بعد الميلاد... الشّعب سيأكل بعضه و"الألف ليرة" ستُصبح سبباً لجرائم القتل! | أخبار اليوم

بعد الميلاد... الشّعب سيأكل بعضه و"الألف ليرة" ستُصبح سبباً لجرائم القتل!

انطون الفتى | الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

في الوقت الذي يغرق فيه البعض بعَسَل "الحياد"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

نعود الى المطالبة بوجوب نزول البعض عن العروش، بطريقة عاجلة وأسرع من البرق، في الزّمن الميلادي المقدّس، على الأقلّ. فليس مسموحاً لمن نسمّيهم رجال السيّد المسيح، بأن يكونوا وكأنّهم من رجال البلاط، وأن يعملوا للطعام الفاني، بدلاً من الحياة الأبدية، وذلك تحت ستار الحفاظ على الوجود، والدّفاع عن الهويّة.

فهذا النّوع من الممارسات، يجعل من الرعيّة أقرب الى "زريبة" "طرش ومعزي"، فاقدة للكرامة.

 

لاهوت

لا يجوز استقبال مسؤول دولي، أو إقليمي، أو محلّي، بالابتسامات، وبالاكتفاء بسماع الوعود المعسولة منه، ومن ثم توديعه، وخروجه من مقرّ، من المُفتَرَض أنه للسيّد المسيح، من دون أن يشعر هذا المسؤول بلاهوت المسيح يخرج من كلّ زاوية من زوايا هذا المقرّ.

فلو أن من يتوجّب عليهم أن يشعّوا بلاهوت المسيح، يلمعون به بالفعل، لكنّا غيّرنا العالم، وليس لبنان فقط. وبما أن ليست هذه حالتنا، يُصبح إلزامياً القول إنه لا يجوز التخلّي عن النّذور، بموازاة ارتداء ملابسها، في وقت واحد، لأن هذا نفاق ما بعده نفاق.

 

الحياة

وأمام هذا الواقع، لا بدّ لمن يتخلّى عن نذوره، من خلال صمته اليومي عن صلب المسيح في آلاف النّفوس والأرواح والأجساد الموجوعة والمُعذَّبَة، (لا بدّ له) من إعادة النظر بدعوته. فإما يُكمِل بها، أو يتركها. فلكلّ مجال رجاله، وكما أن الرّياضيّ ينمّي عضلاته بالتدريبات، وتناول الطعام الصحي، وساعات النوم الكافي، فإن "رجل الله" هو ذاك الذي يتدرّب على التوغّل في عوالم الروح القدس، روح الحياة. وإذا لم تكن الحياة نتيجة أولى وأخيرة لخدمته، فهذا يعني أن شيئاً معيّناً "مش زابط".

 

يفرحون

غريب كيف يُمكن لبعض من يُفترض أنهم للسيّد المسيح، أن يكونوا تُرابيّين، الى درجة أنهم يُخدَعون بمسألة أن حظيرة "الطرش والمعزي" بخير، لمجرّد أن فلاناً يشغل هذا المنصب السياسي، أو المالي، أو الاقتصادي، أو العسكري... في البلد.

وغريب كيف أن بعض "رجال الرّوح" (كما يُفتَرَض) يفرحون، ويشعرون بالغبطة، من جراء الاهتمام الدولي بمساعدة فئة معيّنة من اللبنانيين، حصراً، ورغم أن السيّد المسيح يموت يومياً، في الآلاف غيرهم.

 

100 ألف ليرة

هنا نتحدّث عن "آلاف"، وليس عن "ملايين" اللبنانيين، لأنهم ليسوا كلّهم فقراء، حتى ولو وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 100 ألف ليرة، وذلك لأسباب كثيرة، منها "التشبيح"، و"الزّحف"، و"اللّحْس"، والخضوع لـ "الدّعْس" الاختياري، الحزبي، والمناطقي، والطائفي...

والمُؤسف هو أن بعض "رجال الروح" (كما يُفتَرَض) يتابع حياته كالمُعتاد، ويضحك، ويأكل، ويشرب، وينام في ليالي البرد القارس، وينصرف الى التحضير لـ "موسم ميلادي"، ولا يُقرِّع، ولا يقلب طاولات الصيارفة والباعة والتجار من داخل الهيكل، رغم أن المسيح يموت مصلوباً في آلاف اللبنانيين، من كلّ قبيلة ولسان ولون ومنطقة. فهذا فصام روحي رهيب، لا يليق بمن يعتبر نفسه رَجُلاً للمسيح.

 

الهويّة

كيف يُمكن لبعض "رجال الرّوح" في بلادنا، أن يخدعوا أنفسهم، بأن الاحتفاظ بفلان هنا، أو بفلان و"فليتان" و"علتان" هناك، يُحافظ على الحقوق، وعلى الوجود، وعلى الهويّة، والكيان، حتى ولو كان هذا "الفلان" فاسداً، أو مُجرِماً، أو لصّاً، أو...؟

فالرب يدبّر، ويربّي، ويدين، وهذا يعود له، وهذا أكثر من صحيح. ولكن منطق التغطية على مسيحيّ فاسد، أو الصّمت عن مسيحيّ لصّ أو دمويّ في منصبه، حفاظاً على عُرف معيّن، بحجّة أن مُسلماً فاسداً أو دموياً غيره، تغطّيه طائفته، وتُبقيه في منصبه، ليس (منطقاً) مُطابِقاً لروح المسيح، وللتحرُّر بالرّوح القدس.

 

فئة

أمر آخر أيضاً، وهو أنه كيف يُمكن لـ "رجال الرّوح" (كما يُفتَرَض) أن يخدعوا أنفسهم بأن قلب المقاييس، والمعايير، التي اعتادت عليها البشرية منذ القِدَم، يُمكنه أن يكون لصالح شعب، وبلد؟

فمنذ القرون القديمة، ترتضي فئة معيّنة داخل المجتمعات بأن تموت، دفاعاً عن حياة الشعب، وعن استمرارية المملكة، أو الأمبراطورية، أو الدولة، وذلك مقابل رواتب، وتقدمات... ولكن في بلادنا، تنقلب المعايير والمقاييس، إذ تعيش تلك الفئة، ليموت الشّعب. وهي تحصل على المساعدات، والأموال، وتُفصَل الأزمة السياسية اللبنانية عن احتياجات تلك الفئة، في الفكر الدولي، بموازاة الإبقاء على الشعب المسكين فقيراً، ومُحتاجاً، وميتاً. وهذا كلّه أمام أعيُن بعض "رجال الرّوح"، وابتساماتهم، ورضاهم.

 

انحدار مُخيف

سعر صرف دولار السوق السوداء ما عاد حدثاً، لأننا ننتظر أن يتجاوز الـ 100 ألف ليرة. ولكن كيف يُمكن لبعض "رجال الرّوح" أن يتفرّجوا على شعب يقف على مشارف استقبال عام جديد، هو أسوأ من 2021.

هم يتفرّجون على شعب سيأكل بعضه العام القادم، الى درجة أن "الألف ليرة" ستُصبح سبباً لحوادث إطلاق النار، ولجرائم القتل، في الوقت الذي يغرق فيه البعض بعَسَل "الحياد"، والحفاظ على المواقع، والمراكز، والكراسي، في شكل "يحيّدهم" عن قول الحقّ والحقيقة، وعن العمل للعدالة، بانحدار روحي مُخيف.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار