لبنان ليس ولاية إيرانية في وثائق الأمم المتحدة... إما زيارة غير تقليدية أو شكراً! | أخبار اليوم

لبنان ليس ولاية إيرانية في وثائق الأمم المتحدة... إما زيارة غير تقليدية أو شكراً!

انطون الفتى | الإثنين 20 ديسمبر 2021

مصدر: زيارات لا تؤكّد أن أزمة لبنان قابلة للحلّ سريعاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مع احترامنا الشّديد لزيارة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبنان، إلا أن "عموميات" دعم الشّعب اللبناني، و"حبّوا بعضكون يا مسؤولين"، واجعلوا سماء لبنان صافية، وخالية من الغيوم والأمطار، ولوّنوا الأيام اللبنانية باللّون الزّهري، لا تُطعِم جياع البلد خبزاً، ولن تفعل ذلك.

 

ليس العكس

فنحن ننتظر ممّن يحبّ لبنان، أن يتحدّث من داخله، وأمام المسؤولين غير المسؤولين، بوضوح تام، عن أن لبنان الذي هو عضو مؤسّس للأمم المتّحدة، هو غير ذاك الذي نعرفه اليوم. بالإضافة الى ضرورة التشديد على أن الأمم المتّحدة لم تتعامل معه يوماً، على أساس أنه امتداد لحدود إيرانية على البحر المتوسّط، مع تأكيد أنها لن تتعامل معه على هذا الأساس في أي يوم من الأيام، والتشديد على أنه يتوجّب على مسؤوليه العمل بما يتوافق مع ذلك، وليس العكس.

 

زيارات

حلّ الأزمة اللبنانية لا يُمكنه أن ينطلق إلا من داخل لبنان، وهذا نعرفه. ولكن لا حاجة لتحمُّل مشقّة السّفر، والقيام بزيارات، إلا إذا كان هدفها إسماع من يعنيهم الأمر هذا الكلام.

فنحن كشعب قُمنا، وسنقوم دائماً بما هو في يدنا. ولكن على الأمم المتّحدة أن تقوم هي أيضاً بدورها، في لبنان، على مختلف الصُّعُد، الإنسانية وغير الإنسانية.

 

آلية دولية

فعلى سبيل المثال، نذكر أن الأمم المتحدة أعطت الضّوء الأخضر لإطلاق آلية تحقيق دولية حول التجاوزات والممارسات المرتكبة منذ سنة، في إثيوبيا. وتمّ اعتماد قرار بهذا الخصوص، في ختام جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، خُصِّصَت لبحث الوضع الخطير لحقوق الإنسان في إثيوبيا، وذلك بطلب من الإتحاد الأوروبي.

فالى أمين عام الأمم المتّحدة، مُطالبَة بضرورة أن "ينظّف" حاسّة السّمع لديه، من الكلام المعسول الذي يسمعه، وسيسمعه من جانب المسؤولين اللبنانيين الذين يلتقي بهم، بموازاة ضرورة خروجه من "السياديات" التي يحدّثونه عنها من وجهة نظرهم، فيما هم يطبّقون سياسات واستراتيجيات خارجية، لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية.

 

شكراً...

والى غوتيريش مطالبة بأن حدِّثْنا قبل مغادرتك لبنان عن آليّة واضحة، من الملاحقات والعقوبات على مُنتهكي حقوق الإنسان في لبنان، الذين "طيّروا" أموال اللبنانيين، وصحتهم، وأساسياتهم الحياتية كافّة، الى درجة أن ما بقيَ منها يتحضّر للزّوال قريباً، مع البلد كلّه.

كما تحدَّثْ بوضوح عن أن لا حاجة لدولة "فاشلة" على البحر المتوسّط، هي امتداد لإيران، تنطق بإسمها، مع بعض الفوارق الشكلية فقط.

وبخلاف ذلك، نشكرك على الزيارة التي لا ولن نحتاجها، إلا إذا قُمتَ بما سبق وذكرناه.

 

غير متروك

لفت مصدر سياسي الى أن "الزيارات الدولية تأتي في إطار تأكيد أن لبنان غير متروك، وأنه جزء أساسي من الشرعية الدولية. ولكنها في الوقت نفسه، لا تؤكّد أن أزمته قابلة للحلّ سريعاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم المأساة التي يعيشها لبنان مالياً واقتصادياً، ورغم اختطاف قراره السياسي من قِبَل إيران، إلا أنه لا يزال يحظى باهتمام دولي، ينطلق من الحرص على استقراره".

 

جهوزية

وشدّد المصدر على أنه "لا يمكن انتظار شيء من الخارج، قبل أن يتحمّل الشعب اللبناني مسؤوليّته أيضاً. فأي تغيير، في أي بلد، يتطلب وجود عامل خارجي يتعلّق بتطوّرات خارجية، ليست متوفّرة حتى الساعة، وسط "ستاتيكو" دولي في المنطقة، بالإضافة الى عامل داخلي، وهو بيئة لبنانية حاضنة له".

وأضاف:"من هنا أهميّة بقاء الشّعب اللبناني في حالة من الجهوزية، تتلقّف أي تحوّل إقليمي عندما سيحصل، بما يخدم مشروع الدولة. فلا عصا سحرية للملف اللبناني، في يد أي مسؤول دولي".

 

عقوبات

ورأى المصدر أن "محاسبة السلطة اللبنانية على انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، لن تُطبَّق، والدّليل على ذلك هو العقوبات الأوروبية التي بقيَت في إطار الكلام، منذ أكثر من عام".

وتابع:"العقوبات الأميركية هي الوحيدة القائمة، وهي محصورة بأفراد، وجماعة سياسية معيّنة. هذه العقوبات جيدة، ولكن لا يُنتَظَر منها المستحيل، لأن المُنتَظَر هو أن يُحاسب الشّعب اللبناني بنفسه، السلطة الحاكمة تلك، من خلال نتائج اقتراعه في الانتخابات النيابية القادمة".

وختم:"إذا غيّر الشّعب اللبناني الأكثرية البرلمانية التي أتى بها في عام 2018، عندها يُمكنه التوجّه الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالقول، تفضّلا، نحن قُمنا بما يتوجّب علينا، والآن حان وقت تحمُّل مسؤوليّتكما أنتما تجاه لبنان، وفي ما يتعلّق بالإطار الإيراني الذي تسبّب بضرب الحياة فيه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار