ماذا يعني غياب الحريري و"المستقبل" عن المشهد الانتخابي؟ | أخبار اليوم

ماذا يعني غياب الحريري و"المستقبل" عن المشهد الانتخابي؟

ألين فرح | الإثنين 24 يناير 2022

ومن الوريث في مختلف الدوائر؟!

ألين فرح- "أخبار اليوم"

رغم الاهتمام الذي ستحصده الجلسة الأولى لمجلس الوزراء اليوم بعد انقطاع دام شهوراً مع توقع المزيد من الاعتراضات على الموازنة المخيبة، إلا أن ثمة ترقباً للموقف الذي سيعلنه رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري عن أسباب عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية وتياره، رغم التحركات الشعبية المتضامنة معه والرافضة موقف العزوف.

لا يحبّذ الرئيس نبيه بري ولا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عزوف الحريري وغيابه عن الساحة الانتخابية في هذا الوقت بالذات، وكذلك "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لما له من ثقل سنّي ولما يمثّل من اعتدال مطلوب. وحدها "القوات اللبنانية"، حليف الأمس والتي اختلف معها الحريري منذ العام 2017، كما معظم الأحزاب المسيحية لم تعلّق على موقف الحريري ربما في انتظار إعلانه العزوف رسمياً بعد الظهر.

لكن عملياً ماذا يعني غياب الحريري وتياره عن المشهد الانتخابي؟ لا بدّ من التأكيد أن غيابه عن المشاركة (ليس هو شخصياً فقط) بل انسحاب تيار "المستقبل" من العملية الانتخابية يخلط الأوراق كلياً في الساحة السنية. فبعض نواب "المستقبل" يملكون حيثيتهم ولديهم الإمكانية أن يفوزوا، خصوصاً أن قاعدة ناخبي "المستقبل" ليس لديها أفضل من هؤلاء الذي يتمتعون بهذه الحيثية كي تنتخبهم (وهذا يصحّ في عكار وزحلة والبقاع الغربي والبقاع الشمالي وصيدا).

لكن تبقى المشكلة الحقيقية في طرابلس وبيروت، إذ من المرجح أن تؤول "تركة" تيار "المستقبل" في طرابلس لصالح الرئيس نجيب ميقاتي في شكل أساسي، إضافة إلى إمكان "تسرّب" جزء منها لصالح اطراف عدة (أي الوزير السابق أشرف ريفي أو بهاء الحريري...).

أما في بيروت، فغياب "المستقبل" سيفقده عدداً من المقاعد، الا اذا تشكلت لائحة من عائلات بيروتية موالية لـ"المستقبل" مما قد يحدّ من التراجع، وسيكون المستفيدون من هذا الغياب النائب فؤاد مخزومي والمجتمع المدني، خصوصاً أن ثمة عدم وضوح في ما إذا كان النائب نهاد المشنوق سيخوض الاستحقاق الانتخابي وبالتالي ملء الفراغ سياسياً في وجه الثنائي.

تبقى علامة الاستفهام الكبرى في الإقليم حول امكانية وليد جنبلاط استقطاب القاعدة المستقبلية عبر ضمّه النائب محمد الحجار أو غيره الى لائحته وضمن تكتل "اللقاء الديمقراطي"، وهو أي جنبلاط كان الحليف الثابت للحريري فيما لو شارك الأخير في الانتخابات. اضافة الى تأثير العزوف على كيفية التفاوض بين "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي".

تبقى "القوات اللبنانية"، التي خاضت الانتخابات السابقة بتحالف مع "المستقبل" في بعض المناطق وكان من المتوقع أن يعاد هذا التحالف في وجه "الثنائي الشيعي – "التيار الوطني"، لكن خلاف قيادة "القوات" مع الحريري شكّل عائقاً أمام تحالفها مع "المستقبل" والذي تحتاجه في عكار والبقاع الشمالي لكي تتأهل وتفوز بمقاعدها. أما بخروج الحريري من المعادلة الانتخابية وترك المجال أمام وجوه "المستقبل" من الترشح من منطلق شخصي، فذلك يحرّر نوابه من هذه المشكلة ويفتح لهم الباب للتحالف مع "القوات" في عكار والبقاع الشمالي وحتى البقاع الغربي وزحلة.

...أما تأثير غياب الحريري انتخابياً على وضعه و"المستقبل" سياسياً، رغم التوقعات بأنه لنا يعتزم الاعتزال السياسي، ورغم إعلانه عن أن بيت رفيق الحريري لن يغلق وسيبقى مفتوحاً، فلذلك بحث آخر، خصوصاً أنه لا يمكن المقارنة بين مقاطعة المسيحيين في العام 1992 وبين مقاطعة الحريري 2022 إذ لكل مرحلة ظروف ودوافع ونتائج سياسية تختلف عن بعضها البعض...

إقرأ ايضا: ماذا يريد الحريري؟ ماذا يريدون من الحريري؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة