"ثلاثية النهب": سوبرماركت ...مستورِدون...مطاعم | أخبار اليوم

"ثلاثية النهب": سوبرماركت ...مستورِدون...مطاعم

جان الفغالي | السبت 25 ديسمبر 2021

جان الفغالي- "أخبار اليوم"

في إحدى المقابلات التلفزيونية ، سئل "عرّاب" أصحاب السوبرماركت: لماذا خفَّ الإزدحام في السوبرماركت؟ فاجاب بطريقة لا تخلو من السذاجة والإستهزاء بعقول المواطنين: لأن سعر البنزين ارتفع  ولم يعد المواطنون يذهبون بسياراتهم إلى السوبرماركت بل يفضِّلون الدكان تحت البيت.
لو شغَّل هذا "العراب" الـ Google Maps على هاتفه الخليوي، لاكتشف اكثر من عشر سوبرماركت على الاوتوستراد، وبعضها على صلة به، ولا حاجة لأن يقصدها المواطن بالسيارة، بل "على طريقه" يمكن ان يدخل إليها ويتبضع منها .
المشكلة إذًا ليست في ارتفاع سعر البنزين بل في الإرتفاع الهائل لأسعار السلع بطرايقة عشوائية وفوضوية لا رقابة عليها.
لا نبالغ إذا قلنا إن بعض السلع المستوردة في السوبرماركت في لبنان أغلى من السلع ذاتها في السوبرماركت في دبي، فلماذا السوبرماركت في لبنان الذي يحمل الاسم ذاته في دبي، اسعاره اغلى من أسعار دبي؟ الجواب بسيط: لأن في لبنان ليس هناك مَن يلجم جَشِعي السوبرماركت الذين لا يردعهم ضمير ولا وزارة، فيتعاطون مع الزبائن كأنهم خراف يدخلون السوبرماركت للسَلخ وليس للتبضع .
يلاقي هؤلاء في منتصف الطريق مستوردو المواد الغذائية الذين معظم سلعهم مستوردة على الدولار المدعوم، فباعوا بعض هذه السِلع في الخارج، على سعر الدولار الحقيقي، وما تبقى من السلع اخفوه إلى حين رفع الدعم لتبدأ عملية "سلخ الجيوب".
الضلع الثالث في مثلث النهب، المطاعم اللبنانية ولاسيما تلك التي تحمل اسماء كبيرة وعريقة: يبدأ السلخ من "الفاليه باركينغ" حيث تعرفة الموقف لا تقل عن مئة الف ليرة. وينتهي السلخ بقيمة الفاتورة التي تستلزم حمل الاموال بحقيبة السفر، بسبب أَصفار الملايين، فيخرج المواطن من المطعم وقد أقسم اليمين على أن لا يعود إليه ثانية.
ثلاثي النهب لم يَرتوِ بعد من جيوب المواطنين، ولكن هل يُقدِّر عواقب ما يقوم به؟
أصحاب السوبرماركت لن يجدوا مَن يدخل ليشتري.
المستورِدون لن يجدوا فائدة من الاستيراد إذا انتفى الاستهلاك.
اصحاب المطاعم "ستُصوفِر" صالاتهم وطاولاتهم لأنهم لن يجدوا زبائن يبيعون "فوقهم وتحتهم" من أجل مشوار إلى مطعم .
سنسمع صراخكم بعد الأعياد، بعد ان يكون المغتربون قد عادوا إلى بلدان اعمالهم، فيما المقيمون لا تكفيهم رواتبهم لاشتراك المولِّد وصهريج المياه والاسعار الصاروخية للبنزين والمازوت والغاز، فماذا ستفعلون يا " مثلث النهب"؟
ننتظر مؤتمراتكم الصحافية، ولكن هذه المرة لن يرد احدٌ عليكم.
في العادة تذهب العصابات إلى المنازل لتنهبها.
في لبنان، يذهب المواطن إلى العصابات لتنهبه.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار