في أحد الريسيتالات الميلادية... مجموعة انغمست بتجاوزات مُخيفة و"الله ينجّينا"! | أخبار اليوم

في أحد الريسيتالات الميلادية... مجموعة انغمست بتجاوزات مُخيفة و"الله ينجّينا"!

انطون الفتى | الأربعاء 22 ديسمبر 2021

انتهى وعادوا من حيث أتوا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أخبرني أحدهم قبل أيام، أنه شارك في أحد الريسيتالات الميلادية، حيث شاهد كثيراً ممّن نعرف معاً أنهم انغمسوا بتجاوزات مُخيفة تجاه المسيح الرب، خلال العام الذي نتحضّر لوداعه قريباً.

ووصف لي بدقّة، كيف أنهم شاركوا بالترنيم، والغناء، بكليّتهم، ومن على مقاعدهم. وعند نهاية كل ترنيمة، أو أغنية روحية، كانوا يصفّقون بحماسة شديدة، الى درجة تلامس "تمزيق" جلد أيديهم، وسط بهجة تغمرهم، وتغمر كل الحاضرين، على طريقة "وعاشوا أحلى عيشة".

 

مُخيفة

وفي توضيح لما نعنيه بأنهم انغمسوا بتجاوزات مُخيفة تجاه المسيح الإله، خلال العام الجاري، نقول إن بعضهم يعمل في الشأن الصيدلاني، وتورّط في إخفاء أدوية، وفي الإفراج عنها لبعض الناس دون سواهم، و"عا عينك يا زبون"، و"يا مريض". وهو ما كرّروا فعله حتى أمام بعض زبائنهم أنفسهم، إذ كانوا يبيعون زبوناً علبة دواء، ليحجبوها عن آخر، بحجّة أنه "مقطوع"، وذلك أمام ذاك الذي باعوه إياها، قبل دقائق قليلة.

 

نوم عميق

فضلاً عن أن بعض الذين حضروا الريسيتال كانوا ممّن "شبّح" الكثير الكثير، ومارس الكثير من "الحرام" التجاري، والمالي، خلال العام الجاري.

هؤلاء كلّهم رنّموا، وغنّوا، وشعروا بغبطة الزّمن الميلادي، وهم لا يسألون عمّا إذا كانت سلوكياتهم تسبّبت بموت أحدهم، أو إحداهنّ، أو عمّا إذا كانوا تسبّبوا بيُتم أولاد، أو بتحويل امرأة من زوجة الى أرملة، بسبب ما فعلوه خلال الأشهر الماضية. وهو ما يعني أنّهم ينامون نوماً عميقاً، ولا يشعرون بتعب الضّمير، هذا إذا كان موجوداً لديهم بَعْد، أصلاً.

 

أثقال

ولكن كيف لا يكون هؤلاء كلّهم على تلك الحالة، طالما أن مَن مِنَ المُفتَرَض أنهم تكرّسوا ليكونوا رجالاً للسيّد المسيح، يُشاركونهم المجالس نفسها، من دون أن يُظهِروا لهم ما يقرّعهم بسبب أفعالهم السيّئة؟ فهذا سبب إضافي لموت الرّوح، لدى الأنفُس المُظلِمَة، والأجساد الميتة، أصلاً، في أثقال هذا العالم.

هؤلاء كلّهم يجلسون جنباً الى جنب، وكأن لا شيء معيّناً يتطلّب إجراء مراجعة، ولو بسيطة، من جانبهم. فهُم ينتظرون "سهرانين"، و"دفيانين"، "تيوصل" يسوع، كما تقول بعض الأغاني الميلادية التي تُعاكِس جوهر ميلاد السيّد المسيح، ومبدأ التجسُّد الإلهي، والتي يردّدها الناس "عالعميانة"، و"لا مين شاف، ولا مين دري".

 

شاشات

فبكلّ أسف، اعتادت البشرية على أن تعيّد الزّمن الميلادي بأغانٍ قد تكون جميلة (لا نتحدّث عن الترانيم الكنسيّة هنا)، ولكنّها غير أمينة لحقيقة ميلاد المسيح، إذ تعبّر عن مكبوتات ذاتية، أو عن لاوعيٍ بشريّ عام، أو عن الحاجة الى تفريغ عواطف، أو إنهاء حقبة والبَدْء بأخرى مع نهاية عام وبداية آخر، أو البحث عن حنان مفقود، أو...، وهي أمور بشرية، لا دخل لها بميلاد المسيح.

وهذا يُشبه تماماً بعض برامج "القداسة" و"السّماوات"، التي تُعرَض كلّ أيام السنة على شاشات، يحرص القيّمون عليها إظهار أنها "مسيحية".

 

أعداء

ففي تلك البرامج، قد نشاهد كهنة، أو مطارنة...، يتحدّثون عن أوانٍ كنسية، أو عن كتب طقسيّة، أو حتى عن إيقونات، بعضها يعود الى القرن السابع أو الثامن أو التاسع عشر، وذلك فيما الكثير من الإيقونات الحيّة تموت.

 

عبر الزّمن

الخطأ ليس في تلك الأواني، والكتب، والإيقونات، بل في قيام بعض مَنْ مِنَ المُفتَرَض أنهم "رجال المسيح"، بتحويل الإيمان الى "أفيون شعوب"، لا سيّما في أزمنة الضّيق. فلكلّ زمن طريقة مناسبة للتبشير، مع الاحتفاظ بالجوهر الواحد للمسيح، الذي لا يتبدّل، ولا يتغيّر، مهما تغيّرت الأزمنة والظّروف. وبالتالي، لا يُمكن إخبار المُعذّبين اليوم، عن إيقونات القرون الماضية، بدلاً من تمكينهم من مُلامسة المسيح، في العذاب.  

ويؤسفنا القول إنه يتوجّب على هؤلاء أن يُسافروا عبر الزّمن، من القرون الماضية، الى يومنا هذا، وأن يخرجوا من البرامج "الساقطة" روحياً، منعاً لأن يحوّلوا أنفسهم الى أعداء للمسيح، أكثر من الشيطان نفسه.

 

الملائكة

انتهى الريسيتال الميلادي في تلك اللّيلة، وعاد المرنّمون، والحاضرون، والمنظِّمون، والمصفّقون، والمصوّرون، من حيث أتوا. فعاد الخبثاء منهم الى خبثهم، والسارقون منهم الى سرقاتهم، والنّاهبون منهم الى نهبهم... فيما عاد الصّالحون منهم الى صلاحهم، والمسيح الرب وحده يعلم ما في القلوب.

وأما الملائكة، فبقيَت وحيدة، ترنّم ترنيماً لم ولن يسمعه، إلا من يتمخّضون بالآلام الغزيرة، لا ليَلِدوا الأعمال الشريرة، بل ليُولَدوا بميلاد المسيح.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة