لا انتخابات ولا تنتخبوا... حرب أو ثورة مسلّحة أو "ادفنوا" البلد "وما تعزّوا"! | أخبار اليوم

لا انتخابات ولا تنتخبوا... حرب أو ثورة مسلّحة أو "ادفنوا" البلد "وما تعزّوا"!

انطون الفتى | الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

 

مصدر: نحن في قلب صراع كبير يدور في ساحات المنطقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك". هذا ما يُمكن تطبيقه على المجتمع الدولي، الذي يُرسِل إلينا الموفدين، والزوّار، ليُسمِعونا ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مثل من يُعطينا "الرشّاشات" بلا رصاص.

فأنت يا أيها المجتمع الدولي، لا تدعم ثورة مسلّحة في لبنان، بحجّة ضرورة الحفاظ على الاستقرار.

وأنت يا أيها المجتمع الدولي، لا تسمح بقطع الطُّرُق، كوسيلة احتجاج سلمي على الأوضاع المتردّية، بحجّة ضرورة الحفاظ على الاستقرار أيضاً.

 

لعبة الكذب

وأكثر، بَعْد. فأنت يا أيها المجتمع الدولي، لا توضِح أي صيغة من صِيَغ تقسيم النّفوذ في البلد، مقبولة لديك مستقبلاً، وذلك رغم أن الجميع يُدرك أن فريق فائض القوّة العسكرية، لن يفكّ أسر البلد.

وأنت يا أيها المجتمع الدولي ترفض تغطية العصيان المدني. كما تتجنّب الخيارات العسكرية لإزالة السلاح غير الشرعي من لبنان، وذلك رغم علمك بأن الحرب، أو الثورة المسلّحة، ستُسقِط ما تسقطه من ضحايا، مرّة واحدة. ومهما يَكُن، ستكون أقلّ كلفة من الموت الجماعي التدريجي، الذي يعيشه اللبنانيون حالياً.

وأنت يا أيها المجتمع الدولي، لا تُفصِح عن الحقيقة بوضوح، وهي أنّك لن تتعامل مع دولة لبنانية مستقبلاً، تابعة لمحور "المُمانَعَة"، وتفضّل عوضاً عن ذلك، الاستمرار في ممارسة لعبة الكذب والنّفاق، من حساب، وعلى حساب الشّعب اللبناني.

 

10 أشهر

فنحن لسنا ساذجين الى تلك الدّرجات، حتى لا نعلم أننا أمام عشرة أشهر من الموت. ونحن حتى ولو كنّا بعيدين من دوائر القرار الدولي الكبير، إلا أننا نُدرِك جيّداً أن لبنان باقٍ في العتمة، وبلا طعام، ومن دون طبابة وأدوية، وبلا أموال، لا من "صندوق النّقد الدولي"، ولا من سواه، من الآن والى ما بعد انتهاء "العهد" الرئاسي الحالي.

وأكثر، نحن ندرك جيّداً أن الأزمة مستمرّة الى ما بَعْد أعوام، وأن الحلّ ليس بتغيير أسماء الرؤساء، والنواب، والوزراء، فقط، بل بقول الحقيقة، وهي التي لا يُمكن إلا للمجتمع الدولي هذا نفسه ووحده، أن يقولها هو بنفسه، وهي أن لا إمكانية لدولة لبنانية قابلة للحياة، إذا بقِيَت خارج الرّكب الدولي، سياسياً، وعسكرياً، واستخباراتياً، واقتصادياً، ومالياً.

 

بالأوراق والحبر

قولوها صراحةً للشعب اللبناني، ولا توارِبوا. فكلّ طرف داخلي ليس مستعدّاً للدّخول في السياسات الدولية، ولأن يكون من ضمنها، لن يجد الحياة في حكمه مستقبلاً، حتى ولو حكم. وهو إذا جلس على الكرسيّ، لن يُوصَّف بأكثر من فاسد، وإرهابي، في المعاجم الدولية.

ولكن هذا نفسه سنراه يحكم، و"آخر همّو"، حتى ولو كان حكمه على جثث الناس، وذلك مقابل بيانات دوليّة تطلّ علينا من حين الى آخر، لتدعم الديموقراطية بالأوراق والحبر، وبلا أي آلية واضحة وملموسة على الأرض.

 

ثقيلة

وأمام هذا الواقع، ما الجدوى من اقتراعنا بعد أشهر، لتجديد السلطة؟ وعن أي سلطة تتحدّث يا أيها المجتمع الدولي، طالما أنك ترفض مُحاربة السلاح غير الشرعي، واجتثاثه من البلد؟

فهل تريد أن نقترع، لنراك يا أيها المجتمع الدولي، تجلس على طاولة واحدة مع الإرهابيّين، وبكثير من الرّياء المُتبادَل، لتناقش مستقبلنا معهم، مستقبلنا نحن الذين جدّدنا لكَ سلطة، نعلم جيّداً أنها لن تحكم، ولن تنجح، طالما بقيَت "الهِمَمْ ثقيلة" عن تفكيك منظومة الإرهاب من بلادنا؟

 

باقية

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "المخاوف كثيرة على صعيد أن الشعب اللبناني قد يجدّد السلطة بالفعل، ولكن المجتمع الدولي لن يتوقّف عن ربط لبنان بملفات المنطقة، وذلك بمعزل عن إصراره على إتمام الانتخابات النيابية كإجراء دستوري يتوجّب حصوله، في كلّ الأحوال".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "النّقطة الأساسية والقادرة على التسبُّب بالمشكلة نفسها مستقبلاً، باقية، وهي أنه إذا اقترع الشعب للأحزاب والشخصيات والمجموعات السياسية نفسها، فإننا سنسمع كلاماً دولياً مبدئياً على صعيد وجوب احترام نتيجة التصويت. وهنا، نعود الى الجمود نفسه، بذريعة احترام إرادة الشعب اللبناني، ومن دون أن يقوم المجتمع الدولي بالفروض المتوجّبة عليه".

 

صراع كبير

وأشار المصدر الى أنه "إذا أتت نتائج الانتخابات النيابية غير مستحبّة للسياسة الدولية، وغير متوافقة مع نظرة ورغبة المجتمع الدولي، فإننا لن نتمكّن من التأثير إيجابياً على الفكر الدولي تجاه لبنان، بموازاة الاتّجاه بأوضاعنا الى ما هو أسوأ بكثير".

وختم:"نحن في قلب صراع كبير يدور في ساحات المنطقة، واضح المعالم، يبدأ في اليمن، ويصل الى لبنان، مروراً بما بينهما. وهذه هي الحقيقة التي لا يغطّيها كلام الدّعم الدولي المُمَوَّه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة