في لبنان... من يطلب الأمان بعيداً من العصابات "يسهر اللّيالي"؟! | أخبار اليوم

في لبنان... من يطلب الأمان بعيداً من العصابات "يسهر اللّيالي"؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 25 يناير 2022

مصدر: لا قدرة رسمية على تقديم تعهُّد بالعمل على وقف هذا التدهور

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يخبروننا بين الحين والآخر، عن زيادة السرقات في البلد، وعن نِسَب مئوية تتعلّق بها، وعن المحافظات والمناطق التي تنشط فيها تلك العمليات... وهذا ليس مُستغرباً، خصوصاً أننا نعيش في ظلّ أوضاع اقتصادية ومالية ومعيشية صعبة، كلّما طالت، كلّما زادت احتمالات السّقوط فريسة تلك الأعمال.

 

اللّيل

ولكن كيف لا تزداد السرقات، فيما تغرق المناطق اللبنانية في ظلام حالك، وتامّ، منذ نحو سبعة أشهر، بشكل يجعل ليالي الشتاء تمرّ مثل من يعيش في أدغال، أو ضمن أرض "واويّي"؟

فأين هي الإنارة الكهربائية في المناطق، خلال فترات اللّيل على الأقلّ، بما يمكنه عرقلة عمل شبكات السرقة؟

وأين هو عمل المجتمعات المحليّة، والبلديات، في تلك الحالة، بين عجز مالي، وعَدَم القدرة على توفير تمويل، وتفاوت في العمل بين واحدة وأخرى، فيما النتيجة واحدة، وهي "تفشّي" أعمال السرقة، لا سيّما خلال فترات اللّيل.

 

السّهر

في هذا الإطار، نذكر أيضاً المعوقات المرتبطة بصعوبة توفير الأمن في معظم المناطق، سواء على صعيد القوى الأمنية، أو عناصر الشرطة البلدية، لأسباب مالية أو لغيرها. وهو ما سيُكمِل المشهد الأمني المُقلِق في البلد، الى ما بعد مدّة زمنيّة طويلة.

وبعيداً من "الأمن الذاتي"، ومن مختلف النّقاشات "المُزمِنَة" المرتبطة به، يجد بعض اللبنانيين أنفسهم بين مآسي "سهر الليالي" المُظلِمَة، تسهيلاً لمراقبة "سلامة" سياراتهم ومنازلهم، خصوصاً في الزواريب والأزقّة المعزولة نوعاً ما، أي البعيدة من الشوارع العامة.

 

الغلاء

يروي سمير (إسم مستعار) استحالة القدرة على الاستمرار في النّوم، إذا أصابه الأَرَق، بعدما يكون استيقظ من جراء سماع ولو "حرتقة"، في الخارج.

ويقول:"الأيام صعبة، والسرقات تزداد، الى درجة أنها باتت تشمل أي شيء، مهما كنّا نجده بسيطاً، أو بلا قيمة، فيما صعوبة شراء البديل عمّا يُسرَق، تزداد بدورها أيضاً، بسبب الغلاء.

 

ضجيج

أما وليد (إسم مستعار)، فيشرح كيف أن النّوم بين الواحدة والخامسة فجراً، بات مستحيلاً بالنّسبة إليه، رغم أنه ليس قادراً على النّوم خلال النّهار.

ويُضيف:"أعيش في منطقة لا تتوقّف حركة السّير فيها، حتى خلال فترات اللّيل، مع ضجيج، وهو ما يزيد الخوف من إمكانية التعرّض لعملية سرقة، وسط صعوبة في التمييز بين ما يُمكنه أن يكون حركة "شرعية"، أو أخرى "غير شرعية".

 

"قصقوصة"

ويتشارك وليد الهمّ ذاته، وطريقة العَيْش ذاتها، خلال ليالي الشتاء الصّعبة، مع فايز (إسم مستعار). وبسبب ذلك، يمضيان لياليهما على "واتساب"، ويتبادلان بعض الرسائل لتمضية الوقت، وهو ما يشكّل عامل إرهاق كبير لهما.

من طلب الأمن والأمان، سهر الليالي. هذه هي حال اللبناني، بين "عدّاد" سرقات يسجّل أرقاماً مرتفعة، في دولة لا قدرة مؤكَّدَة فيها على استرجاع، ولا حتى "قصقوصة" ورق، في ما لو سُرِقَت.

لا قدرة

حذّر مصدر مُطَّلِع من أن "الصعوبة المرتبطة بعمليات السرقة، لا تنحصر بتلك المتعلّقة بالعصابات التقليدية، أو بالعناصر الفردية، التي تقوم بمثل تلك الأعمال، بل انّ السرقات المُنظَّمَة والمُغطّاة بالإهمال الرسمي، في المتابعة والتحقيقات...، والتي تقوم بها عناصر تابعة لشبكات أكثر تنظيماً، وتعقيداً، هي التي تزداد، خصوصاً منذ عام 2020".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا الوضع سيزداد سوءاً، كلّما زاد الانهيار والفقر أكثر، فيما لا قدرة رسمية على تقديم تعهُّد بالعمل على وقف هذا التدهور".

 

مُنتِج

ولفت المصدر الى أن "البلديات عاجزة عن سدّ الثّغرات الأمنية. وحتى إن رؤساء بلديات بعض المناطق يصرخون، ويؤكّدون أنهم ما عادوا قادرين على الاستمرار بالعمل في هذا الجوّ، أي بلا أموال كافية لتغطية مختلف الحاجات، ومنها ما يتعلّق بمراقبة الأمن ليلاً".

وختم:"هذا هو الترهُّل الأساسي الذي يُصيب البلد حالياً. فالثّغرات الرسمية التي كانت المجتمعات المحلية قادرة على التماشي معها، وتعويضها في السابق، ما عادت تلك الأخيرة قادرة على فعلها اليوم. وهذا يؤدي الى أن رؤساء بلديات مناطق كثيرة، يرفضون تأجيل الاستحقاق البلدي، لأنهم يريدون ترك مهامهم، وسط عَدَم القدرة على القيام بعمل مُنتِج".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار