ستفوزون ولن تحكموا بل ستتقلّبون على النيران الجديدة لمموّليكُم! | أخبار اليوم

ستفوزون ولن تحكموا بل ستتقلّبون على النيران الجديدة لمموّليكُم!

انطون الفتى | الإثنين 10 يناير 2022

مصدر: الأحزاب والتيارات ترغب بمراعاة مصالح رعاتها في الخارج

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يخبروننا بأن من سيفوز بانتخابات 2022 النيابية، سيحكم هذه المرّة. سيحكمون. هذا ما يقولونه، ولكنّنا نسألهم، أين هي أساطيلكم التي ستمكّنكم من فرض توازن الرّعب، ومن فرض ذواتكم في الحُكم؟ كما نسألكم عن أساطيل الدّول الصّديقة والحليفة، التي لن تخسر جندياً واحداً، من أجل شراء سيادة واستقلال لبنان، الصّديق والحليف. فتلك الأخيرة غير مُجبَرَة على ذلك، صحيح، ولكنّها تتفاوض مع آسري لبنان، ومع قاتليه.

 

حاجة

يحقّ لنا أن نسألكم عن ذلك، خصوصاً أنكم أنتم، الذين تؤكّدون لنا اليوم أنكم ستحكمون هذه المرّة إذا فزتم بالانتخابات، تقفون لتتفرّجوا علينا "نتمَرْمَط" بالأزمات الطبية والدوائية والحياتية اليومية، منذ أشهر، وحتى الساعة.

كما أنكم وقفتُم تتفرّجون على المجتمع الدولي، يُطالِب بتشكيل حكومة، وبالبَدْء بتنفيذ الإصلاحات، كشرط للتعاطي الإنساني مع دولة، تعلمون تماماً أن الدويلة تسيطر عليها، وذلك بدلاً من أن تستخدموا علاقاتكم الدولية، وتشرحون لدول الخارج الحاجة الى فَصْل الأزمة الإنسانية عن السياسية في البلد.

 

صناديق

فأنتم، يا أيها السياديون، تضمّون في صفوفكم من عملوا في أكبر الصّناديق المالية الدولية. كما أن لديكم صداقاتكم رفيعة المستوى داخل تلك الصناديق، حتى الساعة، ويُمكنكم تسخيرها لصالح تمكين الشعب اللبناني "المعتّر" والفقير، من الوصول الى وقت الانتخابات على الأقلّ، ومن منحكم صوته لتفوزوا.

ولكن بدلاً من أن تفعلوا ذلك، وقفتُم تتفرّجون على الشّعب يُعاني، مثل من يعاقبه على التصويت لفلان وفلان، مُكتفين بأن التاريخ سيسجّل أنه (الشعب) جاع، وافتقر، ومرض، ومات... خلال زمن سلطوي "مُعادٍ" لكم.

 

فضائح

وأمام هذا الواقع، نسألكم أيضاً. إذا كنتم عاجزين عن تسخير صداقاتكم، وعلاقاتكم الإقليمية والدولية، السياسية والاقتصادية، لصالح فصل الأزمة الحياتية في البلد عن السياسية، اليوم، فكيف ستتمكّنون من إزالة السلاح غير الشرعي من لبنان بعد الانتخابات، ومن إلغاء مفاعيله السلبية على الاقتصاد؟ وإذا كنتم قادرين، ولا تُساهِمون في إنهاء الأزمة الإنسانية بحجّة أنكم لستُم الدولة، فهذا يعني أنكم لا تستحقّون تصويت المتألّمين، لتدخلوها (السلطة).

وبالتالي، كيف ستمكّنون اللبنانيين من العيش بعد الانتخابات، عندما تنتهي الأفراح، وتبدأ فضائح عدم قدرتكم على الحُكم، بالظّهور؟ هل ستبكون مثلاً؟

 

أبيض وأسود

لفت مصدر سياسي الى أن "الفريق السيادي، الذي سُمِّيَ بفريق "14 آذار" في عام 2005، يتألّف عملياً من منظومتَيْن، إحداهما تيار "المستقبل" والحزب "التقدّمي الإشتراكي"، والأخرى حزب "القوات اللبنانية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المستقبل" و"الاشتراكي" كانا من أركان المنظومة التي حكمت خلال الاحتلال السوري، الذي حكم بدوره لبنان من ضمن فلك أميركي، وتمويل عربي لسوريا المُحتلَّة، وهو ما أدّى الى استفحال الاحتلال (السوري) هذا، بدلاً من أن يخمد تدريجياً مع مرور السنوات. أما "القوات"، فهي منذ عام 2005، تتأرجح بين الصداقة والتلاقي مع أحد أركان المنظومة السياسية لـ "المُمانَعَة"، وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري. وهو ما يعني أنها ("القوات") لن تتمكّن من فعل شيء، طالما أنها تحافظ على خطّ موصول مع ما يتناقض مع التوجّهات السيادية الكاملة التي يحتاجها لبنان، فيما وصل البلد الى مرحلة بات يحتاج فيها الى عمل جذري يختار بين الأبيض والأسود".

 

100 في المئة

وشدّد المصدر على أن "تأكيد القدرة على الحُكم بعد الفوز بالانتخابات النيابية، هو شعبوية، طالما أن لا إمكانية لتشكيل أكثرية سيادية حقيقية بنسبة 100 في المئة. كما أن لا أحد قادراً على تحقيق الحدّ الأدنى المطلوب. وهو ما يعني أن أي طرف "سيادي" سيفوز بعد أشهر، سيجلس على الضفّة المُقابِلَة لـ "حزب الله"، ليتفرّجا معاً على استمرار الانهيار".

وأضاف:"شعبويات كثيرة ستزداد من الآن، والى موعد الانتخابات، وذلك من ضمن خطابات كثيرة، تتقلّب على نيران الحاجات الجيو - سياسية الجديدة للمموّلين الإقليميين للأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية، على اختلافها".

وختم:"الأحزاب والتيارات اللبنانية ترغب دائماً بمراعاة مصالح رعاتها في الخارج، حتى ولو مات الشّعب. فَهَمّ هؤلاء كلّهم، من "مُمانعين" و"سياديين"، هو أن لا يخسروا مقاعدهم النيابية، مقابل انتظار المزيد من الانهيار".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار