"القوات"... الفريق المسيحي القويّ 2 الذي لا يجب أن يسقط! | أخبار اليوم

"القوات"... الفريق المسيحي القويّ 2 الذي لا يجب أن يسقط!

انطون الفتى | الأربعاء 12 يناير 2022

مرجع مسيحي: هل يجوز أن يتفرّج على المسيحيّين يُعانون؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

جلسة مع مرجع مسيحي، تكشف الخطورة التي تُحيط بـ "الحالة المسيحية" العامة.

فالمسيحيّون، الذين سيخرجون من العهد الرئاسي الحالي، مُحطَّمين سياسياً ومعنويّاً، لا سيّما أن الانهيار والجوع والفقر، وحتى انفجار مرفأ بيروت نفسه، لم تدفع كلّها فريق "العهد" الى اختيار لبنان، على حساب التحالُف غير المُجدي مع الفريق "المُمانِع"، يتحضّرون (المسيحيّون) لما هو أسوأ كما يبدو، لأن الطّرف المسيحي القادر على انتشالهم من مشاريع تغيير هويّة لبنان، وهو "القوات اللبنانية"، يدعوهم الى أن يصوّتوا "صحّ"، ولكن...

 

كيف؟

أبدى مرجع مسيحي امتعاضه من "حديث رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن أن السبيل الوحيد لوقف انهيار اللّيرة اللبنانية هو إجراء الانتخابات النيابية، وعن أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء سيتحسّن فوراً بعد فوز "القوات" فيها (الانتخابات)".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "القوات" هي من الأحزاب التي يُتَّكَل عليها، لإعادة ترميم الصّورة السياسية للمسيحيين في لبنان، بعد عهد رئاسي هشّم صورتهم، وأعطى الاحتلال الإيراني كل شيء، وتلقّى الضّربات من أجله. فكيف يسقط جعجع في خطأ ربط تصحيح لَجْم الانهيار المالي، بإجراء الاستحقاق الانتخابي، فيما يموت المسيحيون جوعاً وفقراً، وقد لا يتمكّنون من الوصول الى مرحلة الانتخابات، التي قد لا تحصل أصلاً؟".

 

عَسَل

وشدّد المرجع على أن "الخبرة التي أمضاها جعجع في السّجن، والتي جعلته مُحترماً في فكر الكثير من المسيحيين، سجّلته في أذهانهم كناسك زاهد بالسلطة، والمال. وهو ما أعاد تأكيده بدعمه وصول رئيس الجمهورية ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بعد تاريخ طويل من العداء السياسي بينهما. وبالتالي، الغرق في الانتخابات النيابية، والغوص في انتظار نتائجها، وبالتحضير لترشيحاتها، ليس هو ما كان ينتظره المسيحيون من جعجع، لا سيّما أنه أكثر الأطراف الذين لم يتورّطوا بالتلذُّذ بعَسَل "حزب الله" السلطوي، بعد عام 2005".

 

نطاق واسع

وأكد المرجع أن "التحضير للانتخابات النيابية ليس عيباً. ولكن ما يطلبه المسيحيون من "القوات" هو النّزول الى الأرض أكثر، والشّعور بالنَّفَس المسيحي المُعذَّب الموجود فيها، وبعَدَم حصر الاهتمام بالاستفادة من مرحلة ما بعد ظهور ضُعف "التيار الوطني الحرّ" سياسياً".

وأضاف:"هل يجوز لمن يسعى الى أكثرية نيابية، وربما الى رئاسة الجمهورية مستقبلاً، في دولة مدمّرة معيشياً، أن يقف وكأن ما بيده حيلة، يتفرّج على آلاف المسيحيّين يُعانون؟ أين هي المشاريع والبرامج التي يمكن لـ "القوات" القيام بها، في عدد من المناطق، حتى ولو أنها ليست قادرة على أن تحلّ مكان الدولة؟ وأين استثمارها لعلاقاتها الخارجية لفائدة المسيحيين على الأقلّ، وذلك على غرار مكوّنات لبنانية أخرى، تتسابق مختلف أحزابها وتياراتها على توفير المساعدات الداخلية والخارجية، لها، على نطاق واسع؟".

 

أكثر

وأشار المرجع الى أن "مصير المسيحيين واللبنانيين لا يرتبط بتخفيض سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بعد انتخابات نيابية. ومن يُتوقَّع ارتفاع عدد كتلته النيابية الى 18 أو الى 20 نائباً ربما، لا ينتظر منه المسيحيون تركهم يتعذّبون لما بعد أشهر، خصوصاً أن الحلول الكبيرة التي سيكون لبنان من ضمنها، هي بعيدة جدّاً، والكلّ يُدرِك ذلك".

وأضاف:"دَعَمَ المسيحيون، ولا يزالون، "القوات اللبنانية" بعد أحداث الطيونة، لا لتسقط في فخّ انتظار الانتخابات النيابية فقط، بل لأنهم وجدوها صادِقَة في سعيها للعمل على تحريرهم، وتحرير لبنان، من السلاح غير الشرعي. وهذا يستحقّ أكثر من تخفيض سعر صرف دولار السوق السوداء الى الـ 25 أو الـ 20 ألف ليرة، بعد الانتخابات النيابية".

 

سقوط

ولفت المصدر الى أن "المعركة السياسية في البلد صعبة، وهي تحتاج الى عقيدة تُواجه فريق الاحتلال الإيراني، جنباً الى جنب الشّعور بوجع الشارع، وهو ما يُمكنه جذب المسيحيين غير الحزبيّين الى "القوات"، التي توقّعنا ونتوقّع منها الكثير، خلال المرحلة القادمة".

وختم:"ما يحتاجه المسيحيون، هو عقيدة حزبيّة ترفع لواء توازن الرّعب في وجه "حزب الله"، وليس من يتوسّع نيابياً أو حكومياً، ببعض المقاعد. هذا نقوله لـ "القوات"، التي إذا لم تتدارك خطابها السياسي سريعاً، وإذا لم توسّع مروحة عملها الإنساني، الى جانب الانتخابي، فإنها ستُصبح الفريق المسيحي القوي الثاني، الذي يسقط، والذي سيفرح المتفرّجون بسقوطه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار