القطاع الصحي على مشارف "انهيارات كبيرة"... والأبيض يحذّر | أخبار اليوم

القطاع الصحي على مشارف "انهيارات كبيرة"... والأبيض يحذّر

| الجمعة 21 يناير 2022

"رويترز"

يتداعى نظام الرعاية الصحية اللبناني وسط أزمة اقتصادية طاحنة أدّت لنزوح جماعي لآلاف الأطباء والممرضين وإجبار مستشفيات خاصة على إغلاق بعض أقسامها بما شكّل مزيداً من الضغوط على القطاع الصحي الحكومي الذي يتعرّض بالفعل لما يفوق طاقته.

في السياق، قال وزير الصحة فراس الأبيض لـ"رويترز" هذا الأسبوع "إذا استمرت هذه الأزمة وطالت من غير إيجاد حلول، طبعاً نحن سنقترب أكثر مما ذكرته من انهيارات كبيرة".

بدوره، يقول جوزيف الحلو مدير العناية الطبية في وزارة الصحة إن "المستشفيات الخاصة في البلاد، التي اعتبرت في وقت من الأوقات مركزا إقليميا للعلاج الطبي، كانت تشكّل 80 بالمئة من المؤسسات الطبية والخدمات الصحية قبل الأزمة، لكن الآن لم يعد لدى الكثير من الناس القدرة المالية للجوء إليها وأصبحوا يتجهون لمستشفيات الدولة".

وأشار الحلو إلى أن "الوزارة كانت تغطي فواتير الرعاية الطبية لنحو 50 بالمئة من السكان قبل الأزمة، أما الآن فنحو 70 بالمئة من المواطنين يطلبون المساعدة بما فرض ضغوطاً إضافية على ميزانية الوزارة الآخذة أصلا في التقلص". وأضاف أن "ديوناً ضخمة تتراكم في المستشفياتً.

وأوضح الحلو أن "ميزانية الوزارة بالدولار كانت توازي 300 مليون دولار قبل الأزمة لكنها تعادل الآن 20 مليون دولار بعد انهيار العملة".

في الإطار، سارع محمد قاسم (37 عاماً) بنقل زوجته الحبلى في شهرها الخامس في طفلهم الخامس لمستشفى رفيق الحريري في بيروت بعد أن تعرضت لنزيف غير معروف السبب. لكنه قال إن المستشفى رفض قبول دخولها حتى وصل قريب له لدفع مبلغ مقدماً.

وقال لـ"رويترز" من أمام المستشفى هذا الأسبوع "يعني إذا أنا ما معي مصاري، شو بعمل؟ هيدا السؤال. بتموت مرتي يعني؟"

ويضطر المرضى وذووهم في العادة للدفع مقدماً حتى لو كانت وزارة الصحة تغطي تكاليف علاجهم.

واضطرت فيفيان محمد للاعتماد على التبرعات الخيرية لسداد مبلغ مقابل إجراء جراحة لزوجها. وقالت بعد أن انتظرت طويلاً الرعاية الصحية المطلوبة "كان واحد يروح مثلاً على مستشفى... مستشفى الرسول الأعظم أو شي.. مستشفى خاص يعني.. كان قبل، بس هلق الحالة كتير كتير تدهورت".

ولفت الحلو إلى أنّ "نحو 40 بالمئة من العاملين في القطاع الصحي، أي نحو 2000 ممرّض وممرّضة و1000 طبيب، غادروا بالفعل لبنان خلال الأزمة وتوجه أغلبهم لأوروبا ودول عربية في الخليج".

وتابع: "كثيرون منهم من أصحاب التخصصات ممّا أجبر بعض المستشفيات الخاصة على إغلاق بعض الأقسام مثل أقسام الأورام أو القلب أو العظام أو الأطفال لأنها لا تجد أطباء لتشغيلها".

وقال وزير الصحة إن "البلاد بحاجة إلى التوصّل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ إصلاحات لتتمكن من الحصول على دعم من الجهات المانحة".

وأضاف: "لا شك أن لبنان بلد مريض الآن. ولكن السؤال الأساسي الآن، هل هو مرض ميؤوس منه أو هل هو مرض يمكن التعافي منه؟ ما نقوله نحن إنه لا، نحن إيماننا أن المرض الموجود حالياً يمكن التعافي منه ويمكن للبنان أن يسترجع عافيته. ولكن لكي يسترجع عافيته مثل أي شي نقوله للمريض، إنه فيه وصفة طبية معيّنة يجب أن يلتزم بها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار