اعرضوا برّاداتكم المُمتلئة ودولاراتكم المكدَّسَة ومن بعدها طالِبوا بالحروب "على الأعداء"! | أخبار اليوم

اعرضوا برّاداتكم المُمتلئة ودولاراتكم المكدَّسَة ومن بعدها طالِبوا بالحروب "على الأعداء"!

انطون الفتى | الأربعاء 29 ديسمبر 2021

 هذا دليل على جَهْل الشعوب...

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في الزّمن الميلادي المقدّس، ننظر الى السماء من عمق أعماق جحيمنا الأرضي، علّنا نرى نجم المشرق، نجم الميلاد، لامعاً في بلداننا، حيث الخراب والدّمار والشّرور الغزيرة.

لا بدّ من التحذير دائماً من الأنبياء الكذّابين، ومن تجار الهيكل، الذين يأتون بثياب الحملان، وبأثواب الفضيلة والنّور، فيما أنوارهم ظلام حالك، ما بعده ظلام، وفضائلهم رذائل، ما بعدها رذائل.

 

بائعو "السماويات"

خلال كل أيام السنة، ننظر من حولنا، ومنذ سنوات، لنجد شعوباً تموت من جراء الحروب ونتائجها، من الفقر، والمجاعات، والأمراض، والنّزوح، واللّجوء... الى أن بدأنا نعيش كل تلك الأمور في صحننا الخاصّ، أي لبنان.

وخلال كل أيام السنة، ننظر من حولنا، لنسمع الكثير الكثير من "بائعي السماويات"، ومن موزِّعي شهادات "الاستشهاد" في منطقتنا، الذين يشحنون شعوباً عديدة بمختلف أنواع الحجج والبراهين التي تدعوهم الى حروب متجدّدة الى ما لا نهاية، فيما هؤلاء كلّهم (بائعو السماويات) يعيشون، وينمون، ولا ينقصهم أي شيء.

 

بُطُون الناس

بائعو "السماويات" في منطقتنا، يعتبرون أنه يحقّ لهم ممارسة السيادة على بطون الناس، جوعاً أحياناً كثيرة، وشَبَعاً لأوقات محدودة. فبعد "تحليل" و"تحريم" ما يُمكنه أن يُؤكَل، وما لا يجوز أكله، ينتقل هؤلاء الى التحكُّم بكميات الطعام المتوفّرة، وبمن يمكنه أن يحصل عليه أو لا، وبمن يُمكنه أن يشبع ومتى، أم لا. وهذا كلّه بإسم قضيّة، أو "القضيّة" التي نسمع عنها في عصرنا الحديث، منذ عقود وعقود، فيما إذا سألنا المُحاربين و"المُجعّرين" من أجلها، عن ماهيّتها، قد نجد أنهم يُحاربون و"يُجعّرون"، لما يجهلونه.

 

حروب عبثيّة

ولكن إذا أُتيحَت لنا فرصة الإطّلاع على برّادات منازل، وقصور، ومقرّات "تجار السماويات" و"الاستشهاد" في منطقتنا، لوجدناها ممتلئة من كلّ صنف ونوع، فيما يخطب من يخطب من هؤلاء، لجحافل "المستهلكين"، أي أولئك الذين "يشترون السماويات" بدمائهم، ببطون منتفخة.

هذا كلّه دليل على جهل الشعوب، وتعاميها عن حقيقة أن السماء لا تُدخَل بالدّماء، ولا بالحروب العبثيّة التي لا هدف لها إلا ملكوت الأرض، والتي تُخاض بقوّة رئيس هذا العالم، الذي هو الشيطان.

أما التوغُّل في ما هو أبْعَد، فيجعلنا نكتشف أن الدّاعين جحافل "المستهلكين" الى أن يرفعوا رؤوسهم، وأن يتشامخوا في الحرب على الأعداء، يفعلون ذلك من داخل غرف دافئة، ومن على كراسٍ، ليسمعهم من قد لا يمتلكون سقفاً، ولا مقعداً، ولا حطبة تمكّنهم من إضرام ولو القليل من النار، وهم يموتون برداً، وصقيعاً.

 

"كيلو"

وبالتوغُّل في ما هو أبْعَد أيضاً، نجد أن موزّعي شهادات "الاستشهاد" في منطقتنا، يتحدّثون عن شهداء، من داخل غرف وقاعات "منوّرة" كهربائياً، تُعاكس وجوههم المُظلِمَة كذباً، ونفاقاً.

كما أن "قاطفي الشهداء" في منطقتنا، وفارزيهم "بالكيلوات" (من كيلو)، قادرون على الاستشفاء، وعلى الحصول على الدواء، لننظر الى شعوب لا تمتلك شيئاً من ذلك، منذ سنوات.

 

هيرودس

نجم الميلاد، أو نجم المشرق، دلّ المجوس على الطفل الإلهي، فأتوا وسجدوا، وعادوا الى بلادهم لابسين الله، أي بما جدّد كيانهم. فما عادوا ينظرون الى النّجوم والكواكب، بالطريقة نفسها التي كانوا يقومون بها قبل الإشراقات الإلهية التي حصلوا عليها، من السيّد المسيح الطّفل.

المجوس عايَنُوا النّور الإلهي، فما عادوا يهتمّون بطلب هيرودس الملك بالعودة إليه بعد إيجاد الطّفل، لإخباره بمكان المولود. أما شعوب منطقتنا، فينظرون نظراً ولا يرَوْن، ويسمعون سماعاً ولا يفهمون، ويكتفون بهيرودس الملك الجالس على كرسيّه، وفي مُلكه، يعبدونه بالدماء، والتقاتُل، و"التذابُح"، و"التناحُر"، رافضين التوشُّح بالله.

 

نجم الميلاد

هؤلاء هم شعوب وحكام المشرق اليوم. يعبدون الكواكب، والنّجوم، ومطلع الشمس، وينجّمون في مصيرهم، ويعبدون التنظيمات "الإلهية"، والأنظمة "الإلهية"، التي هي الأبعَد عن جوهر وحقيقة الألوهيّة، على الإطلاق.

هؤلاء هم شعوب وحكام المشرق اليوم، يعبدون أرض المشرق، وتاريخ المشرق، وحضارات المشرق القديمة، بما فيها من شعوذة وسحر وعرافة، ويُنافقون بأحلاف مع أنظمة وتنظيمات "إلهية"، لا دخل لها بالله، وهي أقرب الى روح العرافة والسّحر.

هؤلاء كلّهم لن يتوبوا، ولن تقبل نفوسهم الإصلاح، حتى ولو ظهر نجم الميلاد في بلادنا الليلة!!!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار