عين الجيش لا تغفو وانجاز جديد لمديرية المخابرات بتوقيف الفيتروني
الاعباء تزداد والعام الحالي مفتوح على كل التحديات الامنية نتيجة استمرار الانهيار المعيشي
داود رمال – "أخبار اليوم"
لا تعرف المؤسسة العسكرية استراحة محارب بين عام مضى وعام بدأ لتوّه، ففي معمودية المواجهة المفتوحة مع الارهاب وعصابات الجريمة المنظمة لا يوجد في قاموس الجيش التقاط انفاس او عطل رسمية، انما حركة مستمرة وعيون مفتوحة لحماية الامن والاستقرار والسلم الاهلي.
وقبل انقضاء العام المنصرم، كانت مديرية المخابرات في الجيش تضرب مجددا احد ابرز الرؤوس المطلوبة بجنايات وجنح متنوعة، لا سيما تجارة المخدرات والاسلحة الحربية وترويع الناس والاعتداء على القوى العسكرية والامنية والمشاركة في عمليات قتل، اذا بعد عملية رصد ومتابعة تمكنت قوة من المخابرات في منطقة البقاع من الايقاع بالمطلوب حسين رياض الفيتروني وتوقيفه حيا حيث بوشر على الفور التحقيق معه كونه يمتلك معلومات مهمة تتصل بنشاطه ومطلوبين يرتبطون به او يرتبط بهم.
لماذا اوقف الفيتروني؟، تفيد المعلومات الخاصة بوكالة "اخبار اليوم" ان الفيتروني أوقف "كون اسمه معمم بموجب عدة وثائق اتصال بجرائم إطلاق نار وتجارة أسلحة وذخائر حربية ومخدرات، واعتراض دوريات الاجهزة الامنية ولإطلاقه قذيفة أر بي جي باتجاه دورية للجيش اللبناني، وخطف سوري واحتجازه، وإطلاق نار على مبنى لقوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى نشاطه في مجال السلب وسرقة السيارات وتهريبها إلى سوريا ونشره مقطع فيديو يتضمن صور وتسجيل صوتي له يهدد فيه أحد ضباط قوى الامن الداخلي".
ما هي ابرز اعترافات الفيتروني؟، تكشف المعلومات الخاصة انه اعترف بأنه "في العام 2012 أوقف في سجن رومية مدة سبع سنوات بجرم المشاركة في عملية قتل شخصين، وخلال وجوده بالسجن بدأ ينشط وبالتنسيق مع المدعو (ح المولى) في إدخال المخدرات وبيعها للمساجين. واعترف بعمله في مجال تجارة المخدرات وتعاطيها وارتباطه لهذه الغاية بعدد من التجار خاصة المدعوين نوح زعيتر وحمزة راجح جعفر".
وتضيف المعلومات الخاصة ان الفيتروني المتعدد المواهب الاجرامية "اعترف أنه عمل في مجال الإتجار بالأسلحة والذخائر الحربية، وارتبط لهذه الغاية بعدد كبير من التجار، واستمر بهذا العمل بعد فراره إلى سوريا بحيث لديه مخزن أسلحة هناك بالشراكة مع احد السوريين. واعترف أنه أقدم على خطف شخص سوري وتهديده وضربه لإقدام الأخير على ابتزاز امرأة سورية بهدف إقامة علاقة جنسية معها".
وتشير المعلومات انه في مجال اعتداءات الفيتروني الموصوفة "اعترف أنه أطلق النار مرات عدّة باتجاه أشخاص وفي الهواء بعدة مناسبات وعلى القوى الأمنية، كما اعترف أنه أقدم على إطلاق قذيفة أر بي جي باتجاه دورية للجيش أثناء محاولة توقيفه وحينها قُتل المدعو هشام ياغي وأوقف المدعو رضا أمهز الذين كانا برفقته في حين تمكن هو من الفرار إلى جرد العسيرة لمدة أربعة أيام وبعدها دخل إلى سوريا. واعترف أنّه ترأس عصابة مسلحة تقوم بتحصيل أموال وتأمين الحماية من القوى الأمنية لأشخاص خلال بنائهم منازل دون ترخيص. أنه أقدم على تهديد ضابط في قوى الأمن الداخلي بالقتل وشتمه على خلفية قيام الأخير بتوقيف والده. اعترف ايضا أنه أقدم عدة مرات مع عصابته على اعتراض دوريات لقوى الأمن الداخلي وإطلاق النار باتجاهها ومنها في إحدى المرات قام باستعادة جبّالة مصادرة لوالده من قبل القوى المذكورة بقوة السلاح".
وبينما لم تمض ايام على فرار سبعة موقوفين من سجن ثكنة ابلح في البقاع، حتى تمكنت دورية من مديرية المخابرات في منطقة الهرمل- البقاع من توقيف اربعة من الفارين وهم : (م.ش)، (ح.ي)، (ع.ز) و(م.خ)، بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
كلما تعمّقت الازمة المعيشية نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي، كلما ازدادت دائرة الفقر المدقع، ومعها تزداد الاعباء الملقاة على كاهل الاجهزة العسكرية والامنية، ومن دون سرعة في المعالجات، فان العام الحالي الذي يراهن البعض على المال الانتخابي لانفراجة محدودة، الا ان المخاطر ستكبر وتتعاظم في ظل غياب أي بوادر لبدء مسار الانقاذ، معها ستكون الاجهزة على تنوعها وعلى رأسها المؤسسة العسكرية امام تحديات كبيرة جدا، خصوصا ان العسكريين يعانون كما يعاني المواطنين لا بل اكثر.
للاطلاع على مقال تحت عنوان: "عام "الخراب" المنصرم يورث العام الجديد "الطبق المسموم"، اضغط هنا