من ضمان الشيخوخة الى ضمان الشّبيبة... ليس "تنجيماً" إذا تحدّثنا عن "إبادة"!؟ | أخبار اليوم

من ضمان الشيخوخة الى ضمان الشّبيبة... ليس "تنجيماً" إذا تحدّثنا عن "إبادة"!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 28 ديسمبر 2021

سكرية: من يموتون من جرّاء نقص الأدوية والاستشفاء هم أكثر من وفيات "كوفيد - 19"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعد عقود وسنوات من المطالبة بضمان الشيخوخة، وبالطبابة المجانية، وبتمكين الشرائح المُحتاجَة من الحصول على الضّمانات الصحية الوافرة، وصلنا الى مرحلة البحث عن المصير الصحي والحياتي للفئات الشابة، لا الكبيرة في السنّ فقط، انسجاماً مع أحاديث عن استشفاء "مُدَوْلَر"، وأدوية "مُدَوْلَرَة"، وتأمين صحي على تلك الحالة أيضاً، خلال العام القادم، بما لا يُمكن تجاهله، أو استخفاف إمكانية فرضه كأمر واقع، للأسباب "الانهيارية" المعروفة نفسها.

 

الدولار

فلن يكون "تنجيماً"، إذا تحدّثنا عن "إبادة" شرائح لبنانية كاملة العام القادم، لا تمتلك "الفريش دولار" أبداً، وهي موجودة بالفعل. فهذه الفئة لا تعيش على مدّخرات، ولم تمتلك يوماً القدرة على الادّخار، أصلاً. وهي تجد صعوبة شديدة في المكافحة للعَيْش، بعد ارتفاع أسعار المحروقات، وفواتير المولّدات الخاصّة، والأدوية، في انتظار الأسوأ، وهو جَعْل الدولار شرطاً من شروط الحصول على أي خدمة في البلد.

 

في الطريق

هذه الفئة ستكون الأكثر تضرُّراً، سواء استمرّ الانهيار، أو إذا بدأت مسيرة النّهوض بالبلد، التي تحتاج الى مدّة زمنية طويلة، لن يتمكّن كثيرون من تحمّلها، ومن انتظار نتائجها، وهم بالتالي سيموتون في طريق الوصول الى الدولة الجديدة.

 

كارثة

أشار رئيس الهيئة الوطنية الصحية "الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية الى "مأساة صحية حقيقية، لم يَعُد التّنظير في شأنها مُمكِناً. فبعدما انهار البلد، وقدراته المالية لامست حدود الإفلاس، بات الحديث عن ضمان شيخوخة، أو عن رعاية لأي شريحة اجتماعية، في إطار الأحلام، خصوصاً أنه في المرحلة التي كان فيها مُمكناً تطبيق ضمان الشيخوخة، ورسم سياسة دوائية رشيدة ومنطقية، تُلغي تلزيم هذا القطاع لبعض مصّاصي الدماء، لم يحصل ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا أصبحت أسعار الأدوية بـ "الفريش دولار"، فستحلّ الكارثة، وستُفتَح الأبواب لتهريب الأدوية الى لبنان، بحثاً عن الأسعار الأرخص".

 

أدوية

وأوضح سكرية:"في صيدليات الكثير من مناطق الأطراف، نجد أدوية سوريّة، لأن أسعارها أرخص نسبياً. هنا لا نحاكم، ولا نوصّف إذا ما كان الدواء السوري جيّداً أو لا، لأنه جيّد من حيث المبدأ. ولكن لا بدّ من الحصول على نتائج فحوص المختبرات، قبل الجزم في هذا الشأن بنسبة 100 في المئة. ومهما كانت عليه الأحوال، ستفعل الناس ما في وسعها للبقاء على قيد الحياة، بما يتوافق مع قدرتها الشرائية. فرحلة البحث عن الأدوية مستمرّة حتى الساعة، بين ما لا يزال مقطوعاً منها، وتلك التي تفوق أسعارها قدرة الكثيرين على تحمّلها، وهذه مصيبة".

 

تهرُّب

وشدّد سكرية على أنه "رغم خطورة "كوفيد - 19"، ووجوب الوقاية منه، ووقف تفشّيه، إلا أنه لا بدّ من الخروج من "المواعظ" المرتبطة به حصراً".

وشرح:"القطاع الصحي في البلد يمرّ بكارثة لا ترتبط بـ "كوفيد - 19"، ولا يجوز للحديث عن الجائحة أن يحجب العمل على المآسي الصحية الأخرى، الاستشفائية والدوائية، في شكل يجعل منها (الجائحة) حجّة للتهرُّب من المشاكل والمسؤوليات الصحية الأخرى، وبما يتناسى أن الذين يموتون من جرّاء نقص الأدوية، وعَدَم القدرة على دخول المستشفيات، هم عملياً  أكثر من الذين يموتون بـ "كوفيد - 19".

 

الفقراء

ودعا سكرية "للنّظر الى حال القرى الفقيرة، حيث التجمّعات الجماعية، وغصباً عن إرادة الجميع، حول مصدر واحد للتدفئة، في منزل واحد، وفي غرفة صغيرة، بسبب البرد القارس، وذلك كنتيجة لانقطاع الكهرباء، وغلاء أسعار المحروقات للتدفئة، وفواتير المولّدات الخاصّة المُخيفة. فمن يحرص على عَدَم انتشار "كوفيد - 19"، لا بدّ له من رفع الصّوت حول تلك الأمور، والمطالبة بالعمل على إيجاد حلول سريعة لها، ولأسبابها، بدلاً من الاكتفاء بإعطاء إرشادات، تماماً كما لو كنّا في أحد البلدان الاسكندنافيّة".

وختم:"اخرجوا من الكلام العام، وانظروا الى الفقر والفقراء، والى حاجاتهم الاستشفائية والصحية عموماً. واعملوا على ما يحسّن أوضاعهم، على أبواب التوغّل في برد الشتاء أكثر، في وقت قريب، والصّراخ الذي سينجم عنه، معيشياً، وحياتياً، وصحياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة