سرّ الأحرف الخمسة... دولارات "تحت التاسع أرض"!؟ | أخبار اليوم

سرّ الأحرف الخمسة... دولارات "تحت التاسع أرض"!؟

انطون الفتى | الإثنين 17 يناير 2022

وما أدراكُم؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في يوم الارتحال بالرّوح الى عُمق أعماق الصّحراء، لملاقاة "أب الرّهبان" (القديس أنطونيوس الكبير)، نبقى بالجسد في المدينة، التي نتخبّط فيها بأزمة ومن دونها، خصوصاً أن مُنطلقات الضّيق الذي نعيشه في بلادنا هي أخلاقية، قبل أن تكون بالجداول والأرقام.

 

أجنحة

الصّلاة والعمل، هما أجنحة التّحليق من عالم الجسد، الى عوالم الرّوح. فبالعمل، تنشغل الأفكار والأنفُس عن أعمال الجسد. أما بالصّلاة، فتتطهّر الأجساد، وتتنقّى الأنفُس، والأرواح. وهو المنهج الذي يساعد على الفوز بالقداسة، سواء في عُمق البريّة أو الصّحراء، أو في قلب ضجيج المدينة.

 

مجهود

لن نستفيض بالحديث عن القدّيس أنطونيوس الكبير، وسنعود الى مدينتنا اللبنانية تحديداً، حيث اللاعمل، واللاصلاة.

فقر كثير، وجوع أكثر. وهذا لا يُمكن حصر معالجته بزمن معيّن، ولا بمساعدات مرحليّة، ولا بالاكتفاء بالتعبير عن الفرح والغبطة بتفعيل العمل الحكومي الجزئي، ولا بتمنّي توسيعه، ولا بانتظار انتخابات نيابية.

فقر كثير، وجوع أكثر، حيث لا يُمكن الاتّكال على زيارات اغترابية لمعالجة ذيولهما، "بالهوا"، بلا أي مجهود ينظّم، ويرتّب، وينسّق، ويتقصّى...

 

تشاغُل

هنا نتحدّث عن كل ما في دولة "فالج لا تعالج"، حيث التشاغُل الحزبي والسياسي العام، وحتى الديني غير الروحي، أي ذاك الغارق في المؤسّساتية الدينية على حساب الرّوح، (التشاغُل) بالتكاليف والخسائر والأرباح المدرسية، وبالهويّة الوطنية والكيان، وبالإمساك بمناصب وكراسٍ وأكثريات، من أجل المنصب والكرسي والأكثرية، وليس من أجل الحفاظ على وجه المسيح في لبنان، وفي من يشغل هذا المنصب، أو ذاك الكرسي.

 

إشعال

مؤسف أنه في كل مرّة نتحدّث فيها عن تلك الأمور، نجد من يقول لنا، وما أدراكُم ماذا فعلنا ونفعل؟ وكيف ساعدنا ونساعد؟ في محاولة للردّ ولو "بيشو ما كان" على الإشارة الى التقصير الكثير.

فعلى سبيل المثال، أين تجنيد الطاقات الاغترابية، القادرة على سدّ حاجات الكثير من أفقر فقراء البلد، بما يبتعد عن زيارة لبنان خلال مناسبات وأزمنة محدّدة، لإخفاء الدولارات "تحت تاسع أرض" و"تتخيتات" وصناديق بعض المنازل، والمقرّات، أو غيرها؟

 

حوار

يحقّ لكلّ إنسان بأن يعيش كما يريد. ولكن من المُخجِل أن نجد في بلادنا، من بإسم العشيرة ربما، أو حتى التعصُّب الدّيني أو السياسي، أو بسبب المحبّة ربما، أو لأسباب أخرى، يسند أهل بيئته، وأبناء منطقته، ويجهد لمنع الجوع عنهم، ويستبسل في عزّ الأزمة لتوفير المحروقات، والطعام، والدواء، وحتى أبسَط الحاجات، لكلّ زاروب، وبيت في بعض المناطق، مقابل غياب أي عمل من هذا النّوع في مناطق أخرى، وسط الكثير من "العَلْك" و"اللّت" الانتخابي، والحكومي، والحواري...

 

أحرف

عودة الحكومة الى الاجتماع، لدراسة الملفات الاقتصادية، سيحصل يوماً. وما بين العودة، والدّراسة، مرحلة من اللاصلاة، واللاعمل، في بلد لا هو صحراء نسكيّة (أي بلد اللاصلاة)، ولا هو مدينة (أي بلد اللاعمل).

وإذا كنّا في لا صحراء، وفي لا مدينة أيضاً، فهذا يعني أننا في اللاأرض، أي اننا شعب اللاجسد، واللاروح لهم. وهنا نقول إننا نعيش في الأحرف الخمسة،

الأول: ا

الثاني: ل

الثالث: م

الرابع: و

الخامس: ت

و"يمكن هيك ألطف شوي"، حتى لا يُقال إننا نحبطكم!!!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار