الوفد "المجوسي" في أورشليم الليلة... القاتل يصلّي وأطفال بيت لحم الى الذّبح! | أخبار اليوم

الوفد "المجوسي" في أورشليم الليلة... القاتل يصلّي وأطفال بيت لحم الى الذّبح!

انطون الفتى | الأربعاء 05 يناير 2022

دعاهُم سرّاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في ليلة الاحتفال بقدوم الملوك المجوس، وسجودهم أمام الطفل الإلهي، نقف مُرتعدين أمام الوحي الإلهي الذي سيّرهم، رغم أنهم كانوا من الشعوب الوثنيّة، وذلك من خلال نجم الميلاد الذي اقتادهم من بلادهم الى حيث العائلة المقدّسة، و(نقف مرتعدين) أمام الوقاحة البشرية التي تصل الى حدّ السّعي الى قتل الله، والجلوس مكانه لو أمكن، وتنصيب الذّات البشرية كإله على بني البشر.

 

اضطّرب

لنتذكر معاً أنه لما وُلِدَ يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس قدموا أورشليم من المشرق، وقالوا:"أين هو المولود ملك اليهود؟ رأينا نجمه في المشرق، فأتينا لنسجد له". فلما بلغ الخبر هيردوس اضطّرب هو، وأورشليم كلّها معه.

فجمع عظماء الكهنة، وكَتَبَة الشعب كلّهم، واستخبرهم أين يولد المسيح. فقالوا له في بيت لحم اليهودية.

 

سرّاً

فدعا هيرودس المجوس سرّاً، وتحقّق منهم زمان النّجم الذي ظهر لهم، ثم قال:"إذهبوا، فابحثوا عن الطفل بحثاً دقيقاً، ومتى وجدتموه أخبروني لأذهب أنا أيضاً وأسجد له. ولكن بعدما وجدوا الطفل الإلهي، وسجدوا له، وقدّموا له الهدايا، أُوحِيَ إليهم إلهياً بأن لا يرجعوا الى هيرودس، فانصرفوا الى بلادهم من طريق آخر، لأن الملك كان يبحث عن إهلاك الطفل، وليس عن السّجود له.

وبالفعل، لما رأى هيرودس أن المجوس ما عادوا إليه، أرسل فقتل كل طفل في بيت لحم وجميع أراضيها (كانت العائلة المقدّسة في مصر، خلال تلك المدّة، بإرادة إلهية)، من ابن سنتَيْن فما دون، وذلك بحسب الزمان الذي تحقّقه (هيرودس) من المجوس، عن موعد ظهور النّجم لهم.

وبذلك، ارتكب الملك مجزرة، بحثاً عن قتل يسوع، أي انه اعتمد طريقة "عا صحة السلامة"، منعاً لحصول أي خطأ يترك الطّفل الذي يهدّد ملكه (بحسب مفهوم هيرودس) على قيد الحياة.

 

موجود

هيرودس هذا مات منذ زمن بعيد جدّاً، ولكنّه لا يزال موجوداً. فهو ذاك الذي يُمسِك بكرسيّه، حتى ولو أن مدّة انقضاء ملكه تُمعن في سقوط المزيد من الأموات.

هو أيضاً ذاك الذي يقدّم نفسه للناس، إلهياً، صابِراً، ثابتاً، مع أنه شيطاني، دموي، "ما عندو حدا منيح". وهذا يماثل حبّة الفاكهة الناضجة من الخارج، والمتعفّنة من الدّاخل.

فهذا النوع من "الهيرودس" يتكلّم بإسم الله، مع أن كلامه كلام تنّين. وهو ذاك الذي يجهد في الظّهور بقرنَي حمل، مع أن رأسه رأس وحش. وهذا "الهيرودس" يقتل الله في الساحات، وفي الحروب المتوالَدَة الى ما لا نهاية.

 

نجوم

نجم الميلاد، لمع في أيام وليالي المجوس، وقادهم من المشرق الى بيت لحم. أما "الهيردوسيّين" في عالمنا اليوم، فهُم أيضاً أولئك الذين نجحوا في نشر "النّجوم" التي تجوب الفضاء الفسيح، لتراقب، وتصوّر، تحضيراً وتسهيلاً للقتل.

 

أكثر منهم

من "الهيرودسيّين" في يومياتنا أيضاً، هو ذاك الذي لا همّ لديه سوى البُعد الأرضي، والاجتماعي، والمؤسّساتي، والسلطوي، لرعيّة السيّد المسيح، حتى ولو مات كلّ خرافها.

هذا "الهيرودس" يقتل الله أكثر من أكبر المجرمين، لأنه داخل المغارة، يبخّر، ويُتَمْتِم الصلوات. هذا "الهيرودس" جالس على العرش، وعلى رأسه التاج الإلهي، عن غير وجه حقّ.

 

يُتَمْتِم

هو يُتَمْتِم الصّلوات. هو حرفيّ بما يقتل ويُحزِن روح الله القدوس في الخلائق العِطاش الى من يضرب المجرمين بعصا البرّ، والى من يُخرِج اللّصوص من الهيكل. هذا النّوع من "الهيرودس" لا يهتمّ إلا بالحَجَر، وبصفحات التاريخ، وبعدّاد الديموغرافيا، وليس بملكوت المسيح القادر على أن يجعل من الحجارة أبناءً لله.

هو يُنادي ويدعو الى الإيمان، ولكنّه لا يُظهِر مسلكاً إيمانياً بقدرة الله على تجديد الرعيّة، في ما لو زال القديم الخاطىء منها، تسهيلاً لتدفّق أنهار الحياة لبلد، وشعب. وهذا ما يجعله واحداً من الفرّيسيّين والكَتَبَة.

 

تسابُق

نحن نتعمّق يومياً في عالم السّعي الى قتل الله، والتسابُق الى الجلوس على عرشه. و"بين بين"، هيرودس الماضي قتل أطفال بيت لحم، ليتخلّص من الإله الطفل. بينما هيرودس اليوم، يذبح في كل أرض، وبلد، بإسم الله، فيُميت الآلاف يومياً، "عا صحة السلامة"، منعاً للإبقاء على "مين يخبّر"، عن حقيقة الله.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة