دوكان "نزل" وبدأ الدولار "يطير" فهل "يحطّ" في المناطق المسيحيّة والسُنيّة؟! | أخبار اليوم

دوكان "نزل" وبدأ الدولار "يطير" فهل "يحطّ" في المناطق المسيحيّة والسُنيّة؟!

انطون الفتى | الأربعاء 15 ديسمبر 2021

مصدر: الكثير من المعادلات ستتغيّر في تلك الحالة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

حطّ موفد الرئاسة الفرنسية، ومنسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان، السفير بيار دوكان، في لبنان قبل يومَيْن، وبدأ سعر صرف الدولار في السوق السوداء "يطير"، و"يطير"، و"يطير".

 

صدفة؟

هذه ليست صدفة، حتماً، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار الرسائل السياسية التي يُمكن لبعض "المُضاربين" على الشرعية اللبنانية، أن يوجّهوها الى فرنسا، بسبب "تحديثاتها" الجديدة للإصلاحات، بعد بيانها المشترك مع السعودية، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرياض، والذي ذكر ما ذكره على مستويات إصلاحية حسّاسة، لم تتمكّن باريس من فرضها في لبنان، في المبادرة التي أتى بها ماكرون الى بيروت، بعد انفجار 4 آب 2020.

دوكان ينام، ويصحو، ويجول في لبنان، فيما الدولار "يلعب" صعوداً ونزولاً، كما لو أنه يُطبَخ على نار ساخنة وهادئة، في وقت واحد.

 

أفكار دقيقة

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "ربط ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بزيارة دوكان لبنان، هو أكثر من عضوي، خصوصاً أنه يحمل أفكاراً إصلاحية دقيقة، وردت في الورقة الفرنسية - السعودية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السوق السوداء هي سوق متفلّتة من كل الضوابط، والدولار لا يخضع فيها لمبدأ العرض والطلب. والعوامل التي تؤثر فيها هي سياسية أولاً، بالإضافة الى تلك الماليّة الرّبحية، وأداة تنفيذها هي المضاربات".

 

كلام السفيرة

وأوضح المصدر أن "الدولار ارتفع خلال اليومَيْن الماضيَيْن بطريقة متفلّتة، فاقت تفلُّت الارتفاعات السابقة كلّها بنسبة مهمّة، لأن تجار "الشيكات" تضرّروا من تعميم مصرف لبنان الأخير، فصاروا يتلاعبون بالسوق السوداء، وبشراسة، بهدف الحفاظ على أرباحهم. ولكن للعنصر السياسي أهمية كبرى، إذ إن الحكومة لا تجتمع، ولا إمكانيّة لتطبيق إصلاحات، ولا للتعامُل مع "صندوق النّقد الدولي"، فيما يراهن المضاربون في السوق على أحداث سياسية مُماثِلَة، لممارسة فلتان أكبر، وتوسيع أرباحهم".

وأضاف:"ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء، قد يكون أيضاً بمثابة ردّ على ما صرّحت به السفيرة الفرنسية آن غريو، مساء الإثنين الفائت، على صعيد أنه يتوجّب على لبنان معالجة أموره الأمنية، وأن يكون قادراً على السيطرة على حدوده، وعلى التهريب، بالإضافة الى موقفها على صعيد أن استخدام القوّة يجب أن يكون للدولة اللبنانية وجيشها. فضلاً عن حديثها عن فكرة جرى تداولها فرنسيّاً مع السعودية، على مستوى إنشاء صندوق ائتماني، وآلية يشترك فيها الخليجيون أيضاً، بهدف تمويل مشاريع تساعد الشعب اللبناني بشكل مباشر، ومن دون أن تمرّ المساعدات عبر الدولة اللبنانية، كشرط سعودي، ودولي أيضاً".

 

تغيير معادلات

وشدّد المصدر على أن "كلام السفيرة الفرنسية استدعى ردّاً من رئيس الجمهورية (ميشال عون)، الذي اعتبر بالأمس أن تسليم الأموال الى الشعب مباشرة، من دون المرور بالدولة، هو لتمويل الانتخابات النيابية، وإيصال من ليس لديه تجربة الى البرلمان".

وتابع:"إذا طُبِّقَ كلام السفيرة الفرنسية، ودخلت المساعدات الى الشعب اللبناني مباشرةً، يُتوقَّع أن ينخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء بطريقة كبيرة جدّاً، لا تُصدَّق، في تلك الحالة. وهو ما يعني أن التلاعُب به حالياً، قد يكون بهنْدَسَة من قِبَل المضاربين، ومن جانب الأحزاب السياسية التي تقف خلفهم، وخلف عملهم "العصابي" المنظَّم، وسط عَدَم محاسبة مقصودة".

وختم:"اذا بدأ الضخّ الفرنسي والخليجي المالي، من خارج الحكومة، فإن الكثير من المعادلات ستتغيّر، خصوصاً على صعيد المناطق المسيحية والسُنيّة. فعلى المستوى الشيعي، قد لا تدخل تلك الأموال الى المناطق الشيعية، نظراً الى أن قسماً كبيراً من جمهورها يتبع لـ "حزب الله" عقائدياً، ويتعامل مع الانتخابات والمال، والاقتصاد، والظروف المعيشية، من وُجهة نظر عقائدية، لا سياسية، ولا حياتية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار