500 ألف لبناني يعيشون "بالحرام" ويُميتون الملايين... فيا "رجال المسيح" اصرخوا...! | أخبار اليوم

500 ألف لبناني يعيشون "بالحرام" ويُميتون الملايين... فيا "رجال المسيح" اصرخوا...!

انطون الفتى | الإثنين 20 ديسمبر 2021

استغلال مفاعيل "الدولار الأسود"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يمرّ الزّمن الميلادي المقدّس بارداً جدّاً في بلادنا، ليس بسبب الطقس "الكانوني" الأكثر من طبيعي في هذا الوقت من السنة، بل بسبب برودة أولئك الذين من المُفتَرَض أن يكونوا جمراً مُتَّقِداً، وغرقهم بالعناوين الكبرى، بما يتغافل عن الحصاد اليومي الكثير.

 

ظلام

قد نقبل بأن يتشاغل أهل هذا الدّهر بـ "شحادة" جلسة لمجلس الوزراء، لأن هذا هو عملهم، وذلك رغم علمنا بأنهم يكذبون، لأنهم يعلمون تماماً أن أزمات لبنان لن تُحَلّ، حتى ولو استعادت الحكومة "عافيتها".

ولكن من المستحيل أن نتفهّم تعامي أولئك الذين من المُفتَرَض أن يكونوا رجالاً للسيّد المسيح، عن الظلام المتفشّي في اليوميات اللبنانية.

 

منظومة

لن تكون مبالغة، لو خصّص "رجال المسيح"، نسبة معيّنة من كلامهم، خلال كل أزمنة السنة، لمساحة مهمّة جدّاً، تتحدّث عن "السّواد الأعظم" من المسيحيين واللبنانيين عموماً، الذين يُسيَّرون نحو الموت، والذين يموتون بالفعل، لتعيش طغمة معيّنة.

ففي بلادنا، تموت ملايين الأجساد والأنفُس يومياً، نهاراً وليلاً، تسهيلاً لعَيْش فئة معيّنة، قد لا تتجاوز الـ 300 أو الـ 400، أو الـ 500 ألف نسمة، على أبعَد تقدير. والـ 500 ألف نسمة هذه، هي من كلّ طائفة ومذهب، وهي تلك الفئة التي يحلو للبعض أن يسمّيها، ومنذ 17 تشرين الأول عام 2019، "المنظومة".

فهي تلك المنظومة السياسية والحزبيّة، مع منظوماتها المناطقية (الذين يُعتَبَرون وجهاء "مشرشرين" في المناطق والمدن)، وفروعها الشعبيّة (زحّيفي، وزقّيفي، ولحّيسي)، و(فروعها) التجارية، والمالية، والاقتصادية...

 

أقليّة

فهذه المنظومة، هي تلك الأقليّة، التي تموت "أكثريات" لبنانية، لا دخل لها بكلّ ما يحصل على أعلى المستويات، بسببها، وعلى يدها، وبتخطيط منها، ومن جشعها، و"فجعها"، وبتغطية من بعضها لبعضها.

هذه الأقليّة تشبه البلاط الذي يدير المملكة، حيث الحفلات، والبذخ، والتّرف، و"الفحش"، جنباً الى جنب تبادُل الدّسائس، والمكائد، فيما الضحيّة واحدة، وهي "الأكثرية" اللبنانية الشعبيّة المسكينة، التي تقع وتسقط وتموت، والتي تنظر من بعيد، ومن دون القدرة على تحقيق أي تغيير، ووسط استحالة التحرُّر.

 

البلاط

أمام هذا الواقع، لا يجوز لمن يُفتَرَض أن يكونوا رجالاً للمسيح أن يتصرّفوا وكأنهم من رجال البلاط، ولا كأنهم من أصدقاء رجاله، ولا أن يستضيفوهم في "مقرّات الروح"، ولا أن يزوروهم، ولا أن يمدّوا أيديهم لمنح المسيحيّين منهم، السيّد المسيح في قربانة، من دون تقريع وتوبيخ يؤدي الى توبتهم.

ولا يجوز لرجال المسيح أن يصمتوا عن السارقين، والنّاهبين، وعن "المفجوعين"، ولا أن يصمتوا عن حقيقة أن مصير هؤلاء هو الهلاك الأبدي، إذا استمرّوا في ما هُم عليه.

 

ليسوا مسيحيّين

ولا يجوز لرجال المسيح أن يصمتوا عن "التّمويل الحرام"، وعن "المال الحرام"، لمنظومات هؤلاء، التجارية، والمالية، والاقتصادية.

فـ "المال الحرام" ليس مسيحياً، ولا يُمكنه أن يكون كذلك، ولا أن يحفظ حقوق المسيحيين. ومن يجنون الأرباح الجنونية من جراء استغلال مفاعيل "الدولار الأسود"، أو من يحاولون فعل ذلك، في كلّ القطاعات، ليسوا مسيحيّين بالفعل، ولا يمكنهم أن يمثّلوا وجهاً مسيحياً مُشرِقاً في لبنان.

كما لا يُمكن للوجهاء، الذين غمسوا ويغمسون أيديهم في الفساد، و"الحرام"، أن يُشارِكوا في مجامع أو مؤتمرات كنسية، ولا في روابط مذهبيّة، ولا في مجالس، ولا في مجالس أعلى لطوائف مسيحية، ولا أن يتدخّلوا في شؤون الكنيسة، ولا في الكتب الطقسيّة.

 

الى الأبد

هؤلاء كلّهم لا يستحقّون المناولة المقدّسة، إلا إذا تابوا. فالقربان المقدّس ليس مأكَلاً إلا للجالسين على المائدة المقدّسة، بالتّوبة. فإما يؤمن من يتناول، ومن يعطي المناولة، بذلك، أو لا يؤمنان به، ولا حالة ثالثة أخرى، على طريقة "ما بَيْنَ بَيْنْ".

حضور الرب في الكنيسة، هو الذي يقدّسها، ويقدّس أواني الذّهب التي فيها، وليس العكس. فحبّذا لو يتوقّف النّظر الى الذّهب، مع خَرْق جدار الصّمت عن الآلاف الذين يقتلون الملايين. فهذا النّوع من الصّمت يدنّس الهيكل، بما يصعّب إعادة تطهيره، في ما لو غضب الرب القدير، الى الأبد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار