درباس: الزعامات لا "تُفَقَس بالمكانات"... والوجدان السُّني مجروح! | أخبار اليوم

درباس: الزعامات لا "تُفَقَس بالمكانات"... والوجدان السُّني مجروح!

عمر الراسي | الثلاثاء 25 يناير 2022

عبارتان اساسيتان في خطاب الحريري و ازدواجية السلطة نكبة لبنان


عمر الراسي - "أخبار اليوم"

عاد الرئيس سعد الحريري لايام معدودة الى لبنان، عقد لقاءات، ثم ادلى بخطاب معد سلفا... ومشى "مستودعا الله هذا البلد"...
صحيح ان هذا الخطاب واضح ولا يحمل التباسا في وضع الاصبع على جرح الازمات التي يعاني منها لبنان، الا انه ايضا حمّال اوجه، وفي عمقه هناك شيء ما غير واضح، وربما يحتاج لايام عدة كي يتضح!

من جهة اخرى، الى جانب اعلان تعليق العمل السياسي لا بد من توقف عند عبارتين اساسيتين في خطاب الحريري:
"لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان، في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة" و"منع الحرب الاهلية".

وفي هذا الاطار يشرح الوزير السابق رشيد درباس ان الحريري لم يستسلم للواقع الايراني، بل قال انه خرج من الحركة السياسية، علق العمل السياسي، لكن هذا لا يعني انه يستطيع ان يتحكم بكل جمهوره، هذا ما لم يقصده ولا قدرة له عليه.
ويرى درباس، عبر وكالة "أخبار اليوم" اننا لسنا في حالة الاستسلام للنفوذ الايراني بل الامور في مد وجزر وهناك كباش قوي، لا بل حزب الله يتعرض لحملة غير مسبوقة ، حتى اقرب حلفائه ينتقدونه من اجل كسب الاصوات وهذا امر خطير جدا، والحزب يعرف ما معنى هذه الحملة وما ستؤول اليه.
وردا على سؤال، يعتبر درباس ان الحرب الاهلية قائمة من دون سلاح، حيث نجد ان كل طرف في لبنان يقف على متراسه، قائلا: التراشق الكلامي ليس حربا؟ وأليست الكراهية القائمة حربا؟ اما حرب السلاح فهي محسومة سلفا، والطرف الاقوى لن يجربها مرة اخرى كونه يعلم انها غير مجدية.
في هذا السياق، يشير درباس الى ان كل نكبة لبنان مردها الى ازدواجية السلطة، فلو لم تكن السلطة كذلك لكان الاصلاح واعادة لبنان الى سابق عهده ممكنا. فعلى سبيل المثال كيف للمصارف ان تعيد بناء ذاتها في وقت يعتبرها حزب الله عدوة له؟ كيف يمكن للاصلاح ان يستقيم في حين لا قدرة للبنان على استرجاع علاقاته العربية والضخ المالي من الخارج؟ وكيف يمكن دعوة السواح الى لبنان وحزب الله يهدد؟!
واذ يعتبر ان لبنان لم يعد دولة الانفتاح، يقول درباس: البعض يجري تمويها للتغطية على "تفاهم مار مخايل" فيصوبون على الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ ان اتى الى لبنان، في حين ان الاخير انتشل البلد من الحضيض، ينتقدون الاستدانة، لكن فاتهم انها دليل ثقة باعادة الاموال، لكن اليوم اقفلت كل الافاق، والفريق الحاكم حال دون السير قدما باي مشروع.

وماذا عن اتفاق الطائف، هل انتهى؟ يجيب درباس: اخشى ان يكون لبنان قد انتهى، لان اتفاق الطائف هو النص المكتوب الذي اذا لم تسر وفقه الدولة يصبح بلا قيمة. كذلك حين لم يعد للدولة نص مكتوب تسير بهديه، فهي ايضا تفقد قيمتها. وعلى اي حال حين لا يكون هناك زعماء وقيادات يطبقون النصوص ويقودون السلطة تنتهي الدولة ايضا.
وفي المحصلة ينتقد درباس مقولة "الطائفة السُّنية ولّادة"، قائلا: هذه المقولة صحيحة لكن ليس على الزعامات، فهي لا "تُفَقَس بالمكانات حتى ولو رُصد لها اكبر استثمار في الدنيا"...
ويختم: هناك شيء اسمه الوجدان العام، وهو حاليا مجروح.

إقرا ايضا: ترشيد استهلاك الطاقة في المباني العامة: قصر نوفل وبلدية طرابلس مبنيان تجريبيان

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة