المبادرة الكويتية وعزوف الحريري... قراءة ما بين السطور! | أخبار اليوم

المبادرة الكويتية وعزوف الحريري... قراءة ما بين السطور!

عمر الراسي | الإثنين 24 يناير 2022

حزب الله لن ينفّذ لكن القرار اتخذ ولا عودة الى الوراء

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

مقترحات "بناء الثقة" حملها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الى لبنان بما شكل خرقا للعزلة الخليجية القائمة على لبنان، وتزامنت هذه المبادرة مع عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات، ما يطرح اسئلة عن جدية العودة الخليجية الى لبنان، في وقت لم يلتقط فيه رئيس المستقبل اشارات تحثه على خوض الاستحقاقات المقبلة.
وفي انتظار ان يتبلور الموقف اللبناني انطلاقا مما قاله وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب- بعد جلسة مجلس الوزراء بشأن الورقة الكويتية- ان البحث فيها سيبدأ اليوم، وان الرد سيكون جاهزاً قبل يوم السبت المقبل اي قبل موعد جلسة وزراء الخارجية العرب، يرى مصدر سياسي واسع الاطلاع ان المبادرة الكويتية تعكس موقفا خليجيا ودوليا، وتحديدا على المستوى الخليجي فهو اعلان المواجهة مع حزب الله، وهي المرة الاولى التي يكون فيها هذا الموقف واضحا ومتصدرا.
ويعتبر ان هذه المبادرة اتت استكمالا للبيانات التي وضعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الفرنسي ماكرون ودول مجلس التعاون الخليجي.
الى ذلك يشير المصدر ان المجتمع الدولي يضع ثقله لخوض الانتخابات وصولا الى التغيير المطلوب، الذي يحاكي تطلعات الرأي العام اللبناني المنتفض في 17 تشرين الاول 2019، والذي يريد ان يضع حدا للسلطة القائمة عندما سيعبر عن نفسه في صندوق الاقتراع، كما ان الانهيار الذي حصل في لبنان لا يمكن وضع حد له ومعالجته الا من خلال السلطة القائمة.
في الموازاة، وتعليقا على عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح الى الانتخابات، يلفت المصدر الى ان "المقاطعة" هي تمديد للامر الواقع القائم، لا سيما اذا لم تستند على برنامج مواجهة، فعندها لا يمكن ان توصل الى مكان.
وعما اذا كانت عدم المشاركة ستنعكس على المشهد الانتخابي من التحالفات وصولا ربما الى تطيير الاستحقاق؟ يجيب المصدر: تيار المستقبل ما زال القوة الاكثر تأثيرا على الساحة السُّنية لكنها لم تعد في موقع من يختزلها، مضيفا: المقاطعة لا تؤثر على القوات التي تتصدر المشهد الانتخابي لاسيما من ناحية الاستعدادات واعلان الترشيحات، كما انه بالنسبة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط فاذا حصلت الانتخابات او لم تحصل فهو مرتاح لوضعه .
واذ يؤكد المصدر ان موقف "تيار المستقبل" يعيد خلط التوازنات والاوراق السياسية على مستوى الداخل، ولا بدّ من ان ينعكس على حلفائه وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، يعتبر المصدر ان المستفيد الاكبر هو مَن يستطيع ان يأخذ من الواقع السُّني على مستوى الارض، ومَن يستفيد من انسحاب المستقبل.
وبالتالي يعتبر المصدر ان خروج الحريري من المسرح السياسي سيؤدي الى ميزان قوى جديد داخل البيئة السُّنية، وسيترك فراغا، ولكن هذا لا يعني ان القرار سيؤدي الى تأجيل الانتخابات كي لا يخرج اللاعب السني الاساسي، فهذا الامر غير ممكن ولا يمكن لكل القوى ان تتضامن مع هكذا رأي، مع الاشارة الى ان الحريري لا يمون على كل الشارع السُّني...
وانطلاقا مما تقدم، يوضح المصدر الى انه كان يفترض بالحريري ان يلاقي المواجهة الخليجية التي أعرب عنها في المبادرة الكويتية، بمعنى آخر لا يجوز ان ينكفئ في وقت المواجهة الخليجية في اوجها وعليه ان يلاقيها من خلال مواجهة شعبية لمحاصرة الحزب ووضعه في الزاوية!
وهنا يُسأل المصدر: واين حزب الله من هذه المبادرة، فيقول: من المستبعد ان يطبق مضمون هذه البنود بدءا من القرار 1559، ولكن اهمية الرسالة التي حملها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الى المسؤولين اللبنانيين تأتي في لحظة تستمر فيها المملكة العربية السعودية ودول التحالف في مواجهة الحوثي في اليمن، الذي يتلقى الضربات وهو في موقع تراجعي، وتأتي الرسالة ايضا في وقت تؤكد فيه الرياض التشدد في التعاطي مع اذرع ايران وسياساتها في المنطقة .
صحيح ان حزب الله لن يلتزم بهذه الرسالة والدولة اللبنانية مربكة في التعاطي معها، لكن في المقابل يعلم حزب الله ان هناك قرارا خليجيا كبيرا بمواجهته ولا عودة الى الوراء، مع العلم بحسب المصدر عينه ان دول الخليج وضعت سقفا للعلاقة مع لبنان من خلال بنود موجودة ومطروحة اساسا في الداخل اللبناني.

إقرأ ايضا:ماذا يعني غياب الحريري و"المستقبل" عن المشهد الانتخابي؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار