هل نحن مقبلون على ربيع ساخن ؟ هل يقع ما هو أعظم؟
كارول سلّوم – "أخبار اليوم"
في كل منزل لبناني دون استثناء ، ثمة من استدرك ولا يزال يستدرك قائلا: "لو كنا نعلم ما سيحل بنا، لكنا قمنا بالإحتياطات المناسبة، تبضعنا واكثرنا من التخزين، وربما حجزنا مستودعا لإحتياجاتنا... والأهم من كل ذلك كنا تشاورنا بالحل الأنسب لتأمين ديمومة متواضعة للكهرباء".
لن ينتهي الكلام، فلسان حال اللبنانيين واحد: ماذا بعد أو ماذا أكثر؟
تلف الحيرة عقول العدد الكبير من المواطنين بشأن غياب القدرات على الاستمرار في ظل إرتفاع الأسعار وبقاء الرواتب على حالها وانهياراتها مستمرة أمام سعر الصرف.
هناك قلة من اللبنانيبن ممن اعتاد على فكرة الانهيار، وهناك ممن غلبه بواقع معين ولكن هناك ممن تغلب الانهيار عليه، فبات فريسة سهلة له.
كل ذلك والمشهد المحلي لا يزال سوداويا ومن المرجح أن يبقى على ما هو عليه.
والسؤال: هل نحن مقبلون على ربيع ساخن ؟ هل يقع ما هو أعظم؟... كل شيء وارد في بلد صفته التعطيل وجر شعبه إلى الهاوية.
تتنقل عبارة "لو" كالنار في الهشيم بين معظم الفئات اللبنانية. فلو ابتعنا هذه القطعة اليوم ولم ننتظر إلى الغد، ولو اشترينا مجموعة ولو ...
فأرتفاع الدولار يرفع الأسعار حكما، ولا تنخفض بأنخفاضه.
الأمثلة التي تعلمها اللبناني من واقعه تصلح لأن تروى كقصص، وربما يشهد التاريخ على ذلك .
وتقول نادين لوكالة "اخبار اليوم" أنها لم تكن تؤمن كثيرا بالمثل القائل: خبي قرشك الابيض ليومك الأسود، لكنها تندم اليوم ليس على موضوع المال بل على استهتار وعدم تمكنها من شراء احتياجات متعددة كانت في أسعار زهيدة ولاسيما تلك الإلكترونية وغيرها وغيرها.
ويقول محمد أن هناك صورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثناء فترة الحجر في بداية تفشي وباء كورونا عن منزل جهز نفسه بجميع ما يشتهيه من أطعمة وما يحتاجه من مواد تنظيف، مؤكدا أن معظم من شاهد هذه الصورة ضحك وقال ان في الأمر مبالغة، إنما اليوم ولدى مراجعة نفسه، يقول: "لو فعلت ذلك وقتها".
لكن نجاة تخالفه الرأي وتوضح ان كله زائل وما نخزنه سيأتي يوما ونستخدمه، الحل ليس بالتخزين بل بالمعالجات الأساسية التي تضمن للبنانيين استمراريتهم فقط .
إقرأ ايضا: وِلعّت بين المركزي والصراف الأسود.. فمن سينتصر؟