الى الخليجيين رسالة... احملوا صورة سعد الحريري معكم في طهران... لماذا؟ | أخبار اليوم

الى الخليجيين رسالة... احملوا صورة سعد الحريري معكم في طهران... لماذا؟

انطون الفتى | الجمعة 10 ديسمبر 2021

مصدر: الأسد لن يطلب من إيران أن تنسحب من سوريا وهي لن تفعل ذلك

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

الى كلّ العرب الذين يمشون دروب الانفتاح "الزهري" على إيران، رسالة.

فالعلاقة مع طهران لا تتعلّق بالتزامات يُنطَق بها بالمباشر، أو وجهاً لوجه، ولا هي ترتبط بزيارات، ولا ببوادر حسن نيّة، ولا بـ "حبّة مِسْك"، ولا بمحاولات شراء الأمن الإقليمي ببعض الاستثمارات، والأموال.

 

كل شيء

فالإيرانيون يأخذون كل شيء، ولا يُعطون شيئاً في المقابل. وإذا قدّموا بعض "الشكليات"، بحثاً عن بعض المنافع لهم، فلا يكون ذلك التزاماً منهم بما اتُّفِقَ عليه، بل بموجب بعض التكتيكات المصلحيّة المُفيدة لهم، في مدّة زمنية معيّنة، ليعودوا الى خرقها في وقت لاحق، بسهولة تامّة، ودون اهتمام بسُمعة، أو بحرص على مبدأ.

 

المشروع الأوسع

هنا، قد يقول لنا البعض إن لا أخلاقيات في السياسة، بل لعبة مصالح، وهو على حقّ. ولكن لا أحد قادراً على الحفاظ على مصلحته الذاتية، بلا أي اعتبار لخسارة الآخر، حتى ولو كان "صديقاً"، أكثر من الإيرانيين. ولبنان أبرز مثال على ذلك.

فرغم الأزمات اللبنانية الكثيرة والمُتوالَدَة، والحاجة الى عقد جلسات لمجلس الوزراء، بعدما تخطّينا المراحل الاقتصادية والمالية الصّعبة، ووصلنا الى مرحلة الجوع، لا تزال القوى الداخلية "التعطيلية" التي تدور في الفلك الإيراني، ثابتة في تعطيلها، الحكومي، و"التخريبي" لمسار الحقيقة والعدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت. وهو مسار قاتل للبنان، وللشعب اللبناني، كرمى للمشروع الإقليمي الأوسع، الذي تديره طهران.

 

الحريري

فالى الخليجيين والعرب، نقول. انتبهوا من إيران، وضعوا صورة الرئيس سعد الحريري أمامكم نهاراً وليلاً، واحملوها معكم في زياراتكم الى طهران.

فالحريري هو اللبناني الذي وثق بالفريق التابع لإيران في لبنان، في يوم من الأيام، بطُرُق كثيرة، منها الغير مباشرة. ولكن بدلاً من النموّ في الحياة السياسية، ومن اكتساب المزيد من المصداقية لدى العرب، ودول الغرب، خسر الجميع، وانتهى به الحال وحيداً، يسمع "شماتة" الأصوات اللبنانية التابعة لطهران، مرّة بتصويبها على أزمته المالية، ومرّات بالحديث عن "زواله" السياسي، بغبطة وفرح.

 

بلا شَبَع

والأمر نفسه، سيتكرّر معكم، أنتم في الإمارات، وفي الخليج، وفي أي مكان آخر من العالم العربي.

ففي حال مدّ الجسور الزّائد مع إيران، قد تجدون أنفسكم "مسحورين" بقوى تجهلونها، تجرّدكم من صداقاتكم الغربية والشرقية، لتسحب منكم المزيد والمزيد، وبلا أي شَبَع، وصولاً الى النّظر إليكم من بعيد، وبـ "شماتة"، قبل الانقضاض عليكم، والسيطرة على ما لكم، في داخلكم نفسه.

 

رسالة واضحة

حذّر مصدر واسع الاطّلاع من أن "الانفتاح الخليجي الإضافي على إيران، قد يُصبح مُؤذياً لدول الخليج العربي، إذا وقع في فخّ شراء الأمن من طهران، بأي ثمن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مجرّد الإعلان الأميركي عن إرسال وفد رفيع المستوى الى الإمارات، الأسبوع القادم، بهدف تحذير الشركات من خرق العقوبات على إيران، هو رسالة أميركية واضحة".

 

لن تنسحب

وأوضح المصدر:"من حيث الشّكل، هذا أمر غير مألوف لدولة حليفة لواشنطن في المنطقة، لا سيّما على صعيد الحديث عن أدلّة أميركية حول عدم التزام بالعقوبات، والإشارة الى إمكانيّة فرض عقوبات مستقبلاً، بسبب تعامُلات معيّنة".

وأضاف:"لا مشكلة في أن يكون الانفتاح الإماراتي والخليجي على إيران، ضمن إطار المناورات وجسّ النّبض. ولكن الذّهاب الى ما هو أبعَد، يحتاج الى موافقة أميركية، أو الى غضّ نظر من جانب واشنطن، على أمور معيّنة، وإلا ستتعرّض الصّداقات الأميركية - الخليجية الى الكثير من المتاعب مستقبلاً، بسبب إيران".

وختم:"الحديث عن انفتاح إماراتي وعربي على سوريا، يحجّم إيران في دمشق، هو من باب التحليلات، في الجانب الأكبر منه. فلا الرئيس السوري بشار الأسد سيطلب من إيران أن تنسحب من سوريا، ولا طهران ستفعل ذلك، من تلقاء نفسها، مهما توسّع الانفتاح العربي على دمشق".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار