رسالة يوحنا العاشر: التعافي لسوريا والاستقرار للبنان | أخبار اليوم

رسالة يوحنا العاشر: التعافي لسوريا والاستقرار للبنان

| الخميس 23 ديسمبر 2021

نسأل الله من أجل المفقودين والمخطوفين

"النهار"

وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة الميلاد وجاء فيها:

"من عين ذاك الطفل نظرةٌ إلى كل منّا. من عينه سلامٌ إلى العذراء الطاهرة فخرِ جبلتنا. من عينه بريقٌ يكسر أحزاننا وعزاءٌ يشفي جراحاتنا. من عينه نورٌ يكتسح تجبُّرَ ظلامٍ ورويَّةٌ تستأصل قوّةَ بطشٍ. من عينه جبروتٌ يسحق جبروت البشر الفارغ وسلامٌ يحطم طبول الحروب. من قلبه بلسمٌ يعزي المحزونين ويهدئ من روع القلقين. من قلبه نغتذي أملاً ومن بسمته نغرف رجاءً ومن أيقونته نستمدُّ ميرون خلاص ومن صليبه فجرَ قيامة .نغرف اليوم من هدوء وسلام طفل المغارة ماءَ تعزيةٍ انتظرته سامريةٌ من معلمٍ على بئر يعقوب. نغرف اليوم من حنان الطفل الذي نسأله أن يحفظ أطفالنا. نسأله الرأفة بعالمه. نسأله رفع الوباء الحاضر. نحني أمامه ركبة القلب سائلين التعزية لكل من هم في ضيق. نسأله أن يضع يده في يد الأطباء والكوادر الطبية ليرفع عن قلب البشرية ثقل نير الوباء وسائر الأمراض. نسأله أن يتقبل في نوره الإلهي نفوس أحبةٍ غادرونا إلى لقياه على رجاء القيامة. نذكر في هذا الميلاد كل أخٍ لنا قسا عليه وجه الحياة. نذكر ضحايا الحروب العبثية وما أكثر ما دفع الشرق من نتائجها! نسأله السلام والتعافي لسوريا والاستقرار المرجو للبنان ولكل بلدٍ وبقعة من هذا الشرق ومن هذا العالم. نسأله السلام للأرض التي احتضنته، للشرق الجريح ولفلسطين المصلوبة على قارعة طريق الأمم. نسأله من أجل المفقودين والمخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان تختصر قضيتهما شيئاً مما دفعه ويدفعه الإنسان المستهان الكرامةِ من بعضِ أبناء الطينةِ والوافرُ الكرامةِ من ربها وجابلها السماوي.

نحن اليوم بتسبيح الملائكة نمشحه وبِدِعةِ يوسف نرقبُه. نحن اليوم بتأمل العذراء ننظره وبتهليل الرعاة نسربله. نحن اليوم بحميَّة المجوس نوافيه وبشوق قلوبهم نضمّخه. نضعه قنديلاً ينير مغارة النفس وإنجيلاً منحوتاً في القلب. ندفئه طفلاً برأفة أفعالنا وتعطفنا. ندفئه طفلاً عندما نُلبس فقيراً، ونقيمه رباً عندما نتعطف كما تعطّف هو. نسأله من أجلكم إخوتي وأحبتي أبناء كنيسة أنطاكية في كل مكان. ألا أعادها الله عليكم جميعاً أياماً ملؤها اليُمنُ والبركة. على قش مزودٍ وضعت مريم رجاءَ البشرية "إلهَ السلام وأبا المراحم" له المجد إلى الأبد آمين."

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار