"كوفيد - 19" أو "إف - 16"... إيرلو خرج جثّة بلا معادلة سفير مقابل سفارة!؟ | أخبار اليوم

"كوفيد - 19" أو "إف - 16"... إيرلو خرج جثّة بلا معادلة سفير مقابل سفارة!؟

انطون الفتى | الأربعاء 22 ديسمبر 2021

مصدر: ستبحث كل الأطراف عن أوراق ضغط جديدة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين قتيل، وشهيد، والحديث عن غارة جويّة لـ "التحالف العربي"، أو عن "كوفيد - 19"، أو عن تسميم، تتعدّد الروايات حول أسباب وفاة أو مقتل السفير الإيراني في اليمن حسن إيرلو، والنتيجة واحدة، وهي أن الملف اليمني دخل منعطفاً جديداً، سواء عيّنت طهران ذراعاً لها غيره لدى "الحوثيّين" مستقبلاً، برتبة "سفير"، أو لا، مع ما لذلك من تداعيات مُحتملة على الحوار الإيراني - السعودي، والانفتاح الإماراتي - الإيراني، ومفاوضات فيينا.

 

انتقام

في أي حال، يسجّل المراقبون مجموعة من النّقاط التي دخلت الى الملف اليمني مؤخّراً، وهي قادرة على إدخاله في منعطفات جديدة، من أبرزها:

*إمكانيّة أن تكون إيران تجنّبت الاعتراف بمقتل إيرلو في غارة جويّة، حتى لا تُلزِم نفسها بالردّ على قتله، سواء عبر معادلة سفير مقابل سفير، أو سفير مقابل سفارة، خصوصاً أن ذلك يهدّد بتأجيج الصّراع بينها وبين السعودية، حتى ولو فوّضت (إيران) جماعات مسلّحة تابعة لها، بتنفيذ عملية انتقاميّة ضدّ أي سفارة سعودية في دول المنطقة، أو حول العالم

*خسارة إيرلو تشبه الى حدّ معيّن، خسارة طهران القائد الراحل لـ "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني، والعالِم النووي محسن فخري زاده، مع فوارق أساسية، وهي أن إيران اعترفت بأن سليماني قتلته الولايات المتحدة الأميركية، وبأن زاده قتلته إسرائيل، فيما تجنّبت الاعتراف بأن إيرلو قُتِلَ من جانب "التحالف العربي"، والسعودية. وهذا بمثابة اعتراف إيراني بصعوبة التهديد بالردّ المباشر على السعودية، أو العرب.

 

رسالة

وبمعزل عن الروايات والفرضيّات المتعدّدة، يتحدّث البعض عن الشّرخ الكبير الذي أحدثه إيرلو في صفوف "الحوثيّين" أنفسهم، بين وعود خدع بها البعض منهم، بشأن إمكانيّة حسم حرب اليمن قبل الصيف الفائت، وهو ما لم يحدث، وبين تسبّبه بخلافات بين قيادات "حوثية". وهذا يعزّز فرضيّة أن يكون نُقِلَ من اليمن جثّة، أي انه قُتِل ربما في اليمن، بحسب بعض الخبراء في الملف اليمني.

فضلاً عن أن مقتله أو وفاته الغامضة، تشكّل رسالة واضحة لكلّ من يعترف بـ "الحوثيين" كجهة رسميّة في اليمن، حتى من جانب حلفاء أو أصدقاء إيران في المنطقة، وهي (الرسالة) أن دخول الملف اليمني من ضمن المظلّة الإيرانية وحدها، نتيجته القتل، أو الوفاة الغامضة، ومتعدّدة الروايات حولها.

 

سلوكيات

فالى أي مدى يُمكن لما حصل في اليمن مع إيرلو، أن ينعكس على سلوكيات إيران في الملفات الساخنة الأخرى في المنطقة، لا سيّما في لبنان وسوريا؟ وهل يُمكن للوفاة الغامضة أن تحرّك المسارات الجامدة في سخونتها (كما هو الحال في اليمن)، أو (الجامدة) في برودة انهيارها (كما هو الحال في لبنان وسوريا)؟

 

استبدال فراغ

لفت النائب السابق عماد الحوت الى أن "مقتل المسؤول الإيراني في اليمن، سينعكس على الملف اليمني عموماً. ولكنّنا نتحدّث في هذا الإطار عن منظومة دولة، هي إيران، قادرة على استبدال الفراغ على مستوى أي شخص، بشخص آخر".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لن تكون لهذه الوفاة، انعكاسات ميدانية فعليّة على مستوى الأحداث في اليمن".

 

صفقة

وحول ما إذا كانت وفاة أو مقتل إيرلو، ستحرّك الأحداث في المنطقة، لا سيّما في لبنان وسوريا، انطلاقاً من الملف اليمني، حتى ولو من على هامش مفاوضات فيينا، قال الحوت:"حبّذا لو أن ما يحصل في اليمن، من دمار وتهجير وارتهان للخارج، يشكّل نوعاً من عبرة أو درس للّبنانيين الذين يربطون الساحة اللبنانية بساحات أخرى، ويرهنون القرارات فيها لأخرى خارجية".

وأضاف:"من الناحية الواقعية، بلغ حَجْم الارتباطات الخارجية مستوى بات من الصّعب التراجع عنه، إلا في إطار صفقة إقليمية - دولية".

 

أوراق ضغط

وأوضح الحوت أن "حَجْم التوتُّر الحاصل في المنطقة نتيجة عدم الوصول الى اتفاق في مباحثات فيينا، أصبح عالياً جدّاً. وهذا يؤثّر على مختلف دول المنطقة، أكثر من أي جهة أخرى. والجميع يخسر في ظلّ هذا التوتُّر".

وختم:"رغم ذلك، يتهيّب الجميع المواجهة الشاملة. وبالتالي، ستبحث كل الأطراف عن أوراق ضغط جديدة، للدّفع الى العودة لطاولة المفاوضات في فيينا، من جديد. وهذا الضّغط قد يتّخذ الشكل المالي - الاقتصادي، أو الميداني. ولكن من المُستبعَد أن تُصبح الساحة اللبنانية والمحيط القريب منها، مكاناً لهذا التّوتير، نظراً لانعكاساته على أمن الكيان الصهيوني".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار