الأميركيون يتراجعون في الشرق الأوسط واليهود يتقدّمون... صدفة؟! | أخبار اليوم

الأميركيون يتراجعون في الشرق الأوسط واليهود يتقدّمون... صدفة؟!

انطون الفتى | الخميس 20 يناير 2022

مصدر: العلاقات الإسرائيلية - الأميركية تقدّم النّموذج الأقوى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل هي صدفة أنه في الوقت الذي يُعاد فيه "احتضان" اليهود، إجتماعياً وثقافياً... في مجتمعات شرق أوسطية عدّة، يخفّض الأميركيون حضورهم العسكري من الشرق الأوسط، بموازاة دخول روسيا والصين بثقلهما الجيو - سياسي الكبير، في المنطقة نفسها؟

 

تعاون

روسيا باتت على حدود إسرائيل في سوريا، بقواها العسكرية، منذ عام 2015. ومعلوم أن هذا ما كان يمكنه أن يحصل لولا موافقة إسرائيلية. كما أن الصين تقترب من إسرائيل، بزيادة علاقاتها المتشعّبة مع إيران، وهذا ما كان ليحصل أيضاً، بحسب أكثر من مصدر خبير في الشؤون الدولية، لولا موافقة إسرائيلية، تشمل وثيقة التعاون الاستراتيجي الصيني - الإيراني.

 

عقود

يتحدّث مراقبون عن أنه بعد عقود من تصاعُد القومية العربية، والحركات الإسلامية، بمفاعيلها الإيديولوجية المتعدّدة، وصل اليهود اليوم الى مرحلة تجاوز محرّمات كثيرة، تحكّمت بالإفصاح عن هويّتهم، وبعملهم، وبحركتهم، في عدد من بلدان المنطقة، خلال العقود الماضية. وهذا يتجاوز اتّفاقيات التطبيع العربية - الإسرائيلية الأخيرة.

 

علاقة؟

ووصلت الأمور الى درجة تقبُّل فكرة التعرّف الى الهويّة اليهودية في الطعام، والشراب، والعادات الاجتماعية، والأفلام، والأدب، وإسكات رجال الدّين المسلمين الذين يُنادون بقتل اليهود. بالإضافة الى تقبُّل ممارسة العبادات اليهودية، في مجتمعات شرق أوسطية عدّة مؤخّراً، في مشهد مختلف عن الماضي.

فما علاقة إظهار الحضور اليهودي في المنطقة، وبلا خوف اليوم، بتراجع الحضور العسكري الأميركي من الشرق الأوسط، وبزيادة الحضور الروسي والصيني فيه؟

 

أصول يهودية

أوضح مصدر خبير في شؤون الشرق الأوسط أن "صفقة القرن" من جهة، والاتفاقيات "الإبراهيمية" من جهة أخرى، طُبِخَت في الأساس على انسحاب أميركي، أو على تقليص الحضور الأميركي في المنطقة، بهدف تسهيل تعزيز العلاقات العربية مع دولة إسرائيل".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اليهود كجماعة دينية وثقافية، ينتشرون في الشرق الأوسط عموماً منذ زمن بعيد، وكجزء من النّسيج الشعبي لتلك المنطقة. أما عَدَم خوفهم من الظّهور الى العَلَن حالياً، في عدد من البلدان، فيعود لأسباب سياسية. ولكن لا تزال بعض المجتمعات رافضة لفكرة التخالُط بهم، ولا تتقبّلهم، وذلك رغم أن كثيراً من المستشارين السياسيين في دول عربية عدّة، هم من أصول يهودية في الواقع".

 

النّموذج الأقوى

وأشار المصدر الى أن "هناك نوعاً من انكفاء أميركي عن المنطقة، يحتاج الى بديل تثق به إسرائيل. وهذا البديل يُمكنه أن يكون روسيا، بعلاقات اقتصادية قويّة مع تل أبيب، وبوجود جيش روسي في سوريا، وبعلاقات اقتصادية ونفطية روسيّة - عربية، وروسية - سعودية، متينة جدّاً. هذا طبعاً الى جانب تطوّر العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية - الصينية أيضاً، وأثر ذلك على مستقبل الشرق الأوسط".

وختم:"هل تُصبح إسرائيل الحليفة للغرب تقليدياً، أقرب الى الشرق مستقبلاً؟ هذا ممكن من حيث تطوّر علاقاتها مع موسكو وبكين. ولكن العلاقات الإسرائيلية - الأميركية لا تزال تقدّم النّموذج الأقوى، على الصّعيد الدولي، حتى الساعة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار