بين "حياد" لبنان و"صفر مشاكل" الإماراتية... مواجهة عسكرية؟! | أخبار اليوم

بين "حياد" لبنان و"صفر مشاكل" الإماراتية... مواجهة عسكرية؟!

انطون الفتى | الأربعاء 19 يناير 2022

درباس: كثيرون جرّبوا اعتماد "صفر مشاكل" ولم ينجحوا

مصدر: درس تعلّمته الإمارات عن أن لا مكان لذلك بلا أسنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل فشلت سياسة "صفر مشاكل"، التي اعتمدتها الإمارات منذ عام ونصف تقريباً، بدءاً من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وصولاً الى الانفتاح على "أعداء" الأمس (بنسبة أو بأخرى) مثل إيران وتركيا، وبموازاة الاحتفاظ بصداقاتها الخليجية والعربية التقليدية؟

وهل فشلت سياسات اعتماد الانفتاح الاقتصادي والمالي والتجاري والاستثماري، كأسلحة فتّاكة تشتري هدوء الخصوم، و"تروّض" عداواتهم، بالضّربة "الحوثيّة" التي تلقّتها (الإمارات) قبل يومَيْن؟

 

إعادة تقييم

قد يكون لإيران خصوصياتها في استعمال الرسائل الأمنية، جنباً الى جنب الحفاظ على مصالحها. وقد يكون صمت خصومها، وعَدَم ردّهم عليها بالسّلاح نفسه، سياسة مقصودة تهدف الى الهرب من مواجهة ما هو أعظم.

ولكن بين هذا الاحتمال، وذاك، يبدو لبعض المراقبين أنه لا بدّ للإمارات من إجراء إعادة تقييم لسياسات الانفلاش التي قامت بها في السابق، وخصوصاً تلك التي حصلت خلال الأشهر الأخيرة، تحت ستار "صفر مشاكل"، والتي قادتها الى إيران وسوريا من دون ملموسات واضحة، حتى الساعة.

 

صمت

والدّليل على ذلك، هو عَدَم الحماسة السوريّة في استنكار الهجوم "الحوثي"، رغم المشاريع الكهربائية، والمنافع السوريّة الأخرى والكثيرة، من جراء الانفتاح على الإمارات. بالإضافة الى صمت الكثير من "المُمانِعين" الذين يشكّلون صِلَة وصل على خطّ إيران - ميليشياتها - الإمارات، في لبنان والمنطقة، عن استنكار الهجوم "الحوثي"، وبرودتهم تجاهه.

 

عسكرية

ورغم توفّر البنية التحتيّة العسكرية القادرة على لَجْم الخصوم، داخل الأراضي الإماراتية، إلا أن استعمالها أو عَدَم استعمالها يستند الى مُنطَلَقات هشّة، لا يُمكن تغييرها بالمال والاقتصاد والمصالح، فقط، وهي ترتبط بالتركيبة الإماراتية التقليدية، أي تلك التي تختلف عمّا أصبحت عليه الإمارات اليوم.

 

درباس

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "كثيرين جرّبوا اعتماد سياسة "صفر مشاكل"، ولم ينجحوا".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا شيء إسمه "صفر مشاكل، بل تخفيض المشاكل الى حدّ أقصى، وعلى قدر المستطاع، مع عَدَم السّماح بانعكاساتها على أكثر من المسموح به، في مرحلة معينة. وهذا يعني السيطرة على المشاكل، بدلاً من السماح بسيطرتها على البلد، أو على منطقة معينة".

وختم:"طالما أن دولة معيّنة تتشارك حدودها وسياساتها مع غيرها، فهذا يعني أنها غير قادرة على الابتعاد عن المشاكل. والفارق كلّه هو بين أن تكون المشاكل مضبوطة، أو لا".

 

مصدر

وفي سياق متّصل، أشار مصدر واسع الاطّلاع الى أن "محاولات تحييد البلدان عن المشاكل والصّراعات، سواء بالمال، أو بالاقتصاد، أو بأساليب أخرى، لا تنجح وسط بحر هائج، ومنطقة مشتعلة بمشاكل كثيرة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الهجوم "الحوثي" شكّل درساً تعلّمته الإمارات، حول أن لا مكان لـ "صفر مشاكل" بلا أسنان، أو حتى بلا أنياب. وبتعبير آخر، لا مجال للنّجاح النّاعم في المنطقة، بلا تفعيل القدرة على استخدام القوّة العسكرية، ولو بشكل غير مباشر".

وختم:"لا مجال لنجاح سياسات "صفر مشاكل" أو "الحياد"، على غرار من يسيّج نفسه، أو من يشتري أمنه، فقط. ففي الإمارات، المشكلة موجودة في الخارج، أي في إيران، وهو ما يجعل من "صفر مشاكل" مستحيلة بلا إظهار القدرة العسكرية الإماراتية في الخليج. أما في لبنان، فالمشكلة داخلية، وهي بالطّرف السياسي "المُمانِع"، بشقَّيْه السياسي، والعسكري غير الشرعي، وهو ما يتطلّب مساعدة من الأمم المتحدة، ومن القواعد القانونية التي تمتلكها، والقادرة على حماية الحياد اللبناني".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار