بسام ابو زيد - icibeyrouth
عودة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان في أوائل شباط المقبل تعني بالنسبة لمتابعي ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أن هناك جديدا يحمله في هذا الموضوع،ولكن المعلومات المتوفرة لدى هؤلاء حتى الآن لا تتضمن أي تفاصيل عما يحمله وما إذا كان سلبيا أم إيجابيا،إلا أنه بالتأكيد يحمل جوابا إسرائيليا يتعلق بالطرح اللبناني للتوصل إلى اتفاق.
ويتوقع هؤلاء أن تسبق الزيارة بأيام تسريبات من الجانب الأميركي عن الأفكار والأجوبة التي يحملها لجس نبض رد الفعل اللبناني وما إذا كان هناك بالفعل موقف لبناني موحد او أن وجهات النظر لا تزال مختلفة ولا سيما بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب باعتبار أن شد الحبال في هذا الموضوع قد يتصاعد بين الجانبين نتيجة لتفاقم الخلافات السياسية بينهما.
الطرح اللبناني الذي حمله هوكستين إلى الإسرائيليين كان يقول بأن البلوكات الجنوبية ٨ و٩ و١٠ يحب أن تبقى بأكملها ضمن المنطقة الخالصة الاقتصادية اللبنانية أي أن تكون حدودها الخط ٢٣ وهو خط مستقيم،ولكن الجانب اللبناني طالب بأن يكون حقل "قانا" الموجود في البلوك رقم ٩ والممتد إلى ما بعد الخط ٢٣،ضمن المنطقة اللبنانية أيضا ما يعني أن هناك تعرجا يجب أن يطرأ على الخط ٢٣ باتجاه الجنوب كي يصبح الحقل كاملا تحت السيادة اللبنانية،ما يعني أن يتمدد البلوك ٩ اللبناني إلى البلوك ٧٢ الذي تدعي إسرائيل سيادتها عليه.
هذا الطلب اللبناني هدفه ألا يكون حقل "قانا" مكمنا مشتركا بين لبنان وإسرائيل وألا يضطر لبنان للدخول في اتفاقات مع الإسرائيليين برعاية الأمم المتحدة من أجل تقاسم الحصة المشتركة وما يمكن أن ينجم عن ذلك من خلافات جديدة قد تؤدي للمزيد من التأخير في بدء عمليات التنقيب والاستكشاف في البلوك رقم ٩ لا سيما وأن شركة توتال المعنية بهذا الموضوع كانت قد أبلغه وزير الطاقة وليد فياض بأنها لن تقوم بأي نشاط في هذا البلوك قبل حل النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل.
زيارة هوكستين هذه المرة يصفها المتابعون بأنها مفصلية وأن بيده أوراقا كثيرة سيحاول الضغط فيها على المسؤولين اللبنانيين، وأبرز أوراق الضغط هذه أن الولايات المتحدة ترغب بمساعدة لبنان على تخطي الأزمة الاقتصادية والمالية وأن أحد الأبواب لذلك هي الاتفاق على المسألة الحدودية البحرية وبدء العمل هناك كي يعود لبنان إلى خارطة الاهتمام الدولي من باب النفط والغاز وما يفرضه ذلك من وضع حدودي جديد في السياسة والأمن بين لبنان وإسرائيل.