لبنان... 4 جولات من "القصف" يومياً قبل البَدْء بالحوار!؟ | أخبار اليوم

لبنان... 4 جولات من "القصف" يومياً قبل البَدْء بالحوار!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 11 يناير 2022

مصدر: ماكياج لما تبقّى من مدّة زمنيّة للعهد الرئاسي الحالي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

جميلٌ جدّاً أن من يرفعون سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بالمشاركة العملية، وبالصّمت، وبالتكاسُل عن العمل، وبالتكاسُل المقصود عن الكشف والفضح، وذلك بهدف تمريره كهديّة الى أتباعهم الذين يتحكّمون بمشتريات الناس، ولتمكينهم من رفع أسعار المواد الغذائية، والخبز، والمحروقات، والأدوية، و... و... و...، يحاولون التجمُّع، واستجماع ذواتهم "المُتساقِطَة"، حول طاولة حوارية واحدة.

 

حرب

فهؤلاء، يقسمون الشارع اللبناني الى شوارع، بمؤتمرات يتبادَلون خلالها القصف السياسي، فيما يتقاسمون المنافع "الدولارية" السوداء، من خلال أتباعهم الذين يتحكّمون بحياة الناس، وهم أولئك الذين يسيطرون على القطاعات اللبنانية كافّة. وهو ما يجعل من ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء، أشبه بحرب سلطوية على الشعب اللبناني.

 

طاولة واحدة

فالدولار الأسود، يرتفع أو يتلاعب، خلال ثلاث أو أربع جولات في اليوم الواحد، وكأننا أمام ثلاث أو أربع جولات من القصف "المعيشي"، يومياً. وهو السلوك نفسه الذي اعتاده اللبنانيون خلال الحرب الأهلية، مع فارق واحد، وهو أن جولات القصف آنذاك كانت حربيّة، ومميتة بالدم، لا بالدولار.

هؤلاء أنفسهم يتقاسمون المنافع "الدولارية" السوداء، مع قطاعاتهم، ونقاباتهم،... ويسعون للجلوس الى طاولة واحدة.

 

السلاح

لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن "الدّعوة لحوار في الظّروف الحالية، ملغومة، خصوصاً أننا نتحدّث عن مجموعات ومجموعات، داخل الفريق السياسي الواحد. والقصد منها هو القيام بماكياج لما تبقّى من مدّة زمنيّة للعهد الرئاسي الحالي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "كان يتوجّب مناقشة "الاستراتيجيا الدّفاعية"، منذ أن كانت الاوضاع مستقرّة، وهو ما لم يحصل. وعلى العكس من ذلك، كان رئيس الجمهورية ميشال عون يحمل سلاح "حزب الله" معه الى المحافل الدولية، وخلال استقبالاته المهمّة كلّها، وكان يسوّق له كحاجة للبنان، وكمقاومة، بما يُظهِر عَدَم الحاجة الى دور الجيش اللبناني، ولا الى المساعدات الأميركية والدولية التي يحصل عليها".


"شحادة"

وتحدّث المصدر عن "غلاء الأسعار الكبير، وعن ارتفاع سعر صرف الدولار، وعن القلق على مصير الخبز، وعن شعب لا يتحرّك في الشارع خوفاً من تعرّضه لإطلاق النار، وكأننا أصبحنا في دولة ذات نظام قمعي. وحتى إننا وصلنا الى مرحلة "الشحادة" من باكستان، لتأمين الطعام والطبابة لعناصر الجيش. وبالتالي، عن أي حوار يتحدّثون؟ وعلى ماذا سيتحاورون؟".

وأضاف:"هل هو حوار لخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟ أو للبحث عن مصير الخبز؟ أو الكهرباء؟ أو مستقبل المياه؟ أو أموال السدود المسروقة والمنهوبة؟ فكل نقطة من تلك النّقاط تحتاج الى حوار يستغرق الكثير من السنوات، وليس الى تحاوُر من يرفعون سعر الدولار، وأسعار السلع كافّة معه، خلال جلوسهم الى طاولة واحدة".

 

دوّامة

وشدّد المصدر على أن "الحلول كلّها هي في يد "حزب الله". فعندما يُبدي استعداده لبَدْء الحديث عن ترحيل سلاحه من لبنان، عندها يبدأ الحوار الجدّي".

وتابع:"يبدو أن بعض الإيجابيات بدأت تنتج عن طاولة فيينا التفاوضية مع إيران، وهو ما نلمسه في اليمن، منذ أسابيع، على صعيد ما تحقّقه ألوية العمالقة هناك، كما على صعيد قصف الكثير من مخازن ومواقع الصواريخ الباليستية، وأمكنة تصنيع المسيّرات "الحوثيّة". فتلك التطوّرات ما كانت لتحصل بتسارُع ملحوظ، لولا تسليم إيران بذلك، من على طاولة فيينا".

وختم:"إذا وصلت هبّة مُماثِلَة الى لبنان، في أي يوم من الأيام، عندها يُمكن أن نبدأ الحوار الحقيقي الذي أخّره العماد ميشال عون (رئيس الجمهورية حالياً) منذ عام 2005. فقبل 17 عاماً، كان يُمكن وضع سلاح "حزب الله" على الطاولة، بعد خروج الجيش السوري من لبنان. ولكن عون عاد الى لبنان، وغطّى "الحزب" بسلاحه، سعياً لرئاسة الجمهورية. فحلمه بالرّئاسة خرب البلد، وأوصلنا الى جهنّم، والى أسعار جنونية للدولار، والى ما نحن فيه من دوّامة، حالياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار