السلاح النووي سيفتح أبواب "جهنّم" والعقوبات الروسية والصينية على إيران!؟... | أخبار اليوم

السلاح النووي سيفتح أبواب "جهنّم" والعقوبات الروسية والصينية على إيران!؟...

انطون الفتى | الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

طبارة: ماذا ستفعلان إذا أصبحت قوّة نووية وتغيّرت طبيعة علاقتهما معها؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل نمضي في دروب المراوغة الأميركية والأوروبية، وعَدَم الحَسْم مع إيران، الى أن نصل الى اليوم الذي قد لا يكون بعيداً، والذي سيُعلَن فيه عن أنها أصبحت دولة نووية في منطقتنا، في عام 2022؟

فالمفاوضات الحاصلة في فيينا، ربما "ما تردّ حقّ" القهوة، والسجائر، وتنظيف القاعات، وسط "شطّ ومطّ وعَلّ"، على الصّعيد الأميركي - الأوروبي، الذي يلوّح بخيارات بديلة من الديبلوماسية، ليست أكثر من تشديد على المسار الديبلوماسي نفسه، بأيّ ثمن، ولكن بطُرُق تعبير مختلفة.

 

إطار فارغ

هذا الواقع يراه الإيرانيون جيّداً، ويستفيدون منه. وهم يفاوضون، جنباً الى جنب تطوير خبراتهم وقدراتهم النووية، وزيادة مراوغتهم التفاوُضيّة، التي لا همّ لها سوى رفع العقوبات، من دون تقديم أي ملموس حاسم يؤكّد سلميّة نواياهم النووية، في مدى بعيد.

الوقت يمرّ بسرعة، ويهدّد بتحويل المفاوضات الى إطار فارغ المضمون، انطلاقاً من أن تطوير القدرات النووية الإيرانية، يجعل ممّا كان مقبولاً قبل أشهر، غير فعّال اليوم، وغير صالح بعد أقلّ من شهر. وهذا كلّه، فيما القدرات النووية الإيرانية تتطوّر بالمعلوم والمجهول، بلا أي إجراء دولي حاسم.

 

لا تقبلان

استبعد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة "الوصول الى مرحلة إعلان إيران دولة نووية في المنطقة، لأن لا أحد يقبلها نوويّة، لا من أصدقائها، ولا من أعدائها، على حدّ سواء".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الصينيّين والروس لا يقبلون بذلك، نظراً الى أن إيران تُعتَبَر قوّة إقليمية حدودية لمنطقة نفوذهما، من جهة الغرب بالنّسبة الى الصين، ومن جهة الجنوب بالنّسبة الى روسيا. وهو ما يجعلها (إيران) عملياً أكثر تأثيراً على الصين وروسيا، ممّا هي عليه بالنّسبة الى إسرائيل".

 

الى الوراء

وشرح طبارة أن "روسيا والصين دخلتا إطار مفاوضات فيينا، منذ ما قبل اتّفاق عام 2015، تحت سقف مصلحة استراتيجيّة لهما، وهي أن لا تكون إيران قوّة نووية على حدودهما. وفي حال حدوث ذلك، ستحصل مقاطعة إقتصادية لطهران من جميع الجهات، وحتى من جانب الصين نفسها، التي لن تدخل إيران في وثيقة "التفاهم الاستراتيجي" (اتّفاق الرّبع قرن)، في تلك الحالة".

وأضاف:"سبب الرّفض الصيني والروسي لأن تُصبح طهران قوّة نووية في مناطق نفوذهما، هو أن موسكو وبكين تنظران الى إيران كحليفة لهما حالياً. ولكن ماذا ستفعلان إذا أصبحت قوّة نووية، وتغيّرت طبيعة علاقتهما معها مستقبلاً؟ في تلك الحالة، ستُصبح إيران مصدر خطر عليهما".

وتابع:"إذا شكّلت "إيران النووية" مصلحة للولايات المتحدة، لأنها قادرة على تهديد موسكو وبكين في مدى بعيد، إلا أن إسرائيل ترفض ذلك، ولا تسمح للأميركيين بقبول امتلاك طهران القنبلة النووية. فضلاً عن أن واشنطن غير قادرة على تغطية الأمر، لأنه سيفتح أبواب السّباق النووي في المنطقة، وسيجعل السعودية وغيرها من الدول، تبحث عن سلاح نووي. وعندها، ستجرّ إسرائيل الولايات المتحدة الى حرب، أو على الأقلّ الى ضرب المفاعلات النووية الإيرانية المتقدّمة، بما يعيدها الى الوراء، بمقدار سنوات، وربما عقود".

 

آبار النّفط

وأشار طبارة الى أن "إيران تحاول، من خلال المفاوضات حالياً، الحصول على رفع كامل للعقوبات، وخصوصاً تلك التي فرضتها الولايات المتحدة على "الحرس الثوري"، وعلى الاقتصاد الإيراني، و"البنك المركزي" الإيراني".

وختم:"هنا العقدة الكبرى، لأن الأميركيين لا يريدون تقديم أي شيء على هذا الصعيد، قبل أن يتأكدوا من موقف إيران المتعلّق بالصواريخ الباليستية، وبالتعامُل مع جيرانها، أي توسيع الاتّفاق ليشمل حلّ الميليشيات المنتشرة في المنطقة، والمموّلة من طهران. وهذا ليس سهلاً بالنّسبة الى الإيرانيين، بعدما استثمروا بتلك الميليشيات لسنوات، وبمليارات الدولارات. ورفع السّقوف عالِق حالياً في هذا المربّع، وسط عَدَم قبول أي طرف دولي أو إقليمي بإيران نووية، لأن ذلك يهدّد الجميع، وآبار النّفط في المنطقة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار