الانفصال الناعم | أخبار اليوم

الانفصال الناعم

بسام ابو زيد | الجمعة 31 ديسمبر 2021

أصبح النظام السياسي اللبناني الراهن غير قابل للحياة

بسام ابو زيد - وكالة أخبار اليوم

في كل مرة يجري التطرق إلى فشل النظام اللبناني والإعلان أن الفدرالية تبقى الحل الأمثل لضمان وجود وخصوصية الطوائف اللبنانية، تتصاعد الأصوات التي تندد عشوائيا بالفدرالية من اعتبارها "صهيونية" إلى تكريسها لل "طائفية" في لبنان، ويعود هؤلاء إلى تكرار نغمة الدولة المدنية مستسهلين القول لتجري الانتخابات خارج القيد الطائفي و يسقط توزيع المواقع الرئاسية وفق الطوائف وتلغى قوانين الأحوال الشخصية الدينية وتطبيق غيرها من قواعد الدولة المدنية، وقد نسي هؤلاء أن لبنان بلد طائفي ومذهبي بامتياز، وأن ولاءات خارجية لبعض الطوائف تطغى على الولاء اللبناني، وأن هناك فئات مسلحة لتنفيذ مشاريع خارجية وتستقوي بسلاحها على أقرانها في البلد وتحاول بقوة هذا السلاح القبض على السلطة ومفاصل الدولة ومؤسساتها، فقبل حل هذه المعضلة هل يمكن الحديث عن دولة مدنية فعلية؟ أم أن المراد تحت هذا العنوان أن تسيطر طائفة معينة على الحكم بحكم العدد والاستقواء؟

في كل الأحوال أصبح النظام السياسي اللبناني الراهن غير قابل للحياة فهو لم ولن يؤدي إلى بناء الدولة،وهو لا يعطي الإطمئنان لأي مكون او طائفة او مذهب ولذلك يسعى كل منها إلى التمسك بأوراق القوة لديه إذا وجدت، ويعمد إلى استثارة العصبيات الطائفية والمذهبية ولن ينجح هذا النظام في إلغاء الطائفية لا من النصوص ولا من النفوس.

إزاء هذا الواقع الذي لا يمكن لأحد نكرانه هل نبقى على التجارب الفاشلة لإحياء هذا النظام؟ وهل نحاول طرح أفكار لا يمكن أن ترى النور كفكرة الدولة المدنية الموحدة المركزية التي يعيش فيها كل المواطنين سواسية؟

الحل يجب أن ينطلق من واقعنا الحالي، هذا الواقع يقول بأن وحدة اللبنانيين صعبة، وأن اتفاقهم على الخيارات الوطنية ومفاهيمها أصعب، وأن تخلي بعضهم عن ولاءات واجندات خارجية مستحيل، وأن الإنماء المتوازن والالتزام بالحقوق والوجبات من قبل الجميع لن يرى النور، وأن نمط الحياة بين مجموعة وأخرى وفهم الحريات الشخصية والسياسية وحرية التعبير عن الرأي لن يصل لقواسم مشتركة، لكل ذلك وجب علينا أن نقتنع بضرورة العمل على صيغة جديدة تضمن الإنفصال الناعم قد تكون الفدرالية او غيرها، صيغة تضمن أيضا حيادا في السياسات الخارجية من خلال فرض الإجماع في القرارات المتعلقة بهذه السياسات إذا لا يجوز أن يبقى مصير البلد واللبنانيين مرهونا بمزاج شخص أو جهة تريد حينا القتال في اليمين وحينا في اليسار وتتدخل هنا وهناك ولا تقيم أي اعتبار لشركائها في الوطن وتخيرهم إما بالبقاء تحت رحمتها وإما الرحيل. 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار