الوضع يتأرجح بين محاولة الحدّ من الخسائر وبين "مكانك راوح"
ألين فرح – "أخبار اليوم"
رغم انها مطلب دولي للمسار الديموقراطي، إلا ان الانتخابات النيابية، إن حصلت، لم تعد المحور الأساس في تغيير المعادلة القائمة في البلد. صحيح أنها نقطة انطلاق لتتبعها الانتخابات الرئاسية، لكن ثمة تقارير واستطلاعات أجرتها بعض عواصم القرار المهتمة بالشأن اللبناني، وتحديداً مَن تريد انتزاع الأكثرية النيابية من يد "حزب الله" وحلفائه والإنتهاء من عهد الرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر"، تفيد بأن المجتمع المدني المدعوم من هذه العواصم والمقسوم على نفسه لن يستطيع تحقيق النتائج التغييرية المطلوبة.
في السياق، ورغم المحاولة لإعادة لمّ شمل "القوات اللبنانية" مع "المستقبل"، فإن دونها عقبات ومطبّات كثيرة، تبدأ بعدم وقوف الدكتور سمير جعجع الى جانب الرئيس سعد الحريري لحظة إجبار الأخير على تقديم استقالته من المملكة العربية السعودية وصولاً الى معارضته له بكل القرارات على طاولة مجلس الوزراء، وصولاً الى اتهامه بمحاولة "وراثته" في الشارع السنّي وانتزاع الأرضية الشعبية... من دون إغفال عقبات محاولة "حزب الله" جمع حلفائه المتخاصمين.
في المقابل، ثمة من يعوّل على دور فرنسي متجدد للخروج من الأزمة المتفاقمة أو مبادرة جديدة علّها توقف الانهيار، رغم عودة "الثنائي الشيعي" الى حضور مجلس الوزراء مواكبة للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وكي لا يتمّ تحميله مسؤولية الانهيار المالي. لكن مصادر ديبلوماسية تفيد انه في الوقت الراهن لا مبادرة فرنسية ولا من يحزنون، قبل الانتهاء من الانتخابات الفرنسية أولاً، رغم اهتمام "الأم الحنون" بتحسين الوضع اللبناني السياسي والمالي عموماً وبإعادة إعمار المرفأ وبقطاعي الكهرباء والنفط لمصلحة الشركات الفرنسية، وكذلك قبل الانتخابات النيابية في حال حصلت، وبالتالي سيبقى الوضع يراوح مكانه الى ذلك الحين.
وإن كانت التكهنات بتغيير ما بنتائج الانتخابات أو إعادة فرز أغلبية جديدة أو معادلة أخرى في غير محلها، في حين لم تتكشف بعد التحالفات والمصالحات بين الأحزاب والتيارات المتنازعة التي تعمل على انتزاع الأكثرية النيابية (علماً أن أي أكثرية لم تستطع يوماً فرض إرادتها وتحقيق ما تريده في لبنان نتيجة التناقضات الكثيرة).
وبالتالي، فإن انعقاد مؤتمر حوار جامع لن يكون قبل انتهاء المفاوضات النووية من جهة والمفاوضات الايرانية - السعودية من جهة أخرى، مع ما يستتبعهما من إعادة رسم خريطة المنطقة وتخفيف النفوذ الإيراني وحتى العودة القريبة للمفاوض الأميركي آموس هوكشتاين... وخصوصاً أن ثمة بوادر إيجابية في إعلان الرياض وطهران إعادة فتح سفارتيهما والأجواء الإيجابية المتأتية من فيينا…
لكن الى ذلك الوقت، سيبقى الوضع يتأرجح بين محاولة الحدّ من الخسائر وبين "مكانك راوح".
إقراء ايضا: الوضع يتأرجح بين محاولة الحدّ من الخسائر وبين "مكانك راوح"