غوتيريش التقى "الثلاثة" وهذا ما لمسه... لكلّ منهم دولته ورؤيته وأطماعه! | أخبار اليوم

غوتيريش التقى "الثلاثة" وهذا ما لمسه... لكلّ منهم دولته ورؤيته وأطماعه!

انطون الفتى | الثلاثاء 21 ديسمبر 2021

مصدر: دولة فاشلة فشلاً ذريعاً بموازاة ضغط دولي كبير

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تجديد السلطة من خلال الانتخابات النيابية. هذا ما يتوجّب أن يحصل بعد أشهر، وبقوّة. ولكن ماذا عندما تبدأ "الفَكْرَة" بعد انتهاء "سَكْرَة" الانتصار، في ما لو تمّ؟

 

حرب

فلا شيء سيكون مُنتِجاً وفعّالاً في البلد، إلا إذا شُكِّلَت حكومة، لا علاقة لها بحكومات الوحدة الوطنية التي عرفناها في مرحلة ما بين عامَي 2008 و2021. والشعب اللبناني لن يعيش، ولبنان لن يُصبح دولة، ولن تتوفّر الكهرباء، ولن يصطلح الاقتصاد، إلا إذا شُكِّلَت حكومة تأخذ كل القرارات التي لها علاقة بسَحْب السلاح الإيراني من لبنان.

ولكن من هو القادر على تشكيل هذا النّوع من الحكومات، بلا خطر اندلاع حرب، تصل شظاياها الى سوريا، والى ما هو أبعَد منها، حتى ولو فاز بـ 128 نائباً في "نيابية" 2022؟ ومن هي القوى الكبرى التي ستدعم تشكيل هذا النّوع من الحكومات في لبنان، بعد أشهر؟

 

من هو؟

أمر آخر أيضاً، وهو أن تجديد السلطة في "نيابية" 2022، وتشكيل حكومة تترجم هذا التجديد، لن يكتمل إلا بانتخابات رئاسية تأتي برئيس سيادي، يُكمِّل المطالبة بنزع السلاح الإيراني من لبنان، وإلا سيضيع التّعب كلّه. فمن هو القادر على انتخاب رئيس جمهورية للبنان، يُطالب بتحريرنا من السلاح الإيراني؟ ومن هي القوّة الدولية القادرة على دعمه، حتى ولو خرب البلد خراباً؟

 

مرحلة صعبة

باختصار، لبنان وشعبه في مرحلة صعبة جدّاً. ولا بدّ من تجديد السلطة، ورفض عَدَم إجراء الانتخابات النيابية، أو التأثير على نتائجها بتسويات "خبيثة"، وذلك بموازاة توفير الحاضنة الداخلية والدولية، لتشكيل حكومة، ولانتخاب رئيس جمهورية، العام القادم، يعملان بكلّ طاقاتهما على تحويل حلم انسحاب إيران من لبنان، الى حقيقة.

وبغير ذلك، لنفكّر معاً بأن الآتي الى البلد سيكون الأشدّ سوءاً، منذ عقود، وبأن لبنان لن يصطلح إلا بـ "حمّام دم"، أو بالاستسلام للاحتلال بموجب تسوية.

 

دولة فاشلة

لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن "النّظر الى المشهد العام، يؤكّد وجود احتمالات عدّة للمرحلة القادمة، أحدها هو إمكانيّة عَدَم إجراء الانتخابات النيابية، وسط دولة فاشلة فشلاً ذريعاً، لا تعلم ما يتوجّب عليها القيام به، وبموازاة ضغط دولي كبير".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تحدّث أمام الرؤساء الثلاثة عن ضرورة أن يتوحّدوا حول الدولة، أي انه دلّهم على مَكْمَن المشكلة. وهذا دليل على أنه لَمَسَ بما لا شكّ فيه، أن لكلّ واحد منهم دولته، ورؤيته، وهواجسه، وأطماعه. ولذلك، لن يستقيم الوضع في ظلّ دولة مماثِلَة".

 

غيبوبة

وأشار المصدر الى أن "ما يهدّد الانتخابات النيابية هو منطق المقايضات. فمن ملف انفجار مرفأ بيروت، الى التخلُّص من عمل المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، ومن بعض القضاة الآخرين، تكثر الصّفقات، التي يبدو أنها فاشلة. وهذا لا يبشّر بالخير، فيما لا يُمكن للمجتمع الدولي إلا أن يُطالب بإجراء الانتخابات، وباحترام الدولة في لبنان، وسط غيبوبة داخلية كاملة".

وأضاف:"رئيس الجمهورية (ميشال عون) لا يقوم بواجباته الكاملة، ويعمل على تأمين المستقبل السياسي والرئاسي لرئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، وعلى توفير أكبر كتلة نيابية له، ورفع العقوبات الأميركية عنه. فيما لا همّ لدى "حزب الله" سوى سلاحه، والاحتفاظ بدويلته. أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهو بدوره لا يهتمّ إلا بالاحتفاظ برئاسة مجلس النواب، وبالاستمرار في الإمساك بكل الخيوط في البلد. ومحصّلَة كل ذلك، هو أن لا أحد منهم سيسهّل ما يؤسّس لإجراء انتخابات نيابية تجدّد السلطة، وتخرجهم منها، بما يأتي بحكومة جديدة تترجم هذا التغيير".

 

من جديد

وردّاً على سؤال حول ما ينتظر لبنان وشعبه في تلك الحالة، أجاب المصدر:"الخروج من الوضع الرّاهن يحتاج الى اقتصاد، أي الى إنتاج، وخدمات، وسياحة، وصناعة، وتصدير، وكل تلك الأمور "انتهت" في لبنان، مع الأسف".

وختم:"معالمنا السياحية أكلها العشب، والاستشفاء انتهى، والسيّاح لن يأتوا ليشعروا بالصّقيع، وليعيشوا التقنين الكهربائي الذي بات يشمل المولّدات الخاصّة نفسها. وهذا يعني ضرورة التفكير الملحّ بإعادة تأسيس البلد من جديد، على المستويات كافّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار