10 - 9 - 8 - 7 - 6 - 5 - 4 - 3 - 2 - 1... "هابي نيو تعتييييييير"!!! | أخبار اليوم

10 - 9 - 8 - 7 - 6 - 5 - 4 - 3 - 2 - 1... "هابي نيو تعتييييييير"!!!

انطون الفتى | الخميس 30 ديسمبر 2021

ما نقوله ليس مزحة ولا صرخة "بارانويا"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في الأوقات الأخيرة من عام 2021، لن نقول "ينعاد عليكون" زهريّة، لأنه قد "لا ينعاد" لا "عليكون"، ولا "علينا". ونخشى القول إنه ...،...،...

غداً مساءً، سيفجّر كثيرون مواهبهم في الرّقص، والغناء، وربما في تحطيم بعض زجاجات المشروبات الفارغة. أما من يمتلكون قدرة شرائية وافرة، فقد يحطّمون بعض الصّحون، أو الكؤوس القديمة، إبعاداً لأحزان العام المُنتهي، عن العام الجديد المُنتَظَر، 2022. (عادات شعبية ليست أكثر من خرافات، يعتمدها كثيرون منذ ما قبل الأزمة المعيشية).

 

2021

غداً مساءً، سيفرّغ كثيرون مكبوتاتهم، بالصّراخ، والتهام الأطعمة، واحتساء المشروبات، سواء في المنازل، أو في المطاعم...

غداً، ومع تقدُّم الوقت، قُبَيْل مُنتَصَف اللّيل، ستفقد المنازل، والمطاعم، والفنادق، والشوارع... حول العالم، أنوارها، خلال تعداد الثواني الأخيرة من عام 2021. وعند مُنتَصَف اللّيل، ستُصبح الكلمة لـ "الكوتيون"، والـ "كونفتّي"، ولتبادُل التهاني، والمعايدات، والتمنّيات بعام جديد، أفضل من الحالي.

 

سهرات

ومع تقدّم ساعات اللّيل، ستُستكمَل السّهرات، والتهام الأطعمة، وتفريغ المكبوتات، و"تنفيس" قهر العام الفائت، وما أكثره في بلادنا. وهكذا سيمرّ ليل 31/12/2021 - 1/1/2022.

وبعد "السَّكْرَة"... نوم طويل بالنّسبة الى كثيرين، قبل أن يصحوا "مكسّرين"، فارغين، مُحطَّمين.

 

يترحّمون

وبعد النّوم، "فَكْرَة" "سَكْرَة". وأي "فَكْرَة".

هي "فَكْرَة" لن ينساها أحد في لبناننا، لأنه يُعايشها يومياً منذ ما بعد 17 تشرين الأول 2019. ولكنّ "فَكْرَة" 2022، لن تكون مثل سائر تلك التي عرفناها بين نهاية 2019، ونهاية 2021.

هي "فَكْرَة" "الفَكْرات"، التي ستجعل اللبنانيين يفقدون ذاكرتهم، الجماعية والخاصّة، ويترحّمون على "انهيارات" 2019 - 2021.

 

2022

في الساعات الأولى من 2022، ستُفتَح الستائر مجدّداً، ولكن الشّمس لن تدخل المنازل.

في الساعات الأولى من 2022، ستُنظَّف أرض المنازل من بقايا "الكوتيون"، و"الكونفتّي".

في الساعات الأولى من 2022، سيقف اللبنانيون الذين سهروا واحتفلوا ليل 31/12/2021 - 1/1/2022، والذين لم يسهروا، فارغي الأيدي، والجيوب، والأنفُس. لا شيء معهم، ولا وطن لهم، لا أمن لهم، ولا أمان في ربوعهم، لأن السرقات ستزداد، وتبادُل "التناهُش" بين بني بشر أرضنا، سيتضاعف.

 

لن تتحقّق

أسوأ ما في الموضوع، هو القول "انشالله تكون سنة خير"، ونحن نعلم أن السنة القادمة لن تعرف الخير.

وأسوأ ما في المسألة، هو القول "ينعاد عليكون"، ونحن نعلم تماماً أن كثيراً ممّن نُعايدهم، قد لا يمكثون على أرضنا طويلاً، ولا نحن أيضاً. ونعلم تماماً أن كثيراً من المرضى، سيُمسِكون بأيدي الأهل، والأولاد، والأحباء، متمنّين لو أن شيئاً لا يفصلهم عن بعضهم البعض. ولكن لا. فهذه الأمنية قد لا تتحقّق في 2022، ليس لأسباب طبيعية، بل من جراء نقص خدمات صحية، وحياتية، وإنسانية إضافية كثيرة، في بلادنا، العام القادم.

 

فراغ

المسألة لا تتعلّق بتعاقُب الليل والنهار، ولا بروزنامة، بل بحياة تفتقدها بلادنا، وتفتقر إليها.

ماذا سنقول لأنفسنا، في اليوم الأول من العام الجديد، الذي "سيأكل" سنة إضافية من حياتنا، وسيزيد من "شَيْبِنا"؟

ماذا سنقول لذواتنا، في اليوم الأول من العام الجديد، أمام مرآتنا اليومية، وتلك الدّهرية، وسط فراغ جحيمنا الوطني؟

 

"نظريّة"

هل نقف لنقول، "عقبال كل سنة"، رغم علمنا أن الآتي أشدّ سوءاً؟ المسألة ليست ليلة، ولا هي 12 ساعة، ولا 24 ساعة، ولا سهرات أصدقاء، أو عائلات. ففي العام القادم، قد لا يعود الصّديق يعرف صديقه، ولا الجار جاره، ولا أفراد العائلة الواحدة، بعضهم البعض، وفي شكل أكبر من السابق، الى درجة أن الألف ليرة لبنانية قادرة على أن تتحوّل الى سبب لارتكاب الجرائم. وما نقوله ليس مزحة، وهو ليس صرخة "بارانويا".

Happy New Year. مُعايَدَة "نظريّة"، في بلد "نظريّ"، بمقوّمات "نظريّة" و"دفتريّة". Happy New Year، لا تحجب الحقيقة، وهي أن الآتي أسوأ، الآتي مُظلِم، والآتي شرّير.

Happy New year.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار