إيران لن تسلّم ذراعها في لبنان فهل تتخلّى عن سلاح "حماس" على أراضيه؟! | أخبار اليوم

إيران لن تسلّم ذراعها في لبنان فهل تتخلّى عن سلاح "حماس" على أراضيه؟!

انطون الفتى | الإثنين 13 ديسمبر 2021

حماده: جزء من وضع اليد الإيرانية على الملف الفلسطيني ولبنان وسوريا والعراق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صحيح أنه لا يتوجّب رفع أسقُف التوقّعات كثيراً، خلال أزمنة التسويات، و"الانفتاحات"، والمفاوضات الإقليمية أو الدولية، إلا أنه لا بدّ لانفجار مخزن السلاح التابع لحركة "حماس" بمخيّم ‏البرج الشمالي في صور، من أن يفتح أبواب البحث بالواقع الإقليمي المرتبط بأسلحة تلك الحركة في لبنان، وبما إذا كان الانفتاح الإماراتي على سوريا وإيران قادراً على أن يؤثّر فيه، أو لا.

 

امتحان

فالحديث عن سلاح "حزب الله" لم ينضج بَعْد حتى الساعة، على الصّعيد الإيراني. وهو لن ينضج على الأرجح أبداً، في العقل الإيديولوجي لإيران. ولكن ما هو المانع من امتحان طهران، واختبارها على صعيد استعدادها، أو عَدَم استعدادها، لتقديم ورقة "حماس" العسكرية في لبنان؟

 

سوريا

فإذا كان التنازُل الإيراني عن سلاح "حزب الله" مستحيلاً، لأسباب عقائدية قبل أن تكون استراتيجيّة، فإن الأمر ليس كذلك بالنّسبة الى "حماس"، والكلّ يُدرك ذلك. وإذا رفضت إيران، رغم ما سبق ذكره، التخلّي عن ورقة "حماس" العسكرية في لبنان، فهذا يعني أنها غير مستعدّة لأي تسوية، لا في فيينا، ولا في سواها، وهو ما يطرح جدوى الانفتاح الإماراتي (والعربي من خلال الإمارات) عليها، على بساط البحث، في تلك الحالة أيضاً، لأن من ليس مستعدّاً للتخلّي عن "حماس"، رغم عَدَم التطابُق العقائدي الكامل معها، لن يقدّم تنازلات لا على صعيد "حزب الله" في لبنان وسوريا والعراق، ولا في ما يتعلّق بـ "الحوثيين" في اليمن.

وتلك القاعدة نفسها يُمكن تطبيقها على الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن من مُنطَلَقات أخرى، وانتظاراً لنتائج مختلفة عمّا يُنتَظَر من إيران، طبعاً.

 

توزيع أدوار

أشار مدير "المنتدى الإقليمي للدّراسات والاستشارات"، العميد الركن خالد حماده، الى أن "الإمارات تحاول خلق ديبلوماسية جديدة في الإقليم، هي ليست (ديبلوماسية) "تصفير" الخلافات، بل ديبلوماسية تتناسب مع المتغيّرات الجديدة التي دخلت الى المنطقة، ومنها الأدوار الروسية، والدور المُرتَقَب لسوريا، من خارج المواصفات السابقة التي طبعت (الرئيس السوري) بشار الأسد، في الماضي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنّ "الزيارات الإماراتية لإيران ليست منفصلة عن الرؤية الديبلوماسية للسعودية، أو للولايات المتحدة الأميركية، بل تقع في إطار عملية توزيع الأدوار. فلا قدرة للديبلوماسية الإماراتية على القفز فوق ما يجري في فيينا، أو فرض قواعد جديدة. أما بالنّسبة الى سوريا، فإن الإمارات هي الطّرف العربي الذي ربما سيكون حاضراً مع النّظام السوري، في أي عمليّة سياسية جديدة، لتقديم الصِّيَغ عند الحاجة، وللاضطّلاع بدور المنسّق العربي مع الأميركيين والروس، في الملف السوري".

 

نشاط تحضيري؟

ولفت حماده الى أن "سلاح "حماس" في لبنان، هو سلاح "حزب الله" الذي يستثمر الوضع القائم في المخيّمات، للتمويه على أنشطة يريد هو أن يقوم بها، وأن ينسبها الى مجهول، والى عناصر فلسطينية غير منضبطة. وهذا ما حصل أكثر من مرّة في الجنوب، لدى الإعلان عن إطلاق صواريخ نحو فلسطين المحتلة".

وأضاف:"إذا استثنينا نظرية الخطأ غير المقصود، أو "الماسّ الكهربائي"، يطرح ما حصل في مخيّم البرج الشمالي أسئلة كثيرة، خصوصاً أن المخيّم معزول عن العمل الميداني منذ عام 1982، أي منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وبالتالي، ماذا انفجر في داخله؟ ولماذا الآن؟ وهل حصل الانفجار نتيجة نشاط عسكري معيّن، يحاول التحضير لعمل ما؟".

 

تسوية كبرى

وذكّر حماده بأن "مؤتمر الحوار الوطني في عام 2006، شهد اتّخاذ قرار نزع السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيّمات، وضبط ذاك الموجود في داخلها. ولكن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وكل الفصائل الفلسطينية التي رفضت هذا القرار، اعتبرت أن السلاح خارج المخيّمات هو جزء من الصّراع العربي - الإسرائيلي، وليس مسألة لبنانية. وهو ما يعني أن أي حديث في هذا الإطار، لن يكون أكثر من مضيَعَة للوقت، خصوصاً أن إمكانيّة مناقشته ليست مطروحة إيرانياً، لا سيّما أن هذا السلاح بات جزءاً من وضع اليد الإيرانية على الملف الفلسطيني، وعلى لبنان وسوريا والعراق، وذلك رغم مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن أمن المخيّمات الفلسطينية يتعلّق بالدولة اللبنانية، وبما تقرّره".

وختم:"السلاح الفلسطيني في لبنان يرتبط بملفّ الأذرُع التي تقودها إيران. ومكان بحثه الفعلي ليس لبنان، كما لا يمكن للإمارات أن تدخل على خطّه. فهو مثل سلاح "حزب الله" الذي ينتظر نضوج التسوية الكبرى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار