الراعي ينقل الخشية الدولية... وعون يتخوف من حلفائه | أخبار اليوم

الراعي ينقل الخشية الدولية... وعون يتخوف من حلفائه

رانيا شخطورة | الإثنين 27 ديسمبر 2021

فريق لا يعترف باكثرية او اقلية ويفرض حكومة توافقية واذا لم تحصل سيستعمل سلاحه

رانيا شخطورة -"أخبار اليوم"

من معاناة الناس الى الاستحقاقات السياسية، تشكل عظات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي منذ نحو سنتين صوتا صارخا في زمن الانهيار، وفي وقت تخلى فيه المسؤولون عن واجباتهم الوطنية...
منذ اعلن البطريرك اهمية اعتماد الحياد في لبنان (في تموز 2020) وهو يكرر ويطرح الافكار من اجل تجنيب اللبنانين المزيد من الكؤوس المرة...
الانتخابات من النيابية الى الرئاسية الى احترام الاستحقاق، مواقف شدد عليها الراعي في عظتي عيد الميلاد المجيد (السبت) ثم امس الاحد، وعلى مسامع رئيس الجمهورية قال:" نؤيّد بقوّةٍ التزامكم بإجراءِ الانتخاباتِ النيابيّةِ في الموعِدِ الدستوريِّ. فعدا أنَّ هذه الانتخاباتِ هي استحقاقٌ دستوريٌّ واجبٌ، هي ضمانٌ لحصولِ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ في مواعيدها، وهي أيضًا فرصةٌ للتغييرِ عبرَ النظام."
وشدد في اليوم التالي: أمام هذا الواقع الهدّام، يتطلّع اللبنانيّون إلى وجوب إجراء الإنتخابات النيابيّة في أيّار المقبل كاستحقاق دستوريّ يفسح في المجال ليمارسوا حقّهم في المساءلة والمحاسبة. وهذه الانتخابات تكون ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية وإنّهم يتوقون إلى رؤيةِ جيلٍ سياسيٍّ جديدٍ يَتمتّعُ بمؤهّلاتِ القيادةِ وحُسنِ الحَوكمة، يَفْقَهُ معنى حيادِ لبنان ودورهِ السلميّ والحضاريّ في المنطقة بعدما تأكدوا، أن لا إصلاحَ ولا تغييرَ ولا إنقاذَ من خلالِ جماعةٍ سياسيّةٍ عَبثَت بالبلادِ والعِبادِ منذ ثلاثينَ سنةٍ ونيّف.
وقال الراعي: "أجل، شعبُنا يتطّلع إلى جيلٍ وطنيٍّ جديدٍ يَتقدّم إلى المسؤوليّةِ الوطنيّةِ بشجاعةٍ وأخلاقيّة، ويُقدِّمُ برنامجًا واضحًا، أوّلًا على الصعيدِ السياسيّ، ثمّ على الأصعدة الإقتصاديّة والإجتماعيّة والماليّة".

يختصر مرجع مسيحي عظات الراعي بالقول: كلام مهم جدا في هذه المرحلة وتتوقف عنده كل المرجعيات العربية والدولية، ويضيف عبر وكالة "أخبار اليوم" : مواقف الراعي لم تأتِ من الفراع، بل هي نتيجة مخاوف عبّر عنها جميع المسؤولين الدوليين الذين زاروا بكركي في الفترة الاخيرة، لا سيما منهم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريس وسفراء بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. وقد ابدى هؤلاء خشيتهم من عدم حصول الانتخابات، على الرغم من ان المجتمع الدولي وممثليه يقومون بكل الاتصالات من اجل اتمام الاستحقاق في موعده، ولكن هناك خشية من التأجيل، لذا يطلبون من الراعي بذل الجهود من اجل استثمار علاقاته اكان مع الدولة او القيادات السياسية من اجل الدفع نحو حصول الانتخابات، وبالتالي لهذا السبب يعرب البطريرك عن قلقه، ويعبّر عن مخاوفه في عظاته، لعل: " «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ!» ".

وردا على سؤال، يعتبر المرجع المسيحي عينه انه اذا كانت هذه الدول – المعنية بالملف اللبناني- متخوفة، فهذا دليل ان لديها اسبابها ومعلوماتها وتحليلها، وبالتالي اذا كانت تطلب منه التركيز على هذا الملف فهذا يعين ان لديها خشية لذلك البطريرك يحاول في هذه المرحلة التشديد على حصول الانتخابات النيابية والرئاسية، وهو كان قد اعتبر ان "الانتخابات النيابية هي الضمانة لحصول الانتخابات الرئاسية".

وعن تكرار هذا الموقف امام الرئيس عون؟ يجيب المصدر: هذا يعني ان الرئيس عون الذي يطالب بالانتخابات واعطى التزاما لغوتييريس والدول الكبرى بحصول الانتخابات في موعدها، وهو ايضا يتخوف من ان يقدم بعض حلفائه على تعطيل الاستحقاقات القادمة!


وهل يمكن ان نتوقع تغييرا اذا حصلت الانتخابات في موعدها ، انطلاقا مما دعا اليه البطريرك، يذكّر المرجع بتجارب عدة منذ العام 2005، حيث لم تستطع الاكثرية ممارسة الحكم، وذلك بسبب وجود فريق غير مؤمن بالانتخابات انطلاقا من عدم ايمانه بالديموقراطية والنظام اللبناني، قائلا: اذا كانت الاكثرية مع هذا الفريق، فانه يقوم بما يريد سلميا، اما اذا لم تكن معه فانه لا يعترف بها ويعطلها امنيا كما حصل منذ العام 2005 لغاية اليوم. فقد قام هذا الفريق بالحروب لـ"ضرب" قوى 14 آذار، نسف "إعلان بعبدا" لم يعترف بنتائج حوار العام 2006، لم يقبل ترسيم الحدود، ولا بوقف العمليات في الجنوب ولم يحترم القرار الدولي 1701 ، وفوق كل ذلك فرض الحكومات التوافقية وعطلها من داخلها.
وبالتالي، يرى المرجع: ان الاتكال على الانتخابات للتغيير امر بقدر ما هو صحيح من الناحية النظرية والطبيعية بقدر ما قد لا تستطيع الاغلبية الجديدة ان تكون مسيطرة لان في وجهها من لا يعترف باكثرية او اقلية، ويفرض حكومة توافقية، واذا لم تحصل فانه سيستعمل سلاحه.

للاطلاع على مقال : "هل يوسّع "التحالف العربي" عمليّاته لتشمل بيروت ومخازن الأسلحة في لبنان؟!"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار