لبنان في "حداد" و"الحادّين ما بيعيّدوا" ولكنّهم عيّدوا وسيترشّحون للانتخابات!؟ | أخبار اليوم

لبنان في "حداد" و"الحادّين ما بيعيّدوا" ولكنّهم عيّدوا وسيترشّحون للانتخابات!؟

انطون الفتى | الإثنين 03 يناير 2022

مجرم بحقّ الوطن

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من يصدّق أن اليوم الأجمل في السنة، هو 1 - 1، أي اليوم الأول من أي عام، وتحديداً الفترة الممتدّة من شروق الشمس، وصولاً الى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً، وهي المدّة التي يغطّ خلالها الناس في سُبات عميق، ليرتاحوا بعد ليلة من السّهر، والصَّخَب، والضّجيج؟

 

ضجيج

في تلك الفترة، يُمكن التقاط لحظة الصّمت الغزير المسموع من عُمق أعماق السّكون، وسماع أصوات بعض الأسرار الدّهرية. كما يُمكن التنزّه بحريّة خارج المنزل، سيراً على الأقدام، وسماع زقزقة العصافير التي لا يعطّلها ضجيج سيارة أو شاحنة، ولا أي صوت بشريّ.

 

المغارة

وبعد انقضاء السّهرات، و"الهمروجات" وضجيجها، يمكن بَدْء الاستمتاع بسِحْر المغارة الميلادية. فبدءاً من الأيام الأولى من العام الجديد، يهجر "البشريّون" المغارة، والطّفل الإلهي، والعائلة المقدّسة، والمجوس، والرّعاة، تدريجياً، لينصرفوا الى التشاغُل بـ "قديمهم" نفسه، وبمحو المعايدات التي "فوّلت" هواتفهم الخلوية. ولكنّها الفترة المثالية لبَدْء التأمُّل في أسرار جمالات الميلاد الإلهي المقدّس، التي لا تُلمَس إلا بالصّمت والهدوء.

فحيث يكون السيّد المسيح، هناك يكون العيد، وليس التاريخ، ولا الروزنامة، ولا الشقّ الاجتماعي، حتى ولو امتدّت الموائد، وفُتِحَت الهدايا، الى دهر الدّهور.

 

الكنائس

1 - 1، من أي عام، هو عملياً اليوم الأكثر "تطهيراً" للكنيسة، انطلاقاً من قلّة عدد المشاركين في القداديس الإلهية، بعد ليلة سهر مُتعِبَة.

ففي ذلك اليوم، تدخل الكنيسة لتجدها فارغة تقريباً، وهو ما يعني أن كثيراً من "المُرتكبين"، تجاه الله والناس والذّات، لا يحصلون على المناولة المقدّسة. وهذا أفضل لهم، ومنعاً لإمعانهم في المزيد من ادّخار الدّينونة.

فهؤلاء كلّهم يسهرون طوال اللّيل، وهو ما يُعيقهم عن دخول الكنائس، وعن الكذب على السيّد المسيح، وعن التبالُه على النّعمة الإلهية المقدسة، مثل من يشتري الحياة الأبدية بالمشاركة في قداس، أو ببعض أعمال الرّحمة تجاه الفقراء من حين لآخر، فيما هم يُمعنون في ارتكاباتهم المتفاوتة، خلال كل أيام السنة.

 

الحياد

نقول الآن ما لم نقُله قبل شهر، وهو أن الشعب "المسيحي" ما كان يجب أن "يعيّد"، وذلك ليس بهدف الانصراف الى التأمُّل بانهيار البلد، بل لتمضية ليالي الشّهر الميلادي بالصّلاة والصوم، لأن هذا الجنس، وهو أنواع الشّرور الذي يُحيط بلبناننا، لا يخرج إلا بالصلاة والصّوم.

فليس بالحياد، لا الإيجابي ولا السلبي، ولا الناشط ولا "المُنشَّط"، ولا باجتماع حكومة "المهتري والمستوي"، ولا بانتخابات نيابية ورئاسية لبلد ميت، يحيا الإنسان في لبنان، بل برحمة الله الغزيرة، التي لم ولن تحلّ على بلادنا، إلا بتوفُّر شروطها من جانب من يجب أن ينتظروا لتحلّ عليهم.

 

موجوع

الشعب الذي يتورّط بالفساد، وبدولار "السوق السوداء"، سواء كان في الداخل، أو من أولئك الذين يأتون من "المغتربات" للمضاربة وزيادة ارتفاع دولار "السوق السوداء"، ما كان يجب أن "يعيّد"، لأن "التعييد" ليس له.

لبنان في حالة "حداد"، و"الحادّين ما بيعيّدوا". لبنان مريض، والمريض لا "يعيّد"، حتى ولو كانت نسبة 5 في المئة من جسده (فقط) موجوعة.

 

لا يمكن

لبنان بحاجة الى من يقول للمسيحيّين الذين فيه، إن تغطيتكم للسلاح غير الشرعي، هو خطيئة تُرتَكَب ضدّ المسيح، وذلك لأنه سلاح يعبّر عن "عبادة" غير مسيحية، وعن إيمان غير مسيحي، وعن سيادة لا دخل لها بالسيّد المسيح.

فلا يمكن للمسيحي أن يكون مسيحياً، ولا للزّعيم المسيحي أن يمثّل المسيحيّين، ولا أن يخوض الانتخابات كممثّل لهم، وذلك الى أن يرفض كلّ سيادة غير أمينة للمسيح.

 

ولادة جديدة

شكراً، نقولها للمطران الياس عوده، الذي يتفوّه بالحقائق دائماً، وكما هي.

ففي عظة قداس رأس السنة الميلادية، قال المطران عوده إن من يغضّ الطرف عن سلاح خارج الشرعية، هو مجرم بحقّ الوطن.

مجرم بحقّ الوطن. مجرم. والمجرم هو قاتِل. والقاتِل هو مُرتكِب خطيئة مميتة. هذه هي حال كل من يغطي السلاح غير الشرعي في لبنان، مع متفرّعاته الفاسدة، مالياً وسياسياً. وهذا لا يمكنه أن يعيّد للمسيح، الى أن يتوب عن ممارسة العبادات الغريبة عنه (المسيح)، من دعم للأسلحة، والدّماء، والدّموية، والدّمار المعيشي، وتدمير بلد وشعب بسبب هذا السلاح، وفق حجج كثيرة.

فمن هنا، يبدأ لبنان الجديد، بالولادة الجديدة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار