"النهار"- كارين اليان
بعد أن أعطت الـ FDA الموافقة على استخدام علاج Remdesivir لمرضى كورونا التي تتطلب حالاتهم دخول المستشفى، في عام 2020، بدأ يُستخدم في دول عديدة في العالم لهذه الغاية.
صحيح انه كان هناك جدل حوله، إنما أظهر فاعلية في مواجهة الفيروس، كما توضح رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، خصوصاً أن العلاجات المتوافرة لكورونا والتي أثبتت فاعليتها تعتبر قليلة جداً.
إنما التحدي الجديد الذي يواجهه الأطباء في لبنان هو في انقطاع علاج Remdesivir الذي قد يكون من علاجات كورونا التي تظهر فاعلية، شرط أن يعطى قبل أن تنخفض نسبة الأوكسيجين أي في مراحل أولى للاستفادة من فاعليته في مواجهة الفيروس وإلا فلن يكون فاعلاً ككافة الأدوية المضادة للفيروسات.
يعتبر العلاج حقاً للمواطن، ولا يمكن التهاون أبداً في تأمين هذا الحق له، كما تشدد سماحة. فمنذ حوالي الشهرين أو أكثر ثمة صعوبات كبرى في تأمين هذا العلاج الكفيل بخفض فترة المرض.
فيما تشير إلى أن كلفة الكبسولة الواحدة من العلاج هي 500 دولار أميركي ويحتاج المريض إلى 6 منها خلال فترة العلاج. وكان Remdesivir يستورد أولاً بهذا السعر، إلى ان أصبحت شركة "أروان" اللبنانية تقوم بتصنيعه ما خفف من العبء على المواطن بتقليص كلفة العلاج إلى 400000 ليرة لبنانية للأمبولة الواحدة بدلاً من 500 دولار أميركي.
وتابعت: في الشهرين الأخيرين، بدأت الشركة تسلّم العلاج بصعوبة، فظهر شح فيه في المستشفيات التي امتنعت تماماً عن تسليمه من دون أي تبرير، فيما تحاول المستشفيات تأمينه لمرضاها علّه يساهم في مساعدتهم على التعافي.
وتتساءل سماحة عما إذا كانت الشركة اللبنانية تنوي الامتناع تماماً عن تصنيع هذا العلاج. وعندها هل سيضطر المريض اللبناني إلى تأمينه بهذه الكلفة العالية التي تتخطى حكماً قدرة النسبة الكبرى من اللبنانين؟
تشدد سماحة على ضرورة تأمين هذه العلاجات التي تظهر فاعلية في مواجهة كورونا بأية وسيلة كانت لأنها حق للمواطن. وبات واضحاً أنه سيكون علينا التعايش مع هذا الفيروس ولا بد من توفير العلاجات التي تتمكن من مواجهته كعقار فايزر الجديد أيضاً، لأنها قد تنقذ أرواحاً كثيرة، إلى جانب أهمية تكثيف حملات التلقيح. فالعمل على توفير اللقاح للمجتمع اللبناني لا يحول دون تأمين العلاجات اللازمة له لمحاربة المرض.
رد من أروان
حول أسباب امتناع شركة "أروان" عن تسليم الدواء، أوضحت نائب رئيس مجلس إدارة شركة أروان الدكتورة رويدا دهام أن فواتير Remdesivir لتأمين المواد الأولية للدواء بهدف تصنيعه موجودة في المصرف المركزي من حوالى منتصف العام الماضي ولم تتم الموافقة عليها حتى يتم تحويل المبلغ لتأمين هذه المواد بهدف تصنيع الدواء. فما كان من الشركة إلا أن عادت وطلبت في نهاية الشهر المنصرم هذه المواد الأولية بالدولار الأميركي على أمل أن تصل في الأسبوع الحالي حتى تعاود عملية التصنيع بشكل طبيعي.
وتؤكد دهام رغبة الشركة في التصنيع والاستمرار بذلك، إلا أنها تشعر بالعجز في ظل هذه المماطلة في الموافقة على الفواتير وتحويل المبلغ. أما تكلفة العلاج في المرحلة المقبلة فتؤكد دهام أن الشركة لا تحددها أبداً ولا علاقة لها بذلك، بل إن وزارة الصحة هي المسؤولة عن ذلك.