طائرة لبنانية مخطوفة... الطيّار أُصيب بجلطة دماغية ومساعده بذبحة قلبية!!! | أخبار اليوم

طائرة لبنانية مخطوفة... الطيّار أُصيب بجلطة دماغية ومساعده بذبحة قلبية!!!

انطون الفتى | الخميس 20 يناير 2022

مصدر: مسؤولية القوى "المدنية" عن الانهيار لا تقلّ عن مسؤولية الطبقة السياسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

طائرة مخطوفة، تحلّق في كل الأجواء، ولا مطار قادراً على استقبالها. الطيّار أُصيب بجلطة دماغية، فيما أُصيب مساعده بذبحة قلبية، وهي تكمل طريق تهاويها، بين مخطوفين مغلوب على أمرهم، وخاطفين يُدرِكون أن كلفة الهبوط باتت صعبة جدّاً، وغير مضمونة، انطلاقاً من أن من يقومون من بينهم بلَجْم الارتطام أرضاً، غير جديرين بقيادة دراجة هوائية.

 

لا ثقة

هذا هو وضع لبنان مع الأسف، على مسافة قليلة من انتخابات نيابية، بدأ المتسابقون يتنافسون على التحضير لها، في الوقت الذي لا يُمكن الوثوق بأيّ منهم.

هنا لا نحصر حديثنا بالقوى السياسية والحزبية التي فقدت مصداقيّتها منذ وقت طويل، بل بمختلف أطياف المجتمع المدني، الذي لم يفشل فقط على مستوى عَدَم بلْوَرَة قيادة واضحة، بل أيضاً على صعيد أن مختلف مكوّناته المُعلَنَة فشلت في تنظيم أو الحدّ من أي انهيار، معيشي، وحياتي، وصحي... خلال العامَيْن الماضيَيْن، وهو ما يُفقدها أي مصداقية، ويجعلها غير جديدة بالحصول على أصوات الناس.

 

كيف؟

فكيف نصوّت لمن لا نعلم من هم على حقيقتهم؟ وكيف نثق بالعناوين الإصلاحية التي رفعوها بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019، طالما أن مشكلة حياتية واحدة، من تلك التي عصفت بلبنان بين عامَي 2020 و2022، لم تُحَلّ على يدهم، رغم كثرة الاختصاصيين والخبراء في صفوفهم؟

 

ثلاثة أطراف

لفت مصدر سياسي الى أن "ما سُمِّيَ بثورة في أواخر عام 2019، لم يَكُن أكثر من انتفاضة، شكّل عصبها الأساسي في بداية انطلاقتها ثلاثة أطراف، هي:

*الأول، الشعب، وهو المجتمع العائلي تحديداً، لا المدني العام، غير المتحزِّب، الذي صرخ معيشياً وحياتياً، في الساحات

الثاني، الأحزاب السيادية، التي نزلت وقطعت الطُّرُق

الثالث، الجمعيات غير الحكومية، بهيئة ما سُمِّيَ بالمجتمع المدني.

 

سقطت

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "كلّ شيء كُشِفَ عندما انسحب المجتمع العائلي من الانتفاضة. فظهرت جماهير الأحزاب السيادية، والجمعيات غير الحكومية، التي اختلطت ببعضها، ومع أحزاب "المُمانَعَة" التي نزلت الى الشارع أيضاً، مع القوى التي ترغب بتغيير النّظام، وبالانقلاب على كل شيء، فبدأت أعمال العنف. وهو ما أدّى الى انسحاب جماهير الأحزاب السيادية بعد مدّة، خصوصاً عندما تركّزت العناوين في الشارع على محاربة الفساد، بتجاهُل تامّ للملفات الوطنية والسيادية كالسلاح غير الشرعي، وسطوته على الدولة والاقتصاد، وأثره على الانهيار المالي والاقتصادي. وهكذا سقطت الانتفاضة".

 

فشلوا

وأشار المصدر الى أن "المجموعات التي سُمِّيَت "مدنيّة"، فشلت في تكوين وحدة موحّدة، فقدّمت نموذجاً مُماثِلاً لفشل الطبقة السياسية والحزبية، ولانقساماتها، ولتعدّد امتداداتها الخارجية، ولعَدَم تقديم شخصيات سياسية جديدة قادرة على الحُكم. وبالتالي، كلّ جماعة مدنيّة مكوّنة من عدد محدود، شكّلت مجموعة ومنصّة، ووضعت برنامجاً مختلفاً عن غيرها، فاختلفوا، وانقسموا على بعضهم".

وأضاف:"كما توزّعت أكثرية هؤلاء على السفارات، من أميركية، وفرنسية، وبريطانية، أو حتى سفارات دول أوروبا الشمالية أيضاً، وغيرها، بلا برامج موحّدة، وبلا قيادة، وبلا نظرة واضحة الى القضايا الوطنية والسيادية، فساهموا بزيادة الانهيار المالي والاقتصادي بين 2020 و2021، نظراً الى فشلهم في تشكيل الإطار السياسي القادر على انتشال لبنان".

 

تمويل

وأكد المصدر أن "مسؤولية تلك القوى "المدنية" عن الانهيار، لا تقلّ عن مسؤولية الطبقة السياسية والحزبية، التي أفشلت البلد، والتغيير. وبالتالي، ساعد المجتمع المدني هذا على التوغُّل بالانهيار، وبنموّ السوق السوداء التي شارك بالعمل فيها، وبالتموُّل منها، وهو ما أسقط هؤلاء كلّهم من عناوين مكافحة الفساد".

وختم:"كما أن التمويل الخارجي لهؤلاء، يظهر في أنشطتهم، ومؤتمراتهم، المُكلِفَة جدّاً، والمستمرّة، في عزّ مرحلة الانهيار اللبناني. وهذا ما سمح للقوى السياسية والحزبية التقليدية، الحاكمة والمُعارِضَة، بالسيطرة على المشهد الانتخابي اليوم، على المستويات كافّة. وهو ما يعني أن كل الذين قدّموا أنفسهم بصورة المدنيّين، ليسوا جديرين بأن يكونوا قادةً للتغيير المطلوب في البلد.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار