العدالة لضحايا مرفأ بيروت موجودة داخل مدرسة فهل تُعلَن في الزّمن الميلادي؟! | أخبار اليوم

العدالة لضحايا مرفأ بيروت موجودة داخل مدرسة فهل تُعلَن في الزّمن الميلادي؟!

انطون الفتى | الجمعة 17 ديسمبر 2021

العدالة لضحايا مرفأ بيروت موجودة داخل مدرسة فهل تُعلَن في الزّمن الميلادي؟!

من هنا تبدأ الولادة الجديدة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


في زمن صلب السيّد المسيح في الناس الأكثر ضُعفاً، موتاً وجوعاً وفقراً ومرضاً وظُلماً، تجد بعض الفئات لذّة بالاحتفالات، والأضواء، والبهجة البشرية، رغم علمها بأن كثيرين ماتوا خلال العام الجاري، من جرّاء أزماتنا التي تتوالد الى ما لا نهاية.
افرحوا، وهذا ليس عيباً، ولا خطيئة. ولكن من لا يعرف أن "يُدَوْزِن" أفراحه، بما يحترم أحزان وأوجاع وآلام الآخرين، لا يكون من عالم المخلوقات. فالحيوانات نفسها تعرف كيف تتبادل الدّعم في أوقات المِحَن، سواء كانت تعيش في الغابات، أو بين البشر.

أكثر
لا بدّ لبعض من لا يتمّمون واجباتهم، أن ينزلوا عن العروش، وأن يخرجوا من مياه الغَرَق في العناوين البشرية، وكأنهم من أبناء هذا الدّهر، الذين يعملون للأوطان، والهوية، والكيان، مثل غيرهم من الشّعوب التي لا تعرف السيّد المسيح، والتي لا تريد أن تتعرّف إليه.
أن تكون مسيحيّاً، فهذه مسؤولية كبرى. وكما علّمنا السيّد المسيح، من أُعطِيَ كثيراً يُطلَب منه الكثير، ومن أُودِعَ كثيراً يُطالَب بأكثر منه.

عمل كبير
وانطلاقاً من هنا، لا يُقبَل على من يُظهِر أنه للسيّد المسيح، أن يكون "بشريّاً". وبتعبير أوضح وأدقّ، ليس مقبولاً التشاغُل بالعناوين البشرية، من "حياد"، وعمل الحكومات، و"العهود الرئاسية"، وبالميثاق والدّستور...، بموازاة "تحييد" الذّات عن أساسيات جوهرية، وهي ضرورة العمل على تنظيف ما في داخل الكأس والصّحْفَة، حتى يكون البيت كلّه طاهراً.
فماذا نقول مثلاً، عمّن يُفتَرَض أنهم يشكّلون وجهاً للمسيح، يوصله الى من لا يعرفونه، أو يجعلون من يرفضونه، يُقبِلون إليه؟ ماذا عمّا هو موجود داخل "المدارس المسيحية"، مثلاً، التي تشكّل مُجسَّماً بسيطاً ودقيقاً، عن وَلَع بعض "كبار القوم" بالرّقص والدّفوف، بدلاً من النّزول بسواعدهم الكاملة، الى أسفل أسافل الأرض، للقيام بعمل شاقّ، وكبير؟

عدالة
سنتحدّث في هذا الإطار من دون تعميم، مع علمنا أن ما سنقوله موجود في ... ... ... ... والى ما لا نهاية!!!
أي تعليم تعلّمه ما تُسمّى بـ "مدارس مسيحية"، طالما أنها عاجزة عن إيصال السيّد المسيح الى الطلاب، على صعيد الحقّ والعدالة والحقيقة، قبل أن نتحدّث عن أي شيء آخر؟
فعلى سبيل المثال، هل يُعقَل أن تُفرَض "قصاصات" في بعض تلك المدارس، على الطلاب "قشّة لفّة"، بما يُلحِق الصّالح "بظهر" الطالح، فقط لأن طالباً واحداً قام بعمل "فاسد"؟
عن أي عدالة تعلّمون الطلاب في مثل تلك الحالة، طالما أن الصلاح يُعاقَب تماماً مثلما لو كان فساداً؟

أي مفهوم؟
وأكثر. أي مفهوم للعدالة، تعلّمونه في "المدارس المسيحية"، طالما أن الطالب الذي يُعاني من "التنمُّر" مثلاً، سواء في الصفّ، أو خلال فترات الاستراحة، تكبّله تهمة "الفسّيد"، من جانب أعلى المراتب في تلك المدارس، في ما لو أراد طلب المساعدة من المعلّمة، أو المعلّم، أو النّاظر، أو الإدارة؟
وأكثر بَعْد. أي مفهوم للعدالة، تعلّمونه في "المدارس المسيحية"، طالما أنكم تُقاصصُون صفّاً كاملاً، كرمى لعَدَم "التفسيد"، وذلك بدلاً من التقصّي عمّن قام بهذا العمل أو ذاك، وتفرضون عليه العقوبات اللازمة، الرّادعة له، من دون أن تؤذيه، كما من دون أن تفرض الظّلم فرضاً، على غيره الذين لم يقترفوا ذنباً؟

الرّحمة
وأيضاً. أي مفهوم للعدالة هذا الذي تعلّمونه، طالما أنكم لا ترحمون الطالِب المُرتكِب، حتى ولو اعترف بذنبه؟
فبدلاً من أن تطبّقوا رحمة الله على غير المُرتكبين، وترحمون المُرتكِب نفسه، في شكل جزئي، أي بما يخفّف من حدّة عقوبته، كنوع من تربية للأجيال الصّاعدة على أهميّة الاعتراف بالذّنوب، وقول الحقيقة، تمضون في "القصاصات" بلا أي رحمة. وهذا وجه مشوَّه للمسيح، تقدّمونه لهم.

أبناء الكهنة
أيضاً وأيضاً. أي وجه للمسيح، تُظهرونه، عندما نرى أفراد عائلات الكهنة "مش قاطعين من حدّ" المسيح والعذراء، في أي شيء، بدءاً من طريقة تناولهم الطعام، وصولاً الى ما هو أبْعَد. (مع العلم أن الكهنة لا يجب أن يتزوّجوا، مهما كثُرَت الشّروحات، والتبريرات).
وأي وجه للمسيح تُظهرونه، عندما لا تعود نسبة مهمّة من الراهبات والرّهبان والكهنة، مَثَلاً "بيشهّي"، للتمثُّل به في "الروحيّات"، بعدما بات من بات منهم، في عداد "الأرضيّين"، و"حبّة مِسْك".

الميلاد
الحديث عن العناوين الكبرى مسؤولية وطنيّة، وهذا صحيح. ولكن لا يُمكن الانطلاق من أعماق الشيطان، والوصول الى المسيح الرب، في وقت واحد.
"يا الرب"، "يا الشيطان"، لأن الاثنَيْن لا يتماشيان معاً. والمُطالبة بالعدالة والحقيقة في ملف انفجار مرفأ بيروت، وبـ "الحياد"، وبانتظام الدولة، وبغيرها من العناوين الكبرى، لن تُثمر أبداً، حتى ولو وُعِظَ عنها لما بعد 100 عام، إلا إذا نُطِقَ عنها بالرّوح القدس المُحيي.
فمن هنا تبدأ الولادة الجديدة، التي من دونها، لا إمكانيّة لتعييد ميلاد المسيح.

للاطلاع على مقال تحت عنوان: "فضائح "مليونيّة" لـ "رجل القصر" هناك فاكشفوا عن "ملايينكم" هنا قبل الانتخابات!"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار