رصاصات ليلة رأس السنة على طاولة "صندوق النّقد الدولي"... "شو عم تسرقونا"؟! | أخبار اليوم

رصاصات ليلة رأس السنة على طاولة "صندوق النّقد الدولي"... "شو عم تسرقونا"؟!

انطون الفتى | الإثنين 03 يناير 2022

حبيقة: القطاع المصرفي ما عاد المرآة الواضحة لما هو موجود في البلد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

رمياً بالرّصاص، أعدَمَ بعض اللبنانيين العام الجديد، في ليلة الاحتفال برأس السنة. وبرمي الدّولارات، "في يوم وليلة"، استقبل اللبنانيون العام الجديد أمام شاشات التلفزيون، فيما الحديث عن "الارتطام الكبير"، وعن وجوب "شدّ الأحزمة"، "طاوِشْنا"، خلال كل أيام السنة.

 

دقّة

ما قُدّم في يوم، من دولارات، وقسائم، كان يُمكن تقسيم توزيعه ربما خلال شهر كانون الأول كلّه، مع تنظيم أكبر بعض الشيء، وذلك رغم أنه لا يجوز مطالبة المؤسّسات الإعلامية، ولا المؤسّسات التجارية والمحال التي قدّمت بعض القسائم، بأن تحلّ مكان الدولة.

ولكن في بلد من المُفتَرَض أنه بات للدولار الواحد فيه "نكهة خاصّة"، كان يُفتَرَض توخّي الدقّة أكثر، في التصرّف بدولارات، خلال يوم كامل سبق بَدْء العام الجديد.

 

ابتهاجاً

أما بالنّسبة الى إطلاق النار ابتهاجاً بالسنة الجديدة، فحدِّث ولا حَرَج. فالرّصاص رُمِيَ عشوائياً، حتى ضمن مناطق من المُفتَرَض أنها فقيرة، ومحرومة، ومُستضعَفَة، منذ عقود. ولكن من فيها "كشّروا عن أنيابهم الدولارية"، خلال ساعات قليلة، بما يقترب من أن يشكّل موازنة لبلدة كاملة ربما.

 

المال

البلد "محشوك" بالدولارات والمال. فمن يُنفِق ماله على شراء الرّصاص، وعلى استعماله، يعني أنه يمتلك الكثير الكثير، سواء كان حزبياً أو غير حزبي. والأمر نفسه يُطبَّق على من تسبّبوا بـ "تفويل" حجوزات المطاعم، والفنادق، والأماكن السياحية...،

فتلك الشرائح كثيرة جدّاً، في بلد من المُفتَرَض أن شعبه يصحو ويغفو على التقارير التي تتحدّث عن ضياع أموال الناس، وعن صعوبة الحصول على الطعام، والدواء،... فيما نِسَب الفقر فيه تزداد وفق أرقام مُخيفة.

 

شرعي

وضع الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الدولارات التي وُزِّعَت على الشاشات، قُبَيْل الاحتفال بليلة رأس السنة، في إطار أن "تلك المبالغ هي ذات طابَع إعلامي، تتعلّق ببحث وسائل الإعلام عن زيادة نِسَب المشاهدة، تسهيلاً للحصول على مزيد من التمويل، وهذا أمر شرعي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإعلام اللبناني يعيش على التمويل، بين تجاري وسياسي وحزبي...، وهذا يبقى شرعياً طالما أنه لا يمكن لأي وسيلة إعلام لبنانية الاستمرار من خلال الإعلانات فقط. ولا يمكن تنظيم المساعدات أو الأموال التي تقدّمها ليلة رأس السنة، ولا القسائم التي تقدّمها بعض المؤسسات، لأننا لا نتحدّث في تلك الحالة عن دولة توزّع أموال موازنتها على الوزارات، ولا عن منظمات غير حكومية تقدّم مساعدات منظّمة داخل المجتمع، بل عن إطار إعلامي خاصّ، ضمن مدّة زمنية محدّدة".

 

ليلة واحدة

وأشار حبيقة الى أن "الدولارات التي رُمِيَت على الرّصاص الذي أُطلِق احتفالاً ببَدْء العام الجديد، والتي تبلغ الملايين، قدّمت مشهداً كارثياً، أساء الى لبنان، والى الشعب اللبناني تجاه دول الخارج، بشكل رهيب".

وأوضح:"نتحدّث عن مجاعة وجوع وفقر، وعن عَدَم القدرة على تأمين الأدوية وحليب الأطفال وأقساط المدارس، وغيرها من الأساسيات، أمام المجتمع الدولي، لينظر هذا الأخير ويجد ملايين الدولارات تُرمى رمياً على إطلاق النار، خلال ليلة واحدة".

 

"الصّندوق"

وشدّد حبيقة على أنه "كان يتوجّب التبرُّع بتلك الأموال للفئات الفقيرة والمُحتاجَة بالفعل. فضلاً عن أننا نسأل عن الصورة التي قدّمها الشعب اللبناني العظيم لنفسه من جراء ذلك؟ فهو يُطالب الأمم المتحدة، ودول الخليج العربي، بمساعدته، ويقدّم نفسه بصورة الفقير، بينما يرمي ملايين الدولارات على إطلاق النار، بما يظهره في إطار السارق لأموال الخارج، فيما هو يمتلك المال، والكثير منه. وهذا مشهد يُمكن لوفد "صندوق النّقد الدولي" المُفاوِض مع لبنان أن يُسمِع كلاماً في شأنه، للوفد اللبناني المُفاوِض له. ويتوجّب حصول ذلك، رغم أن الدولة اللبنانية لم تهدر الرّصاص والمال هي، بل شعبها الذي طالبَتْه بعَدَم إطلاق النار ليلة رأس السنة".

 

جفاف الدولار

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت الأحاديث عن جفاف الدولار من البلد، ليست أكثر من كلام كاذب، فيما الحقيقة مُخالِفّة لذلك تماماً، أجاب حبيقة:"تلك الأحاديث تُقدَّم في قالب غير دقيق، وغير كامل".

وشرح:"في الماضي، كان كل من يحصل على دولارات، يُسرِع لوضعها في المصرف. وكان القطاع المصرفي يعطي فكرة واضحة عمّا هو موجود في البلد. أما اليوم، فكلّ من يحصل على أموال بالدولار، يخزّنها في منزله، والقطاع المصرفي ما عاد المرآة الواضحة لما هو موجود في السوق، والبلد عموماً، ولا الدليل الفعلي لمعرفة الحقائق".

وختم:"بعض الناس يجنون آلاف الدولارات شهرياً، ولا أحد يعلم بذلك، وهو ما يؤدي الى فوضى وغموض. فشرائح لبنانية تمتلك الدولار في المنازل، بلا إمكانية لتحديد ذلك بموجب إحصاءات دقيقة، أبداً، وذلك مقابل شرائح أخرى لا تمتلك شيئاً. وبالتالي، باتت طبقة لبنانية "توب" بالسرّ، فيما تبدو من حيث الأرقام الموجودة في المصارف، متوسّطة الحال، أو ربما فقيرة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار