أوامر بإطلاق النار وبالقتل "من دون إنذار" والأيدي الأميركية ترتجف!؟ | أخبار اليوم

أوامر بإطلاق النار وبالقتل "من دون إنذار" والأيدي الأميركية ترتجف!؟

انطون الفتى | الجمعة 07 يناير 2022

مصدر: حفرة ستدفع الولايات المتحدة ثمن السّقوط فيها الى ما بعد عقود

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في مشهد مُتزامِن مع المظاهرات التي اندلعت في كازاخستان، بسبب ارتفاع أسعار الغاز النفطي المُسال، الذي يُستَخدم لتزويد السيارات بالوقود، والتي تطوّرت الى رفع مطالب سياسية في بلاد تجهد منذ سنوات بتحقيق توزان في علاقاتها بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى، يبدو أن الاحتجاجات الأخيرة تُكسِب موسكو نفوذاً إضافياً على أكثر من مستوى، داخل جارتها الجنوبية.

 

تراقب

فقوّات منظمة معاهدة الأمن الجماعي الموالية لروسيا، سيطرت على مطار "ألماتي"، أكبر مدن كازاخستان. فيما أكدت واشنطن أنها تراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان، وأي خطوة تذهب نحو السيطرة على المؤسّسات هناك.

 

خلط أوراق

وإذا نجحت روسيا في مساعيها للسيطرة على مفاصل كازاخستان، يكون الانسحاب الأميركي "الفوضوي" من أفغانستان، فشل في أهدافه المُعلَنَة، والسريّة، في ما يتعلّق بمحاولة خلق واقع مُضطّرب في الحاضنتَيْن الخلفيَّتَيْن لكلّ من روسيا والصين، وذلك انطلاقاً من أن النّجاح في "التوغّل" الروسي في كازاخستان، سينقل المشهد في منطقة آسيا الوسطى، ومحيطها الجنوبي، والجنوبي الشرقي، وحتى الجنوبي الغربي، من مكان الى آخر، خصوصاً إذا اقترن (هذا المشهد) بخلط أوراق كبير تجاه الإدارة الأميركية، يتنقّل بين شرق آسيا (تايوان)، وأوروبا الشرقية (أوكرانيا)، وآسيا الوسطى (كازاخستان).

 

فرصة

الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، أعطى الأوامر للشرطة بإطلاق النار، وبالقتل "من دون إنذار مسبق"، مسمّياً المحتجّين بـ "إرهابيين" يواصلون تدمير الممتلكات، واستخدام أسلحة ضد المواطنين، وبأنهم "قَتَلَة". وهذه بداية حضور متزايدة بوضوح للنَّفَس الروسي هناك.

وما يزيد المشهد سوداوية، بالنّسبة الى تراجع النَّفَس الديموقراطي في كازاخستان تدريجياً، هو ما أشار إليه مراقبون حول أن دخول قوات روسية، أو مدعومة من روسيا، الى أي مكان، يعني في العادة أنها لن تنسحب منه، وأن هذا المكان تحوّل الى فرصة في يد موسكو، تستعملها الى ما لا نهاية.

 

خبرة

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "روسيا تمدّد نفسها من جديد في آسيا الوسطى، في مشهد مُقلِق، لأنه يأتي بعد أشهر من خطأ أميركي استراتيجي كبير، ارتكبته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بطريقة انسحابها من أفغانستان. فالانسحاب كان مُقرَّراً، ولكن طريقة تنفيذه، وشكله، شكّل حفرة كبيرة، ستدفع الولايات المتحدة ثمن حفرها، والسّقوط فيها، الى ما بعد عقود ربما".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "ليس صحيحاً أن شكل الانسحاب الأميركي من أفغانستان كان مطبوخاً، ومُنسَّقاً، وأن أهدافه بعيدة المدى مُعدَّة منذ وقت سابق، بل كان خطوة عشوائية، فوضوية، ناتجة عن إدارة (أميركية) ضعيفة، تفتقر الى الخبرة".

 

ترتجف

ولفت المصدر الى أن "الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مكّن الاستخبارات الروسية من توسيع أنشطتها في دول آسيا الوسطى، ومحيطها. ولكن شكل النّجاح في إعادة فرض القبضة الروسية الكاملة في كازاخستان، ليست واضحة تماماً بَعْد، حتى الساعة".

وأضاف:"الأخطاء الأميركية متكرّرة، ومنها تدمير الجيش العراقي، وإدخال الإرهابيّين الى صفوفه، وتمديد إيران في العراق، ومنه الى الشرق الأوسط عموماً. فليس كل ما تفعله الدول الكبرى يكون مدروساً دائماً، ولا مُعبِّراً عن تفكير استراتيجي مدروس بالكامل".

وختم:"إدارة بايدن ضعيفة، تفتقر الى الشجاعة، والى الرّغبة في المواجهة. وأبرز الأدلّة على ذلك، ونتائجه، هي زيادة الأوراق التي قد تفقدها واشنطن من أيديها في ظلّ حُكمها (إدارة بايدن)، أو تلك (الأوراق) التي باتت مُرغَمَة على الجلوس الى طاولة المفاوضات في شأنها، مثل تايوان، وأوكرانيا، وكازاخستان. فعندما تكون هيبة الإدارة الأميركية واضحة، تخفّض الصين وروسيا سقوفهما كثيراً، وتلتزمان بحدود ما هو مسموح لهما دولياً. أما في الحالة المُعاكِسَة، فإننا نرى الأوراق تتهاوى من الأيدي الأميركية، أو تلك الأخيرة ترتجف بإمساكها بها (الأوراق)".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة