عوده: علينا أن نُصارع الظلم والحقد وبيع الضمير | أخبار اليوم

عوده: علينا أن نُصارع الظلم والحقد وبيع الضمير

| الأحد 09 يناير 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداس الاحد في كاتدرائية مار جاورجيوس للروم الارثوذكس في بيروت، في حضور حشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس ألقى عوده عظة قال فيها: "(...) الخطيئة هي ما أوصل بلدنا إلى هذه الظلمة التي تغلف حياتنا، ولن ننجو إلا بالتوبة والندم والبكاء على كل ما اقترفت أيدينا بحق بلدنا. علينا جميعا، مواطنين ومسؤولين، أن نصارع الظلم والحقد وبيع الضمير. علينا أن نجاهد من أجل إحقاق الحق ومن أجل نشر العدالة والمساواة والأخوة والسلام، متخلين عن كل أنانية ومصلحة وارتباط يسيء إلى بلدنا وإلى علاقتنا بالإخوة. بلدنا مدعو أن يصبح فردوسا فلنحرره من كل غي وضلالة وخطيئة، ومن كل ظلم وشر واستقواء وتسلط، ولندفع بعضنا بعضا إلى المحبة والتسامح والتضحية والتفاني من أجل خير بلدنا وخيرنا جميعا. لذا صلاتنا أن يعود الجميع في هذا البلد إلى رشدهم ويكفوا عن المهاترات والأحقاد والنكايات، ويوقفوا التصعيد والتعطيل ورهن الضمير. السجالات لا تنفع وتبادل الشتائم والإهانات لا يخرج البلد من المأزق. نحن بحاجة إلى الهدوء والحكمة والتعقل، وإلى العمل الدؤوب، وإلا نكون كمن ينحر نفسه".

وتابع عوده: "في ظل ارتفاع نسبة المصابين بفيروس كورونا، لا بد من التذكير بأن الحياة هبة مقدسة منحنا إياها الله لكي نحافظ عليها بكل الوسائل المتاحة. فالأطباء هم يد الله الشافية على الأرض، وهم يعرفون ما يجب القيام به في سبيل إيقاف تمدد الوباء أكثر من سواهم. فلا تسمعوا للذين يقولون لكم إن الوقاية خطيئة، ويجب التسليم لمشيئة الله، لأن في هذا الكلام بعدا شيطانيا يجعلكم تجربون الله (مكتوب ... لا تجرب الرب إلهك) (متى4: 7). لقد أخبرنا الله أن الويل لمن تأتي عن طريقه العثرات، فإذا أخبرنا الجميع بأننا لن نتخذ الوقاية اللازمة لأننا متكلون على الله، ثم أصبنا ومتنا، ألا نشكك الناس بالقدرة الإلهية؟ لا تنخدعوا بنظريات المؤامرة، ولا تتأثروا بأقوال من هم حولكم. طبعا إتكلوا على الله ولكن إفعلوا ما ينصحكم به الطب والعلم، لأن الرب يستخدم كل الوسائل والطاقات البشرية من أجل خلاص عبيده".


وأضاف: "القديس العظيم في الشهداء والطبيب الشافي بندلايمون الذي عاش في القرن الرابع ونعيد له في 27 تموز، والذي كان طبيبا ماهرا حاذقا معروفا في الأوساط الكبيرة والحلقات العلمية. عندما استنار بندلايمون بضياء الإنجيل وقبل سر المعمودية أضحى طبيبا رسولا، واندفع يستخدم عمله ومهنته في سبيل نشر تعاليم المسيح. كان يطبب المرضى مجانا ويقدم لهم ما يحتاجون إليه من صنوف العقاقير والأدوية، وكانت صلاته تشفيهم أكثر مما تشفيهم الأدوية والعلاجات. أما القديس الشهيد والطبيب الشافي إيليان الحمصي، الذي عاش في القرن الرابع ونعيد له في 6 شباط، كان طبيبا من أولئك الرجال الأتقياء الصالحين الذين يتفانون في خدمة الرب بإيمان نير وعلم ثابت. إن الأطباء أمثال إيليان يجعلون عملهم وفنهم وأوقاتهم وقفا على خدمة الطبيب يسوع الفادي في شخص أعضائه المتألمة، لكي تكون لهم خدمة الجسد طريقا إلى النفس، فيحيون فيها عاطفة الإيمان، وينعشون قوة الرجاء، ويملأونها آمالا في الحياة الخالدة السعيدة المنزهة عن الألم. هكذا قضى إيليان حياته خادما للرب في شخص المرضى، إن الطبيب القديس إيليان سيبقى شفيع الأطباء المسيحيين الصالحين، ومثال رجال المشاريع الخيرية في كنيسة الله المقدسة، وهناك العديد من القديسين الأطباء المعاصرين منهم القديس لوقا الطبيب وسواه. إن عصرنا الحاضر لم يحرم أطباء يولون الإنسان المريض من عنايتهم النصيب الكبير، تلك العناية المبنية على الخدمة الحقة والمحبة الأخوية لأنها فضيلة سامية سماوية يكافئها الله بالنعم وحياة النعيم الأبدية".

وختم عوده: "ألا بارك الله حياتكم، ولتكن سيرتكم ظهورا ثالوثيا دائما في وسط ظلمة هذا الدهر، حتى يستنير عن طريق قداستكم من هو بحاجة إلى بصيص نور يوصله نحو الملكوت السماوي، آمين".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار