"سرقة" و"على عينك يا تاجر"... معاناة أساتذة التعليم المسائي تتفاقم! | أخبار اليوم

"سرقة" و"على عينك يا تاجر"... معاناة أساتذة التعليم المسائي تتفاقم!

فالنتينا سمعان | الأربعاء 05 يناير 2022

الراتب صار فتاتًا... والحقوق مهدورة!

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

أن تتأمّل خيرًا في بلد مثل لبنان هو بالأمر الصعب، وأن تعلّق آمالًا على "مسؤولين" جدد هو أشبه "بالحلم"، فالجميع وبجيناتهم هواة "فساد" و"جشع"، وإن لم يكونوا فالسلطة تلقّنهم "الواجب".

ربّما ملّ اللّبنانيون من سماع مشاكل وهموم بعضهم البعض، التي لا تجدي نفعًا سوى "الفضفضة" وزيادة "الكآبة"، والتي لا تلقى آذانًا صاغية ممّن يُفترَض بهم أن يسمعوا.

ومن تلك المشاكل التي تفضح "طمع" الدولة مسألة "رواتب الأساتذة المستعان بهم في الدوام المسائي" التي تحوّلت من "سرقة سريّة" إلى "سرقة علنيّة" و"على عينك يا تاجر".

فمع بداية "برنامج الأمم المتحدة لتعليم اللّاجئين السوريين" الذي تديره "وحدة التعليم الشامل" في وزارة التربية والتعليم العالي، كانت مستحقات الأساتذة تُدفع شهريًّا وبـ"الفريش" دولار كَوْن "الأمم" هي الجهة المانحة، الأمر الذي لم يلقَ إعجاب الدولة، كَوْنها لا تستفيد، لتُبرِم اتفاقًا مع الجهات المانحة ينصّ على تحويل الرواتب إلى وزارة التربية التي تحوّله بدورها إلى المصارف ليصل إلى "جيب" الأساتذة فتاتًا مرّة كل 7 إلى 9 أشهر مع العلم أنّه بقي "بالفريش" أو ما يعادل سعر الصرف لموظفي الوزارة والمنسقين الميدانيين ورئيسة "الوحدة".

لماذا فتاتًا؟ لأنه تحوّل من 20 دولارًا أجر الحصّة إلى 18 ألفًا حتى السنة الدراسية 2019-2020، و20 ألفًا عن السنة الدراسيّة الفائتة التي تمّ قبض مستحقاتها عن الفصل الثاني منذ أسبوعين أي ما يوازي بضعة "سنتات" فالدولار وللتذكير كان بـ 25 ألفًا!

وفي عمليّة حسابيّة بسيطة، فإنّ الأستاذ الذي قبض "كامل عقده" بساعات "مفوّلة" حصل على 280 دولار عن فصل بكامله أي ثلاثة أشهر تعليميّة فما بالكم بـ"يلي ما كان قادر يفوّل ساعات"؟

السنة الدراسية الجديدة بدأت والضبابيّة تلفّها، ما دفع بالكثير من الأساتذة إلى ترك مدارسهم، ومن بقي منهم بقي لأن "ما باليد حيلة"، فلا بديل له، وهو الذي يأمل بتنفيذ وعود قطعوها له منذ العام الماضي، فلا ينفكّ عن المطالبة بها يوميًّا ولن ييأس من المحاولة مهما حاولوا قمعه أو إسكاته.

هي مطالب محقّة ليس إلّا... تواجه كلّ عام بتقاذف المسؤوليات بين "الدولة" و"الأمم"، لتأتي تهديدات بعض المدراء للأساتذة، فتضيّع منهم حق "الإضراب" ويستمرّ العام الدراسي "بالتي هي أحسن"، فيخرُج الأستاذ هو الخاسر الأكبر والتلامذة هم الضحايا الأوائل!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار