دولة منهوبة تستجيب لحاجات مرضاها "عالفضاوي"... "شو بتكون"؟! | أخبار اليوم

دولة منهوبة تستجيب لحاجات مرضاها "عالفضاوي"... "شو بتكون"؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 25 يناير 2022

مصدر: العمل في الانهيار يحتاج الى التخطيط أكثر من الفترات العادية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

دولة مُتعَبَة، دولة مُفلِسَة، دولة منهوبة... تتعدّد التسميات، والنتيجة واحدة، وهي أن لا إمكانية لاستمرار بلد على تلك الحالة.

ولكن ما هو أسوأ من الحالة الكارثية السابق ذكرها، عَدَم القدرة على تنظيم الانهيار، والهبوط، والتهاوي، والسقوط... أو مهما كثُرَت التوصيفات.

 

24 ساعة

فعلى سبيل المثال، نعلم استحالة تأمين الكهرباء الرسمية بشكل مُستدام، وأن بعض المناطق "تتغذّى" منها لساعة، أو حتى لنصف ساعة فقط، كل 24 ساعة. ولكن رغم ذلك، ماذا يمنع تنظيم هذا الانهيار، من خلال وضع الناس في حالة من اليقين، أي عبر إعلامهم بشكل مُنتظِم، بالأوقات التي يمكنهم أن "يتنعّموا" فيها بالكهرباء "الرسمية، خلال الـ 24 ساعة تلك؟

 

يومياً

وأكثر. ما هو الرّابط بين إفلاس الدولة، أو نهبها، وبين عَدَم وضع جداول واضحة، توضِح للشعب كيفية تنظيم الانهيار، على الأقلّ، سواء بالكهرباء، أو المياه، أو مختلف أنواع الخدمات التي باتت "تختفي" فجأة، منذ مدّة، ولساعات، مثل الإنترنت، والاتّصالات... وغيرها، بما يؤثّر سلبياً على الانتظام العام في البلد؟

وهل ان الرّغبة بعَدَم زيادة الضّغط على شبكات كهرباء ومياه واتّصالات... مُتهالِكَة، يستحقّ تلك الفوضى التي يعيشها اللبنانيون يومياً؟

 

عاجزة

وهل ان دولة عاجزة عن تأمين الكهرباء لساعتَيْن مُتتاليتَيْن في منطقة معيّنة، ضمن التوقيت هذا أو ذاك، بشكل محدّد، وبما ينسجم مع مبدأ المداورة بين المناطق والمحافظات والأقضية، في ما يتعلّق بأوقات الذّروة، قادرة (الدولة) على استلام بلد في أوقات "الرّخاء" المُنتَظَر، والموعود؟

 

أسابيع

وبما ينسجم مع العجز عن تنظيم الانهيار، نجد ما يبرّر للناس موتهم أيضاً، "هيك"، ببساطة، و"مثل شربة" المياه، وعلى طريقة أن ما باليد حيلة.

فهل يجوز مثلاً، أن نستمع الى من يَعِد بتأمين أدوية السرطان المقطوعة خلال ثلاثة أسابيع؟

هل ينتظر مرض السرطان تلك المدّة؟ وهل يوجد من هو قادر على أن يضمن عَدَم تفشّي المرض في جسده، بين يوم وآخر، إذا لم يتأمّن الدواء سريعاً؟ وهل سيخاف السرطان من الدولة اللبنانية، ومن طريقة عملها، بطريقة تجعله يخفّض "معاركه" و"حروبه" في أجساد المرضى؟

 

تنتظر

وهل يجوز أن يُقال لمن يموت من العطش اليوم، إن موعد وصول أول زجاجة مياه لك، هو خلال ثلاثة أسابيع؟ وهل تنتظر الأمراض والأوبئة انتهاء المفاوضات مع "صندوق النّقد الدولي"، أو وضع اللّمسات الأخيرة على اتّفاقات مع "البنك الدولي"، أو مع غيرهما؟

 

ليس متوفّراً

لفت مصدر مُواكِب للعمل على الأزمات المعيشية، الى أن "الدولة عاجزة للأسف عن تنظيم الانهيار، انطلاقاً من افتقارها الى من هو قادر على ذلك أصلاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العمل في أوقات الانهيار، ومن ضمنه، ليس سهلاً، ويحتاج الى من يُحسِن الإدارة، والتنظيم، والتخطيط، أكثر من الفترات العادية. وهو ما ليس متوفّراً في البلد".

 

جديدة

وكشف المصدر أن "التركيبة السلطوية العامة في لبنان، سواء الحالية، أو تلك التي كان يُمكنها أن تكون في المشهد السياسي، بدلاً من الحالية، لن تنجح في التفاوض مع "صندوق النّقد الدولي".

وأوضح:"التفاوُض، يعني القبول بأشياء، ورفض أخرى غيرها، وهو عمليّة صعبة خلال فترات الانهيارات المضبوطة، أو عند بداية الانهيار. ولكن الدولة اللبنانية تتفاوض مع فريق "الصندوق" الآن، بعدما بلغ الانهيار "انخفاضات" كبرى، تجاوزت تلك التي عرفناها بين تشرين الأول 2019، وحزيران 2020. وهذا يعني أن إمكانية التفاؤل بالحصول على نتائج إيجابية للّبنانيين، من خلال التقليل من قساوة الشّروط، باتت أكثر صعوبة".

وختم:"نتّجه الى وضع صعب جدّاً. فالانتخابات النيابية، لن تقدّم أو تؤخّر، حتى ولو حصلت في موعدها. فضلاً عن أن نوايا مختلف قوى وأطراف الداخل هي خربطتها، جنباً الى جنب خوفهم من العقوبات النّاجمة عن ذلك. ونحن نقف في هذا المربّع، حالياً، والى ما بعد فترة "انهيارية" جديدة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة