لليهود الروس ما لهم في الاقتصاد الروسي ومن هنا تبدأ الهجمات على سوريا! | أخبار اليوم

لليهود الروس ما لهم في الاقتصاد الروسي ومن هنا تبدأ الهجمات على سوريا!

انطون الفتى | الخميس 30 ديسمبر 2021

نادر: إيران "شريك مُضارِب" يحتاجه الروس في سوريا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أزعج الهجوم الأخير الذي شنّته إسرائيل على ميناء اللاذقية الكثير من السوريّين، الذين عبّروا عن انزعاجهم من الروس، تماماً مثل بركان ينفجر، بعد سنوات من رؤية هجمات إسرائيلية متكرّرة، وصمت روسي متكرّر أيضاً، ومُتّفق مع تل أبيب.

 

أوّلاً

ولكن ما على هؤلاء كلّهم، إلا أن ينظروا الى نظامهم السوري أولاً، الذي يُدين ويستنكر، فيما يبتسم للروس، ويصافحهم. كما يتوجّب عليهم أن يعتبوا على رئيسهم (بشار الأسد) أوّلاً وأخيراً، وليس على الروس، انطلاقاً من أن الأسد هو الذي حوّل بلادهم الى أرض "مضروبة بالأرواح"، والى أرض "مراح"، حيث يسرح ويمرح من ينتمون لجنسيات بلدان، قد يجهل البعض أنها موجودة على الكرة الأرضيّة.

 

مخاطرة

في أي حال، لا بدّ من تذكير السوريّين، والإيرانيّين من خلالهم، بأمر أساسي، وهو أنه كما لا يُمكن لروسيا أن تضغط على الأسد لإخراج طهران من الميدان السوري، فإنه لا يُمكن مُطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضّغط على إسرائيل لوقف هجماتها على سوريا.

فلا يُمكن لبوتين أن يمنع إسرائيل، ولا أن يسمح لها. وأي احتكاك روسي - إسرائيلي "خشِن"، إذا حصل في سوريا أو المنطقة، سيُشعِل العلاقات الأميركية - الروسية، بما يُفلِت الكثير من الملفات الدولية العالقة بين واشنطن وموسكو، وعلى رأسها أوكرانيا حالياً، من عقالاتها. وهذا ما لن يخاطر به بوتين، لا من أجل سوريا، ولا لخاطر إيران.

 

"ضابط إيقاع"

أمر آخر أيضاً، وهو أن اليهود الروس يمتلكون ما يمتلكونه في الاقتصاد الروسي، ويُمسِكون بمفاصل روسية أساسية، وهو ما يُكسبهم قوّة ضغط على القرار الروسي، الداخلي، والدولي، ومنطقتنا من ضمنه، بما يجعل إسرائيل عملياً بمثابة "ضابط إيقاع" بين الأميركيين والروس، سواء في سوريا، أو في المنطقة عموماً.

 

مصلحة

رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "لدى روسيا مصالحها الخاصّة في النهاية، وهي ليست راعياً للمصالح الإيرانية. فتحالفها مع إيران في سوريا "على القطعة"، ومن دون التضحية بالمصالح الروسية من أجل طهران مجاناً. وهو ينطلق من مصلحة مشتركة، وربما وحيدة مع الإيرانيين هناك حالياً، وهي بقاء نظام الأسد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "مصلحة استراتيجية قائمة بين روسيا وإسرائيل أيضاً. ورغم ذلك، لا شيء يقول إن موسكو لن تُزعج تل أبيب أبداً، إذا اعتبرت أنها اخترقت الخطوط الحمراء، أو إذا لم تحصل منها على المقابل المطلوب".

 

على الأرض

وأشار نادر الى أن "الروس يريدون بقاء إيران في سوريا. ولكن لا شك أيضاً في أنهم لا يرغبون بإيران أقوى منهم هناك. فطهران "شريك مُضارِب" لموسكو، يحتاجه الروس في سوريا، بسبب القوى والميليشيات التابِعَة لإيران على الأرض السوريّة، التي مكّنت روسيا من تحقيق إنجازات هائلة في الملف السوري، من دون أن تفقد إلا العدد القليل جدّاً من القتلى في صفوف جيشها. فموسكو استخدمت قوّتها الجويّة في سوريا، بينما إيران هي التي تمدّدت على الأرض".

 

الغرب

وأوضح نادر:"من المؤكّد أنه لولا روسيا، لكان النّظام السوري انهار. ولكن لولا إيران أيضاً، لكان النّظام السوري انهار أيضاً. وانطلاقاً ممّا سبق، نجد أن روسيا بحاجة الى "إيران تحت السيطرة" في سوريا. ولذلك هي تسمح لإسرائيل بأن تُدميها من حين الى آخر، بهدف منعها (إيران) من بناء وامتلاك قدرات عسكرية استراتيجية في الداخل السوري، كالمسيّرات، والصواريخ الباليستية، والتمدُّد على البحر المتوسط، لأن تلك القدرات تهدّد النفوذ الروسي بما يسمح لطهران بإزاحة موسكو من سوريا والمنطقة، بعد سنوات قليلة ربما، خصوصاً أن إيران موجودة على امتداد منطقتنا من خلال النّسيج الشيعي، بينما روسيا غير موجودة فيها إثنياً".

وختم:"روسيا تبيع الغرب مسألة أساسية أيضاً، وهي أن لدى موسكو قدرة تأثير على إيران، التي هي في صراع مع العالم الغربي. ومن هذا المنطلَق، تتعامل روسيا مع إيران، من دون أن تسمح بتقويتها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار