أبعَد من "راقِب ودمِّر"... لقرار كبير يُوقِف تدفّق الأسلحة الإيرانيّة بدلاً من قصفها! | أخبار اليوم

أبعَد من "راقِب ودمِّر"... لقرار كبير يُوقِف تدفّق الأسلحة الإيرانيّة بدلاً من قصفها!

انطون الفتى | الأربعاء 29 ديسمبر 2021

داوود: المنطقة تسير باتّجاه حلّ رغم المشهد الإقليمي القاتِم

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين غارات إسرائيلية متكرّرة على مواقع ومخازن أسلحة إيرانية في سوريا، وصمت روسي بات مُزعِجاً جدّاً للإيرانيين، ومستفزّاً للسوريّين، خصوصاً أولئك الذين يدورون في الفلك الإيراني، لا سيّما بعد القصف الإسرائيلي الثاني خلال أقلّ من شهر، لميناء مدينة اللاذقية، وهو ما اضطّر الروس الى تبرير ما حدث، بما يقترب من حفظ ماء الوجه، نسأل عن سبب عَدَم الحَسْم الدولي في مسألة مهمّة جدّاً، ستُحَلّ مشاكل المنطقة بأسرها، سريعاً، إذا حُسِمَت.

 

توافُق كبير

فالكبير والصّغير يعلم أن أهميّة التنسيق الروسي - الإسرائيلي في المنطقة، تفوق تلك المرتبطة بالعلاقات الروسية - الإيرانية، وأن الروس يوافقون على كل الهجمات التي تشنّها إسرائيل في الميدان السوري. ولكن ما ينقص الحلّ الإقليمي العام، هو توافُق دولي كبير، على منع تدفُّق الصواريخ والأسلحة الإيرانيّة، الى خارج الحدود الإيرانية، وذلك بدلاً من الاكتفاء بتدميرها، سواء في سوريا، أو في غيرها، بما لا يمنع من إدخال المزيد منها لاحقاً.

 

معادلة

وبغير ذلك، لن نجد إلا الخريطة التالية، وهي هجمات تدمّر مواقع ومخازن أسلحة، تُستتبَع بإعادة بناء تلك المواقع، وبتهريب المزيد من الأسلحة والصواريخ، بموازاة جمود سياسي واقتصادي، كنتيجة طبيعية لجمود و"تجميد" الميادين في معادلة، "راقِب ودمِّر".

 

السلاح

علّق العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، على ما يُذكَر من حين لآخر، عن أن روسيا تسمح لإسرائيل بقصف السلاح الإيراني في سوريا، المُصنَّع في إيران، بينما لا تسمح لتل أبيب بقصف السلاح الروسي الذي تشتريه طهران من موسكو، وتدفع ثمنه "كاش"، وتُدخله الى سوريا، فأوضح أن "السلاح المُصنَّع في روسيا، والذي يدخل الى سوريا، لا يتضمّن منظومات متطوّرة. وإذا كانت المنظومة غير متطوّرة، حتى في مجال الصواريخ، يكون التّصنيع إيرانياً في تلك الحالة. فضلاً عن أن السلاح الروسي الذي يدخل سوريا، وذاك الذي تشتريه طهران من موسكو، له سقف محدَّد في التطوّر".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الدول المُنتِجَة للأسلحة، والتي تعمل على البقاء في قمّة التكنولوجيا العسكرية، لا تبيع الجيل الأحدث من منظوماتها العسكرية. فعلى سبيل المثال، عندما تمتلك روسيا الجيل الخامس من أي منظومة عسكرية، لا تبيع إيران منها إلا الجيل الثالث، رغم أن الأخيرة قوّة إقليمية في الشرق الأوسط. أما سوريا، وهي قوّة فرعيّة لا إقليمية في المنطقة، لا تمتلك إلا الجيل الثاني ربما، من الصّناعات العسكرية الروسية، بحدّ أقصى".

 

المنطقة

وتوسّع داوود في شرح المشهد الإقليمي، فأعاد "سبب عَدَم الحَسْم في أي ملف، الى أننا حالياً ضمن مرحلة تجميع أوراق. وروسيا لن تقدّم حلّاً دائماً ومُستداماً في الشرق الأوسط، من دون أن تحصل على ثمن بالمقابل. وهي حتى ولو امتلكت هذا الثّمن، ستترك لنفسها الكثير من الأوراق، انطلاقاً من أن لا دولة كبرى تقدّم ضمانات أو تطمينات كاملة في السياسة الدولية".

 

فيينا

وأشار داوود الى أن "الحلّ الإقليمي آتٍ، ومفاوضات فيينا ستصل الى نتيجة عاجلاً أم آجلاً، فيما إسرائيل ترفع الصّوت تجاه طاولة فيينا، بما يتناسب مع كونها شرطيّ السياسة الأميركية في المنطقة".

وأضاف:"عندما شعرت إسرائيل بخطر نووي حقيقي من العراق، تحرّكت وقصفت في عام 1981، ولم تسأل عن رأي أحد. وعندما أحسّت بخطر نووي من سوريا، تحرّكت وقصفت في عام 2007. وخلال العام الحالي، شنّت تل أبيب ضربات في العُمق الإيراني، من الجوّ، حُكِيَ عنها على أساس أنها انفجارات مجهولة السّبب داخل مفاعلات نووية إيرانية، تعود الى أخطاء تقنية. وهذا يعني أنه في كل مرّة تشعر السياسة الكبرى للمنطقة، بخطر نووي جدّي من إيران مستقبلاً، ستتحرّك إسرائيل ضدّه عسكريّاً. وهذا من ضمن الضّغط، لتسيير وتسهيل المفاوضات في فيينا".

 

الدول الكبرى

ورأى داوود أنه "رغم المشهد الإقليمي القاتِم، إلا أن المنطقة تسير باتّجاه حلّ. أما في ما يتعلّق بلبنان، فالجهود الفرنسية واضحة لحلّ دولي فيه. وكما يبدو، فإننا سنكون أمام مؤتمر بدعم دولي، يجد حلّاً للأمور الدستورية العالقة، والتي تحدّث عن الكثير منها فخامة الرئيس (رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) في كلمته قبل يومَيْن، وذلك من دون إعادة النّظر باتّفاق "الطائف" الذي لا يزال يحظى بموافقة دولية، ومن دون أن يكون (المؤتمر) تأسيسياً، انطلاقاً من أن لبنان لا يحتمل إعادة توزيع القوى فيه مجدّداً".

وختم:"أما في النّطاق الإقليمي الأوسع، نجد أن الوضع في سوريا بدأ يأخذ اتّجاهه، مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، بموازاة الوجود الروسي الكامل في المنطقة. ولكن الحلّ ليس سحرياً، وسيكون من خارج الحروب الشاملة، وبما يراعي مصالح الجميع، وعلى رأسهم الدول الكبرى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار