها، كما فعلت الإمارات مثلاً".

 

نقلة نوعيّة

وأشار المصدر الى أنه "عندما طرحت السعودية رؤية 2030، وبدأت بـ "مشروع نيوم"، أظهرت استعدادها للسّير من خارج سياساتها الإسلامية. وهذا أتى مكمِّلاً لخطوات سعودية أخرى في مجالات تحرير المرأة، والإصلاح الاجتماعي والديني، وصولاً الى عَدَم السّماح لأي شركة تريد أن تستثمر في القطاع العام، وأن تأخذ التزامات من الدولة السعودية، أن تستثمر وتعمل هناك، ما لم يَكُن مركزها الرئيسي، وإدارتها الأساسية، ضمن الأراضي السعودية".

وأضاف:"هذه نقلة نوعيّة، تُنهي حقبة عمل واستثمارات الشركات العالمية في السعودية، بموازاة احتفاظها بمراكزها وإداراتها الرئيسية في دبي الإماراتية. وهذا يأتي أيضاً من باب التسابُق الخليجي على تمدين المُدُن، الذي يسمح بالتوسُّع في التطوّر العالمي الحاصل في كل القطاعات، أكثر فأكثر".

 

كأس العالم

وشرح المصدر:"استقرّ سوق الاستثمارات الإقليمي القطري في الماضي، في سوريا وإيران، دون أن تتمكّن الدوحة من الاستثمار في العراق. ونتيجةً لذلك، راحت تعوّض عن فقدانها الكثير من الأسواق الإقليمية الأخرى، بدعم الحركات الأصولية، والتنظيمات المتفرّعة عنها، في المنطقة والعالم، وذلك رغم أنها (قطر) تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الخليج".

وأضاف:"هذا التناقُض في السياسة، لم يجعل من قطر موقعاً جاذباً للاستثمارات، كما هو حال باقي جيرانها العرب، ولم يسمح لها بدخول خريطة الاستثمارات العالمية الكبرى مثلهم أيضاً. وها هي اليوم تتصالح مع محيطها العربي أكثر، وتطوّر سياساتها الداخلية والخارجية. وهي لولا تقديمها الكثير من الوعود للأميركيين والأوروبيين، على صعيد التطوير، منذ سنوات، لما كانت فازت باستضافة كأس العالم في عام 2022، قبل سنوات أيضاً".

 

مبادرات

ولم يستبعد المصدر أن "تقوم قطر بمبادرات لها علاقة بالزّمن الميلادي، بالتزامن مع استضافتها كأس العالم، بعد عام. وهذه ستكون أبعَد من مجرّد رسائل الى الأميركيين في مجال حقوق الإنسان".

وختم:"أي تحرّك قطري من هذا النّوع، سيكون لحفظ دور متقدّم للدوحة بموازاة الإمارات، خصوصاً أن الأخيرة باتت متقدّمة على قطر بأشواط، وفي معظم المجالات".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار