"الملعون" تحدّث من بكركي... فهل يُطرَد "الملاعين" من هناك ومتى؟! | أخبار اليوم

"الملعون" تحدّث من بكركي... فهل يُطرَد "الملاعين" من هناك ومتى؟!

انطون الفتى | الخميس 23 ديسمبر 2021

مرّ كلامه مرور الكرام

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"أتينا لنُعايد غبطة البطريرك بميلاد النّور". قالها أحد "الملعونين" من الصّرح البطريركي في بكركي، قبل أعوام، عن خُبث. ومرّ كلامه مرور الكرام.

 

الشمس

ليس سرّاً أن "الكتاب المقدّس" لم يذكر تاريخاً محدّداً لميلاد السيد المسيح. وهذا أكثر من طبيعي، لأن رب الزّمن لا يضبطه زمن، ورب الوجود لا يضبطه مكان، حتى ولو وُلِدَ في زمن، وضُبِطَ في مغارة، وقبر، قبل قيامته المقدّسة.

كما أن الكنيسة تقصّدت تحديد يوم إحياء سرّ ميلاد المسيح في 25 كانون الأول، لأن هذا اليوم كان عيداً وثنياً لتكريم إله روماني (سول إنفكتوس) يرمز الى الشّمس، وذلك ليس لخداع الشعوب الوثنيّة القديمة بإله جديد، بل لجعلهم يستدلّون على أن النّور الذي يبحثون عنه، والذي يعبدونه بالشّمس، أو بالنّار، هو المسيح، شمس العدل، ونور العالم.

 

نتيجة واحدة

فالشعوب القديمة عبدت الشّمس كمصدر للنّور، وللقوّة والطاقة، وبحثاً منها عن أمان نفسي وروحي، تفتقده.

وهذا ما يؤكّد وجود لاوعي بشري واحد، لإنسان واحد، على اختلاف الرّقع الجغرافية الموجود فيها. بالإضافة الى خطيئة أصلية واحدة، بنتيجة واحدة، وهي الانفصال عن الله.

 

الشعوب القديمة

ولكن المؤسف، هو السّقطة الكبرى، التي يسقط فيها بعض من يُفتَرَض أن يكونوا "رجالاً للمسيح"، الذين ينظرون الى الشّعوب الوثنية القديمة بطريقة مشوَّهَة، وكما لو كانوا من "رجال دين" "الديانات" الأخرى، أي بما يضع تلك الشّعوب (الوثنيّة) كلّها في ميزان واحد من الخطيئة، والجَهْل الروحي.

هذا غير صحيح، لأن الرب كلَّمَ تلك الشّعوب قديماً من خلال أنبياء الشّعب العبراني، كما من خلال الوحي الشّخصي، الى أن منحها الخلاص بتجسّده (الرب) في المسيح يسوع.

 

غير مكتوب

فكم من وثنيّ عرفت نفسه أسرار الألوهيّة، وشكّل جسده وكيانه ناموساً غير مكتوب، فكان شريعة سريّة لذاته، تحلّق بحريّة المسيح. وهذه أسرار لا تُلمَس إلا سريّاً، وبأنوار المسيح شمس العدل.

فالرب عادل، ولم يكشف نفسه لجزء من خليقته فقط، من دون غيرها. ولا شعوب قديمة، وأخرى جديدة لديه. والمسيح وُلِدَ، ومات، وقام، من أجل أوّل وآخر إنسان، في الوجود. وهذا أكثر من طبيعي، لأن المسيح هو الله، والله لا يترك ما يخلقه، ولا يخلق ليعذّب، ولا ليختار ظُلماً ومن دون سبب، من يستحقّون السماء، أو من يستحقّون الجحيم.

فالإنسان هو الغير كامل، والذي يُمكنه أن يسقط في الظّلم. كما أنه (الإنسان) حرّ باختيار أبديّته هو بنفسه، وفق أعماله، سواء كان وثنياً، أو مسيحيّاً، أو غير مسيحي.

 

ظلام

نعود الى خبث من قال "ميلاد النّور" من بكركي، قبل سنوات، ظنّاً منه أنه يحقّر التعييد بميلاد المسيح، وكأنه من أعياد الوثنيّين، فيما العبادة الصّحيحة موجودة لديه (وفق رأيه)، لنقول إن سبب اعتمادنا عبارة "ملعون" القاسية عنه، هو أن روحاً نجساً هو الذي نطق بلسانه قائلاً، "ميلاد النّور". وطبيعي أن لا يُحسِن التمييز بين الأرواح، طالما أن من هو في الظلام الحالك، لا يعود يشعر بالعتمة.

 

نفوس

نذكر هنا، أن "الكتاب المقدّس" يخبرنا عن أنه لما رفض السامريون دخول الرب يسوع قرية لهم، قال له يوحنا ويعقوب:"يا رب، أتريد أن نأمر النار فتنزل من السماء وتأكلهم؟"، فانتهرهما يسوع، محذّراً إياهما، وقائلاً:"لستما تعلمان من أي روح أنتما"، شارحاً لهما أنه أتى ليخلّص نفوس الناس، لا ليهلكها.

وإذا كان يوحنا ويعقوب، وهما من تلاميذ يسوع، تحدّثا بروح لم يعلما ما هو، فكيف يكون حال من يتخبّطون في الظّلام، فيما هم يعتقدون أنهم في قلب النّور؟

 

لا يمكنهم

ولكن بما أن لكلّ إنسان ما يتوجّب عليه أن يقوم به، فإنه لا بدّ لمن هم "رجال المسيح" (كما هو مُفتَرَض)، أن يُنيروا حلفاء الظّلام، وأن يحذّروهم من مغبّة تفضيله على النّور، سواء لأسباب سياسية، أو مالية، أو غيرها.

يتوجّب على "رجال المسيح" أن يهزّوا العصا، وأن يفجّروا القنبلة الكبرى، في الميلاد، والفصح، وخلال كل أيام السنة، وهي أن من يمتلكون بطاقات حزبية، تنتمي لأحزاب عقائدية ترفض "العهد القديم" من "الكتاب المقدّس"، لا يستحقّون المناولة المقدسة، ولا يمكنهم أن يتناولوا المسيح، ليُدخلوه الى عقول ونفوس "مغشوشة"، وغاشّة.

 

بصوت مرتفع

كما يتوجّب على "رجال المسيح" أن يطردوا، وبصوت مرتفع، ومن أمام المذبح، أي مسؤول، ومهما عَلَت رتبته، في ما لو كان حليفاً لأحزاب، أو لجهات عقائدية، ترفض وتحتقر وتنفي الامتداد المسيحي الموجود في "العهد القديم"، وفي هيكل أورشليم، مع مَنْعه من الحصول على المناولة المقدّسة. فلا يُمكن لإنسان أن يكون مسيحيّاً، إذا اختار ما يناسبه من "الكتاب المقدس"، ورفض ما لا يناسب مصالحه.

 

جمود

الجمود ليس من الله. وإذا كانت الجماعات "الإلهية" شكلاً، والأبْعَد عن الله في المضمون، تفضح "طلاقها" مع الله، من خلال اعتمادها الجمود كمنهج عمل، فإنه صار واجباً تغيير لهجة العِظات أيضاً.

فميلاد المسيح، هو ولادة جديدة، للأفراد كما للأوطان. وهذه الولادة تبدأ بالعِظات الجديدة، التي من المُفتَرَض أن تولَد يومياً، بأنوار المسيح الرب.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار